فصائل فلسطينية تطلق صواريخ في البحر بأول تدريبات عسكرية مشتركة

جانب من عملية إطلاق الصواريخ من قبل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق الصواريخ من قبل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

فصائل فلسطينية تطلق صواريخ في البحر بأول تدريبات عسكرية مشتركة

جانب من عملية إطلاق الصواريخ من قبل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق الصواريخ من قبل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أطلقت مجموعة من الفصائل الفلسطينية صواريخ في البحر المتوسط قبالة قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، في بداية ما وصفتها بأنها أول تدريبات عسكرية مشتركة على الإطلاق.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية التدريبات العسكرية وإطلاق الصواريخ بأنها استعراض للقوة نظمته إيران.
وتدير حركة «حماس» قطاع غزة الذي يضم فصائل أخرى؛ منها «حركة الجهاد الإسلامي». وأُعلنت التدريبات باسم قيادة مشتركة شكلتها الفصائل في 2018.
وأُطلقت 8 صواريخ في سماء غزة الصافية صوب البحر المتوسط بعد أن ألقى «أبو حمزة»، المتحدث باسم «حركة الجهاد الإسلامي»، كلمة في بدء التدريبات التي ستشمل تدريبات برية وساحلية، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.
ووصفت الفصائل التدريبات بأنها تمثل اختباراً لمدى استعدادها لأي مواجهة في المستقبل مع إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التدريبات نظمها مقاتلون مدعومون من إيران لإظهار المخاطر التي قد تواجهها إسرائيل إذا ما تعرضت إيران لهجوم أميركي أو إسرائيلي خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السلطة.
وعشية التدريبات وُضعت على الطريق الساحلية الرئيسية في غزة صورة ضخمة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بهجوم أميركي في العراق مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل منذ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واتهام طهران لإسرائيل بقتله. وهو ما لم تؤكده إسرائيل أو تنفه.
ولم يؤد إطلاق الصواريخ من غزة اليوم إلى إطلاق صفارات إنذار في إسرائيل التي تراقب طائراتها المسيرة غزة من كثب وتستخدم نظام اعتراض صاروخياً متطوراً.
وتشمل التدريبات، المقرر أن تستمر 24 ساعة، مقاتلين من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ولجان المقاومة الشعبية وفصائل مسلحة أصغر حجماً.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.