قذيفة حوثية تصيب 5 عمال في مجمع صناعي شرق الحديدة

الميليشيات جددت التهديد باستهداف السفن في البحر الأحمر

TT

قذيفة حوثية تصيب 5 عمال في مجمع صناعي شرق الحديدة

غداة تهديد الميليشيات الحوثية باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، بذريعة الرد على التحركات الإسرائيلية والأميركية ضد إيران، جددت الميليشيات خروقها للهدنة الأممية بقصف مجمع صناعي شرق مدينة الحديدة، ما أدى إلى إصابة خمسة عمال، حسب ما أفاد به الإعلام العسكري اليمني.
جاء التهديد الحوثي في بيان لوزارة خارجية الانقلاب توعدت فيه بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، زاعمة أنها ستشعل حرباً شاملة في المنطقة رداً على ما زعمت أنه تصريحات إسرائيلية معادية لها. وقالت الجماعة، في بيانها، إن على إسرائيل «مراقبة الأوضاع في مناطق سيطرتها اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والكف عن تهديد عدد من دول المنطقة بأن جيشها ينشط في كل أنحاء الشرق الأوسط، والتحدث عن حرب خاطفة».
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة بأن خمسة عمال أصيبوا جراء قصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، استهدف «مجمع إخوان ثابت في مدينة الحديدة وذلك أثناء أداء أعمالهم في المجمع». ونقلت المصادر نفسها أنه «تم إسعاف المصابين بسبب القذائف الحوثية إلى مستشفى الدريهمي لتلقي الإسعافات الأولية، ثم جرى تحويلهم إلى مستشفى (أطباء بلا حدود) في المخا لخطورة إصابتهم».
وخلف القصف، حسب المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة، أضراراً مادية في «مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي الذي كان يجري إعادة تأهيله»، وذلك ضمن الاستهداف الحوثي المتكرر للمناطق المحررة في محافظة الحديدة وتصاعد خروق الجماعة للهدنة الأممية.
إلى ذلك، أكدت المصادر العسكرية أن الميليشيات استهدفت (الاثنين) القرى السكنية في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأوضحت أن الميليشيات شنت قصفاً بقذائف الهاون عيارات 120 و60 و82 وكذا سلاح م.ط 23 على القرى السكنية في المنطقة بشكل عشوائي، متزامناً مع عمليات استهداف بالأسلحة الرشاشة وعمليات قنص على المارة في الطرقات، ما تسبب في نشر الخوف والهلع في أوساط المدنيين.
وتحدثت المصادر عن قيام الجماعة خلال أسبوع بتصعيد انتهاكاتها للهدنة الأممية، إذ استهدفت شارع الخمسين بالأسلحة الرشاشة بالتزامن مع قصفها للقرى في الدريهمي والجبلية والفازة، ومزارع ومنازل المواطنين في الجبلية وحيس والدريهمي والتحيتا والحوك، ما أسفر عن تدمير أربعة منازل في حي المنظر في مديرية الحوك، وألحق أضراراً جسيمة بثلاثة منازل أخرى.
ونتيجة طبيعية لانتهاكات الميليشيات وقصفها المتواصل، شهد حي منظر بمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة، نزوحاً لعدد من الأسر إلى مناطق آمنة خوفاً من قذائف الجماعة الانقلابية. ومع تصاعد الخروق الحوثية في الساحل الغربي لليمن، حيث محافظة الحديدة، وتعاظم تهديدات الجماعة للملاحة البحرية واستمرارها في تهريب الأسلحة وزرع الألغام البحرية، يقترح سياسيون يمنيون تجميد «اتفاق استوكهولم» برمته واستئناف عملية تحرير مدينة الحديدة وموانئها.
ويعتقد قطاع عريض من الشارع اليمني أن «السبيل الأوحد لوقف هذه العمليات هو تحرير الحديدة وموانئها، لأن ذلك سيحرم الجماعة من الموارد التي يسيطرون عليها من دخل الميناء، ويستخدمونها في نشاطاتهم العبثية في المنطقة، كما سيحرمهم من دخول التمويل العسكري من سلاح وخبراء وأدوات تدميرية ترسلها إيران باستمرار، يقتلون بها الشعب اليمني، ويقومون بأعمال القرصنة في السواحل اليمنية».
على صعيد منفصل، أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» أنه انتزع 1352 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، زرعتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً. وأوضح المركز، في بيان له، أن الألغام التي انتزعها منها 31 لغماً مضاداً للأفراد، و134 لغماً مضاداً للدبابات، و1178 ذخيرة غير متفجرة، و9 عبوات ناسفة.
وأشار المركز إلى أن إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن بلغ 207.205 ألغام زرعتها الميليشيات الحوثية الانقلابية في أرجاء اليمن، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة، راح ضحيتها كثير من الأطفال والنساء وكبار السن، سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر الأعضاء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.