المغرب يفقد محمد الوفا صاحب المواقف السياسية «الجريئة» و{الساخرة»

توفي صباح أمس الوزير والسفير والقيادي السابق البارز في حزب الاستقلال المغربي محمد الوفا بمستشفى الشيخ زايد في الرباط متأثراً بتداعيات إصابته بفيروس كورونا، وذلك عن عمر يناهز 73 عاماً.
وتولى الوفا منصب وزير التربية الوطنية في حكومة عبد الإله ابن كيران، التي تشكلت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وعلى إثر تعديل حكومي سنة 2013، بعد قرار حزب الاستقلال مغادرة الحكومة قرر الوفا البقاء فيها رافضاً قرار حزبه الانسحاب منها. وتمسك رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران به فاقترحه وزيراً في حكومته المعدلة، فعينه العاهل المغربي الملك محمد السادس وزيراً منتدباً مكلفاً الشؤون العامة والحكامة.
وظل الوفا في الحكومة التي استمرت إلى حين إجراء الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، حيث شكلت حكومة جديدة برئاسة سعد الدين العثماني في أبريل (نيسان) 2017. وجر عليه موقفه الرافض الاستقالة من الحكومة غضب الأمين العام السابق للحزب حميد شباط، ما أدى لإقالته من الحزب، لكنه مع ذلك أصر على أنه ما زال منتمياً للحزب، وبقيت له علاقات شخصية قوية مع أعضائه ومناضليه.
نشأ محمد الوفا، في مدينة مراكش، التي ولد فيها سنة 1948 وهو حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق بالرباط، وعلى دبلوم الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية من باريس، ثم دبلوم السلك الثالث بمعهد التنمية الاقتصادية بباريس. وفي سنة 1976، شغل منصب أستاذ مساعد بكلية الحقوق بالرباط، قبل أن ينتخب نائباً برلمانياً ما بين 1977 و1997 كما ترأس المجلس البلدي (عمدة) لمدينة مراكش ما بين 1983 و1992 وأصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال منذ سنة 1982.
وبخصوص مساره داخل حزب الاستقلال، فقد بدأه الوفا منذ شبابه في مراكش، إذ تولى منصب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية ما بين عامي 1976 و1984 وترأس الاتحاد العام لطلبة المغرب (منظمة طلابية أسسها حزب الاستقلال).
وخلال مشاورات تشكيل حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي كان اسم الوفا متداولاً كأحد المرشحين لتولي حقيبة وزارية، إلا أن خلافات سياسية أبعدته عن المشاركة فيها، ولكن بالمقابل عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس سفيراً للمغرب في الهند ما بين سنة 2000 و2004، ثم سفير للمغرب في إيران سنة 2006 إلى 2009، ثم سفيراً للمملكة في البرازيل من 2009 إلى 2011. وقبيل الانتخابات التشريعية لسنة 2011 التي تعد أول انتخابات بعد دستور 2011، كان الوفا قد عاد إلى المغرب ليستأنف نشاطه السياسي داخل حزب الاستقلال، وبرز اسمه خلال مشاورات تشكيل الحكومة قبل أن يتولى حقيبة وزارة التربية الوطنية. وخلفت وفاته صدمة لدى الطبقة السياسية المغربية، خاصة أنه بصم الحياة السياسية والحزبية بمواقفه الجريئة التي لم تكن تخلو من سخرية بلكنته المراكشية المثيرة.