الريال اليمني يواصل التعافي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة

وزير الصناعة والتجارة وجه المحافظات إلى ضبط أسعار السلع

الريال اليمني يواصل التعافي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة
TT

الريال اليمني يواصل التعافي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة

الريال اليمني يواصل التعافي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة

واصل الريال اليمني أمس (الاثنين) تعافيه أمام العملات الأجنبية، وذلك عقب تشكيل الحكومة الجديدة وأدائها اليمين القانونية والشروع في الاستعداد للعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لمباشرة مهامها، في ظل توقعات بأن تستمر العملة المحلية في استعادة قدرتها الشرائية في الأيام المقبلة.
وكان هبوط سعر العملة اليمنية وصل قبل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة إلى مستويات قياسية في المناطق المحررة مقترباً من حاجز 900 ريال للدولار الواحد، في ظل انقسام السياسة المصرفية في البلاد واستمرار الجماعة الحوثية في منع تداول الطبعة الجديدة وفرض عمولة على الحوالات الداخلية وصلت إلى نصف المبالغ المحولة من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرتها.
وقال مصرفيون لـ«الشرق الأوسط» إن سعر الصرف استقر أمس (الاثنين) في المناطق المحررة بين 650 و640 ريالاً للدولار الواحد مقترباً من سعره في مناطق سيطرة الحوثيين حيث يقف عند حاجز 600 ريال. في هذا السياق، علق الخبير الاقتصادي اليمني مصطفى نصر على هذا التحول وقال في تصريحات على صفحته في «فيسبوك»: «التعافي الحاصل في سعر الريال اليمني مقابل الدولار واقترابه من 650 ريالاً للدولار الواحد حدث يبعث على التفاؤل. والتوقعات بأن يتحسن أكثر في حال تلقت الحكومة دعماً خارجياً مباشراً».
وأوضح نصر أن «التحسن الحالي سببه الأحداث السياسية الإيجابية عقب تشكيل الحكومة وإعادة تفعيل السحب من المبالغ المتبقية من الوديعة السعودية»، مضيفاً أن «مثل هذه التطورات بحاجة إلى إدارة كفؤة وذكية تلتقط تلك المؤشرات وتبني عليها خطوات عملية».
في السياق ذاته، دعا مركز الإعلام الاقتصادي اليمني في بيان إلى إنهاء الانقسام في إدارة السياسة النقدية في البلد وإلغاء جميع الإجراءات الأحادية التي أثرت سلباً على استقرار العملة اليمنية، محذراً بأن استمرار انهيار قيمة العملة سيؤدي حتماً إلى آثار اقتصادية كارثية.
وأشار المركز في نشرته إلى جوانب متعددة من الصراع بين الحكومة الشرعية والحوثيين فيما يخص السياسة النقدية وقال إن ذلك «ستكون تبعاته وخيمة على حياة الناس في اليمن وعلى الوضع الاقتصادي والإنساني والسياسي».
وطالب المركز بالعمل من أجل سياسة نقدية موحدة وإدارة مستقلة للبنك المركزي اليمني تحافظ على العملة وتشرف على القطاع المصرفي من منطلق مهني وفقاً لمعايير العمل المالي الدولية.
وحذر المركز من استخدام السياسة النقدية كأداة من أدوات الحرب لما لها من ارتدادات مباشرة على مصالح الناس ومصدر معيشتهم، معبراً في الوقت نفسه عن أسفه لإقحام القطاع المصرفي في التجاذبات السياسية، مؤكداً أهمية العمل وفق قانون البنك المركزي الذي يضمن استقلالية عمل البنك.
وكان اقتصاديون وسياسيون يمنيون رهنوا في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» نجاح الحكومة الجديدة بمدى قدرتها على انتشال الاقتصاد المتهاوي وتثبيت دعائم الأمن في المناطق المحررة، وتجاوز الصراعات الحزبية والعمل وفق الأسس الإدارية والمالية الصحيحة.
كما شددوا على أهمية «تثبيت سعر صرف العملة أمام العملات الأجنبية، من خلال تفعيل البنك المركزي وتعزيز قدرته في إدارة السياسة النقدية ورفع كفاءة الحكومة في جباية الإيرادات بمختلف أوعيتها الضريبية والجمركية والنفطية والغازية وتوريدها جميعاً إلى الحسابات الخاصة بها في البنك المركزي بما يضمن تمويل موازنة الدولة من مصادر غير تضخمية وعدم اللجوء إلى طبع المزيد من العملة، ناهيك عن ضرورة ربط جميع فروع البنك المركزي بالمركز الرئيسي في عدن».
في غضون ذلك، وجهت وزارة الصناعة والتجارة، مكاتبها في المحافظات بتفعيل الدور الرقابي وضبط الأسعار وفقاً لمتغيرات سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأخرى.
وشدد وزير التجارة والصناعة في الحكومة الجديدة محمد الأشول في أول تعميم له وجهه إلى مكاتب الوزارة في المحافظات على «سرعة النزول الميداني لضبط أسعار السلع وفقاً لأسعار صرف العملة الوطنية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

المشرق العربي حاملة الطائرات أيزنهاور (أ.ف.ب)

الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أميركية وحاملة الطائرات «أيزنهاور»

أعلن المتحدث العسكري للحوثيين باسم جماعة الحوثي اليمنية، اليوم (السبت)، أنها نفذت ست عمليات عسكرية استهدفت إحداها حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور مجدداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين في أبريل الماضي (أ.ب)

غارات «أميركية - بريطانية» ضد 13 هدفاً للحوثيين باليمن

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الجمعة)، أن قواتها نفذت بالاشتراك مع قوات بريطانية غارات مشتركة ضد 13 هدفاً لجماعة الحوثي في اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم رفضوا تداول العملة الشرعية الصادرة من عدن (إ.ب.أ)

المركزي اليمني يوقف 6 بنوك ويسحب العملة القديمة خلال شهرين

قرر البنك المركزي اليمني وقف التعامل مع 6 بنوك لعدم نقل مقارها من صنعاء إلى عدن، كما قرر سحب الطبعة القديمة من العملة خلال شهرين.

علي ربيع (عدن)
الولايات المتحدة​ إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي يعلن تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيون باليمن

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الخميس)، إن قواتها نجحت في تدمير منصتي إطلاق صواريخ في منطقة يسيطر عليها الحوثيون باليمن

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الأوقاف اليمني خلال توديع الحجاج في مطار عدن الدولي (سبأ)

وصول أولى رحلات الحجاج اليمنيين جواً لأداء مناسك الحج

تسيير الرحلات الجوية للحجاج اليمنيين يأتي تزامناً مع تعاون وتجاوب الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع جهود وزارة الأوقاف.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
TT

الجيش الأميركي: إطلاق 5 مسيّرات حوثية وصاروخين دون أضرار

القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)
القوات الأميركية والبريطانية تعمل ضمن تحالف «حارس الازدهار» بعد تصعيد الحوثيين تجاه السفن (رويترز)

أعلن الجيش الأميركي، السبت، إطلاق الجماعة الحوثية في اليمن 5 طائرات من دون طيار وصاروخين باليستيين لاستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن دون الإبلاغ عن أي أضرار.

وتحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا في حوالي الساعة 1:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 31 مايو (أيار)، طائرة من دون طيار من المناطق التي يسيطرون عليها إلى البحر الأحمر، حيث تحطمت في البحر دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن.

وبشكل منفصل، في اليوم نفسه بين الساعة 2:53 صباحاً و10:59 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أفاد الجيش الأميركي بأن قواته نجحت في تدمير طائرة من دون طيار فوق خليج عدن وثلاث أخرى فوق البحر الأحمر تم إطلاقها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأضاف البيان الأميركي أن الحوثيين أطلقوا في اليوم ذاته في حوالي الساعة 9:31 مساءً (بتوقيت صنعاء) صاروخين باليستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها إلى خليج عدن، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الجمعة، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «أيزنهاور» في البحر الأحمر، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الأميركي الذي يقود عمليات التصدي الدفاعية لحماية السفن من الهجمات.

والخميس الماضي، كانت واشنطن ومعها لندن نفذتا 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرت الجماعة بمقتل 16 عنصراً وإصابة 42 آخرين في الضربات.

الحوثيون يزعمون أنهم يشنون هجماتهم البحرية نصرة للفلسطينيين في غزة (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي نحو 470 غارة، أدت في مجملها حتى الآن إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما أقرت به الجماعة.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي خطبته الأسبوعية، كان زعيم الجماعة ادّعى، الخميس، مهاجمة 129 سفينة منذ بداية الهجمات، وهدد باستمرار العمليات الهجومية «كماً وكيفاً» ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.