«الصندوق السيادي» السعودي ينوّع محفظة استثماراته بالحراسات والخدمات الأمنية

أطلق شركة لتقديم الحلول والاستشارات وبرامج التطوير ومراكز القيادة والتحكم

TT

«الصندوق السيادي» السعودي ينوّع محفظة استثماراته بالحراسات والخدمات الأمنية

يواصل «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي تحركاته الفاعلة في الاستثمار وتأسيس المنشآت؛ إذ أعلن أمس إطلاق «الشركة الوطنية للخدمات الأمنية (سيف)»، الهادفة إلى تطوير وتنمية قطاع الحراسات والخدمات الأمنية الخاصة في المملكة، عبر تقديم مجموعة من الخدمات التي تتماشى مع أفضل المعايير والتقنيات المطبقة.
وستتركز أعمال شركة «سيف» على 4 مجالات رئيسية، تشمل: تقديم الاستشارات الأمنية، وخدمات الحلول الأمنية المتكاملة التي تضم عدداً من الخدمات المختصة، وبرامج التدريب والتطوير، إضافة إلى مراكز القيادة والتحكم.
وستقوم شركة «سيف» بدور لتمكين التقنيات والكوادر البشرية المختصة في قطاع الخدمات الأمنية، من خلال تقديم برامج تدريبية متطورة تدعم النمو المهني والشخصي، بما يسهم في توفير كثير من فرص العمل لجعل قطاع الحراسات والخدمات الأمنية مهنة ذات معايير عالمية.
ويأتي إطلاق شركة «سيف» تماشياً مع استراتيجية «صندوق الاستثمارات العامة» لتطوير القطاعات الواعدة وتنميتها، وتوطين المعرفة، وتطوير شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، لرفع حجم المحتوى المحلي بما يسهم في تحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030».
تأتي هذه التطورات في وقت عمل فيه «صندوق الاستثمارات العامة» خلال السنوات الأربع الماضية على إطلاق 10 قطاعات جديدة، وأسس أكثر من 30 شركة جديدة، بالإضافة إلى إيجاد أكثر من 190 ألف وظيفة.
وأعلن «الصندوق» قبل أيام تعيينات جديدة في فريق الإدارة التنفيذي ضمن مسيرته التوسعية، والتي جاءت «لتحقيق المستهدفات للكيان الاستراتيجي الذي يعدّ أحد محركات الاقتصاد في المملكة»، على حد وصفه. وقال بيان صدر حينها إن التعيينات الجديدة تهدف لدعم وتنفيذ الاستراتيجية الطموح لـ«صندوق الاستثمارات العامة» من خلال تعزيز خبرات فريقه التنفيذي.
وأفاد محافظ «صندوق الاستثمارات العامة»، ياسر الرميان، خلال هذا الشهر بالتزام الصندوق باستثمار 150 مليار ريال (40 مليار دولار) خلال العامين المقبلين (2021 و2022)، على أن تزيد هذه الاستثمارات بشكل سنوي حتى عام 2030.
وأوضح الرميان خلال جلسات «منتدى ميزانية 2021» مؤخراً حول حجم استثمارات الصندوق محلياً، أن «(صندوق الاستثمارات العامة) يطمح لاستثمار 80 في المائة محلياً، و20 في المائة دولياً»، مبينا أن الاستثمارات المحلية تاريخياً كانت تمثل 98 في المائة، مشدداً على أن التنوع الاستثماري يمثل أحد الأهداف الرئيسية لـ«الصندوق» في القطاع المحلي أو عالمياً.
وأعلنت أول من أمس «الشركة السعودية للصناعات العسكرية (سامي)»، المملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، استكمالها عملية الاستحواذ على «شركة الإلكترونيات المتقدمة»، لتصبح بذلك شركة سعودية بنسبة مائة في المائة، في صفقة تعدّ الكبرى من نوعها على مستوى القطاع الخاص في مجال الصناعات العسكرية بالمملكة.
وينتظر أن «ينعكس الاستحواذ على مستقبل واعد لمنظومة الدفاع المحلي على صعيد مخرجات المنتجات والتقنيات المبتكرة للشركتين من خلال الخبرة والجهود الجماعية، وكذلك الإسهام في دعم الاقتصاد الوطني على مدى السنوات المقبلة، عبر تنمية المهارات، وإيجاد فرص العمل والتصدير».
ومعلوم أن «الاستثمارات العامة» التي تمثل الصندوق السيادي للسعودية تخطط لأن يبلغ حجمه على الأقل ما بين 7 و10 تريليونات ريال (1.8 إلى 2.6 تريليون دولار) بحلول 2030.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.