على بعد 87 يوما عن الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، التي تقررت ليوم 23 مارس (آذار) 2021، تشهد الساحة الحزبية سلسلة تشققات جديدة. وعلى الرغم من تفكك حزب الجنرالات «كحول لفان» وانسحاب غالبية نوابه، أعلن رئيسه بيني غانتس، رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع، أنه لا ينوي الاعتزال ويصر على خوض هذه الانتخابات على رأس حزبه. وبالمقابل، فشل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الحصول على تعهد قاطع بدعم الأحزاب الدينية له. وقالت مصادر مطلعة إنه باستثناء الأحزاب الدينية، فإن الانشقاقات تهدد جميع الأحزاب الأخرى.
وكان «كحول لفان»، الذي شهد انشقاقات بسبب قرار غانتس دخول حكومة نتنياهو، قد تعرض لانشقاق جديد قبل أسبوعين، عندما تمرد ثلاثة نواب وصوتوا ضد الحكومة وتسببوا بذلك في حل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وفي يوم أمس، أعلن مزيد من النواب عن انسحابهم وفحص إمكانية خوض المعركة ضمن أحزاب أخرى، في مقدمتهم وزير القضاء، آفي نيسان كورن، الذي يدرس إمكانية ترؤس حزب العمل، ووزير السياحة، اساف زمير، الذي يسعى لتشكيل حزب يساري جديد. وقال مقربون من وزير الخارجية، غابي اشكنازي، إنه ينوي اعتزال السياسة. لكن أحزابا عديدة تحاول تجنيده لصفوفها.
وعلى الرغم من هذا التفكك ونتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن الحزب سيتراجع من 17 إلى 5 مقاعد، والخوف من أنه سيواصل التدهور وعدم تجاوز القائمة نسبة الحسم، فإن غانتس أبلغ مقربين منه نيته الاستمرار في العمل السياسي على رأس الحزب وخوض الانتخابات المقبلة. وقال إن «الاستطلاعات حاليا ليست جيّدة، لكن في اللحظة التي سنبدأ فيها حملة انتخابيّة، الأوضاع ستتغيّر والاستطلاعات ستتحسّن. وهناك حوالي 22% من الناخبين لم يقرروا لمن سيصوتون بعد، وبالإمكان الحصول على قسم كبير من أصواتهم».
وأما حزب الليكود الحاكم، برئاسة نتنياهو، الذي شهد خلال الأسبوعين الأخيرين انشقاق 5 من نوابه، أبرزهم غدعون ساعر، الذي أسّس حزباً جديداً يخوض فيه الانتخابات المقبلة، وتعطيه استطلاعات الرأي حوالي 20 مقعداً، ووزير المياه والتعليم العالي، زئيف إلكين، فإنه قلق من خطر الفشل هذه المرة في تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو. وقد بادر نتنياهو إلى عدة خطوات للتعويض عن هذه الخسائر، وذلك بتعزيز صفوف الليكود بمرشّحين جدد، وبإعادة تشكيل كتلة اليمين الراسخ وراء ترشيحه. وبحسب مصدر مقرب منه فإنه يحاول رفد قائمة الليكود باسم السفير الإسرائيلي في واشنطن منذ عام 2013، رون ديرمر، الذي يعتبر مقرّباً جداً من نتنياهو ومن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، غال هيرش، الذي سبق أن رشّحه نتنياهو لمنصب قائد جهاز الشرطة العام قبل أن يسحب ترشيحه إثر اتهامات بالفساد تبين أنها غير جدية، وكذلك ورد اسم غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرئيل شارون، الذي انشقّ عن الليكود مع والده لتشكيل حزب «كاديما» قبل أن يعود إلى الليكود لاحقاً.
وقد اجتمع نتنياهو، أول من أمس، مع رؤساء الأحزاب الدينية «شاس» لليهود الشرقيين، و«يهدوت هتوراه» لليهود الغربيين. وطلب منهم أن يوقعوا له على تعهد خطي، كما فعلوا في الجولات الانتخابية الثلاث الأخيرة، بالبقاء معه في كتلة يمين موحدة وأن يفاوض باسمهم مع الأحزاب الأخرى حول الائتلاف الحكومي، وألا ينضموا لأي ائتلاف حكومي آخر من دونه. ولكنهم صدموه بالقول إنهم غير معنيين بمثل هذا التعهد، وأكدوا له أنهم ينوون الوقوف معه وتأييده كرئيس حكومة مفضل. ولكن إذا لم يستطع تشكيل حكومة فإنهم سيرون أنفسهم في حل من التعهد وسيؤيدون حزبا آخر.
يُذكر أن هذه الكتلة شملت في الجولات الانتخابيّة الماضية اتحاد أحزاب اليمين الراديكالي، «يمينا»، لكن رئيسه، نفتالي بينيت، أبدى رغبة في التحرر من هذا الحلف وصرح بأنّه سيخوض الانتخابات منافسا على رئاسة الحكومة، ما يعني أنه يدخل في مواجهة معه.
وتشير استطلاعات الرأي، التي نشرت مساء الأول من أمس الأحد، إلى أنه سيكون من الصعب جدا على نتنياهو أن يشكل الحكومة القادمة، خصوصا بعد أن أعلن منافسه، غدعون ساعر، أنه لن ينضمّ لحكومة يرأسها نتنياهو. وتشير الاستطلاعات إلى أن الليكود سيهبط من 36 إلى 28 مقعداً، فيما سيحصل حزب ساعر «تكفا حدشاه» («أمل جديد»)، 19 مقعداً، يليه «ييش عتيد» برئاسة يائير لبيد 16 مقعداً (له اليوم 14)، و«يمينا» برئاسة نفتالي بينيت 13 مقعداً (له اليوم 5 نواب). وستهبط «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية من 15 إلى 11 مقعدا. وعمليا يكون عدد نواب الأحزاب التي ترفض التحالف مع نتنياهو 63 من مجموع 120 نائبا.
الأحزاب الدينية ترفض التعهد بدعم نتنياهو
غانتس مستمر في السياسة رغم تفكك حزبه
الأحزاب الدينية ترفض التعهد بدعم نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة