«الشارقة الثقافية»: العربية رهان الأمة ومستقبلها

«الشارقة الثقافية»: العربية رهان الأمة ومستقبلها
TT

«الشارقة الثقافية»: العربية رهان الأمة ومستقبلها

«الشارقة الثقافية»: العربية رهان الأمة ومستقبلها

صدر أخيراً العدد (51) لشهر يناير (كانون الثاني)، 2021. من مجلة «الشارقة الثقافية» التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة. جاءت الافتتاحية بعنوان «عالمية اللغة العربية».
في تفاصيل العدد الجديد، يستكمل يقظان مصطفى كتاباته في إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، وتناول في هذا العدد صناعة العطور عند العرب، مبيناً أنها حياة مترفة ووله بالشذا الفوّاح، ويتوقف حاتم عبد الهادي عند الشاعر السنغالي عبد الأحد الكجوري الذي يعدّ شاعر الغربة والمنافي.
وفي باب «أمكنة وشواهد» يصطحبنا عبد العليم حريص بجولة في ربوع مدينة التاريخ والمواويل سوهاج التي فيها وحّد «مينا» القطرين، وينقل إلياس الطريبق جوانب الحياة في مدينة العرائش التي تشتهر بالنوارس والبحارة المردة، فيما تحتفي غيثاء رفعت بجزيرة الأحلام والأرجوان (أرواد) التي أسّسها الفينيقيون قبل 4 آلاف سنة.
أمّا في باب «أدب وأدباء» فيكتب حاتم السروي عن «شاعر الوجدان والشفافية» إسماعيل صبري، وتتناول د. بهيجة إدلبي الأديب شاكر الفحام الذي يرى أنّ «اللغة العربية رهان الأمة ومستقبلها»، ويتوقف محمد هجرس عند الروائي أمين يوسف غراب، بينما يتطرق د. حاتم الصكر إلى مذكرات «عشت لأروي» لغابرييل غارسيا ماركيز الذي يفرق بين العيش والحياة، ويقدم د. رضا عطية مداخلة حول «كبير الحكائين العرب سعيد الكفراوي الذي يتميز بإحساس رومانسي في رؤية العالم»، أما سامر أنور الشمالي فيحاور نور الدين الهاشمي الذي يرى أنّ «الأدب الساخر نقد للسلبيات دون تجريح»، وتقدّم د. بديعة الهاشمي مداخلة ترصد فيها دور النقد الأدبي في الصحافة والبحث الأكاديمي، بينما يلقي عبده وازن الضوء على عالم الروائية الإيطالية إيلينا فيرانتي التي ما زالت تختبئ وراء اسمها المستعار، ويكتب مصطفى عبد الله عن د. طه محمود طه الذي أمضى جل عمره في عالم الكاتب الآيرلندي الشهير جيمس جويس، ويحاور خليل الجيزاوي بائع الكتب القديمة القاص محمد جابر غريبن وكذلك حاور محمد زين العابدين الشاعر علي جعفر العلاق، وكمال فرج الشاعر فولاذ عبد الله الأنور.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات في إصدارات: «كتابية الشعر وتحولات البناء في الشعر للدكتور أحمد كريم بلال لمحمد المغربي، و(المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري لـزكي نجيب محمود) لنجلاء مأمون، و(التأثيرات الثقافية والفكرية في رواية «ستيمر بوينت»)، للدكتور د. هويدا صالح، و(وليد عثمان يرصد تاريخ مصر المعاصر في روايته جمر- توظيف السرد في الشعر الإماراتي المعاصر) لأبرار الآغا، و(الدرس الأفريقي... المسرح بين الممارسات المحلية والقالب الأوروبي) للدكتور يوسف عيدابي».
ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لمجموعة من الكتاب العرب، منهم: يوسف محمد شرقاوي، ومبارك أباعزي، وميري مخلوف، ورفعت عطفة.



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».