بريطانيا تتطلع لتقديم خدمات مالية بشكل مختلف بعد «بريكست»

منطقة كناري وارف المكتظة بشركات الخدمات المالية في بريطانيا (رويترز)
منطقة كناري وارف المكتظة بشركات الخدمات المالية في بريطانيا (رويترز)
TT

بريطانيا تتطلع لتقديم خدمات مالية بشكل مختلف بعد «بريكست»

منطقة كناري وارف المكتظة بشركات الخدمات المالية في بريطانيا (رويترز)
منطقة كناري وارف المكتظة بشركات الخدمات المالية في بريطانيا (رويترز)

قال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك، الأحد، إن انفصال بلاده عن الاتحاد الأوروبي يتيح لها تقديم الخدمات المالية بشكل مختلف، لكنها ستتعاون مع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى نهج خاص بالقطاع رغم التفاصيل القليلة في هذا الشأن باتفاق التجارة. ومن 1 يناير (كانون الثاني) المقبل، تفقد مجموعات الخدمات المالية التي مقرها بريطانيا وضعها بالسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، وقال الجانبان إنه ينبغي عليهما التفاوض بشأن العمل مع السوق الأوروبية خارج اتفاق التجارة من خلال صفقات تكافؤ محددة.
وقال سوناك: «الآن بعد أن غادرنا الاتحاد الأوروبي، يمكن أن نعمل بشكل مختلف قليلاً (في الخدمات المالية)».
توصلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجارة يوم الخميس، لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون أقر بأنه لا يحوي كل ما كان يصبو إليه بخصوص قطاع الخدمات المالية والتكافؤ التنظيمي.
وبموجب النظام المعروف بـ«التكافؤ»، لن تحصل البنوك وشركات التأمين وغيرها من الشركات المالية في بريطانيا على حق العمل بالأسواق الأوروبية إلا إذا ارتأت بروكسل أن القواعد المحلية «مكافئة»، أو بقوة قواعد الاتحاد نفسها.
وتابع سوناك أن الطرفين يهدفان إلى الاتفاق على مذكرة تفاهم بشأن التعاون التنظيمي في الخدمات المالية بحلول مارس (آذار) 2021، قائلاً إن الصياغة ستبعث على الطمأنينة. وأضاف: «هذا الاتفاق يبث الطمأنينة أيضاً لأنه تحدث عن إطار عمل تنظيمي تعاوني ومستقر».
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن هناك تغيرات كبيرة آتية في المملكة المتحدة نتيجة الاتفاق التجاري الذي تفاوضت عليه حكومته مع الاتحاد الأوروبي، استكمالاً لانفصال البلاد عن التكتل، حسبما ذكرت صحيفة «تليغراف».
وذكر جونسون لصحيفة «صنداي تليغراف»، في أول مقابلة له منذ التوصل إلى الاتفاق في 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «لا يمكننا أن نقرر فجأة أننا أحرار ثم لا نقرر كيفية ممارسة هذه الحرية... هذه الحكومة لها أجندة واضحة للتوحيد والارتقاء بالمستوى ونشر الفرص في جميع أنحاء البلاد».ويسمح الاتفاق الخاص بخروج المملكة المتحدة من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي بالتعريفة الجمركية وتجارة السلع الخالية من الحصص بعد 31 ديسمبر الحالي. ولا ينطبق ذلك على قطاع الخدمات - الذي يمثل نحو 80 في المائة من اقتصاد المملكة المتحدة - أو الخدمات المالية.
وقال جونسون إنه «الآن وقد اكتسبت مزيداً من الحرية لوضع اللوائح بشكل مستقل، ووضع السياسة المالية وسياسة الهجرة، فإن المملكة المتحدة (لن تختلف من أجل الاختلاف)... (بل) سوف تتصرف بشكل مختلف عندما يكون ذلك مفيداً للشعب البريطاني».
غير أن صيادين بريطانيين قالوا يوم السبت، إن جونسون ضحى بمخزونات البلاد من الأسماك لصالح الاتحاد الأوروبي ضمن اتفاق تجاري في إطار الخروج من التكتل يمنح قوارب الاتحاد وصولاً كبيراً لمياه الصيد الغنية بالأسماك في المملكة المتحدة. وذهب بعض الساسة البريطانيين إلى ما ذهب إليه الصيادون.
وذكر «الاتحاد الوطني لمنظمات الصيادين» أن جونسون ضحى بصناعة الصيد. وقال مدللاً إن حصة بريطانيا من سمك الحدوق في البحر الكلتي سترتفع إلى 20 من 10 في المائة، مما يترك 80 في المائة في أيدي أساطيل الاتحاد الأوروبي لخمس سنوات أخرى.
وأضاف الاتحاد: «في النهاية رئيس الوزراء اتخذ القرار ورضخ بشأن الأسماك رغم خطاباته الرنانة وتأكيداته... ستكون هناك قطعاً حملة علاقات عامة مكثفة لتصوير الاتفاق نصراً مؤزراً، لكن صناعة الصيد ستعدّه هزيمة لا محالة». وقالت الحكومة البريطانية إن الاتفاق التجاري عكس مكانة المملكة المتحدة الجديدة بصفتها دولة ساحلية مستقلة ذات سيادة، ونص على زيادة كبيرة في حصة صياديها، وهو ما يعادل 25 في المائة من حجم ما يصطاده الاتحاد الأوروبي في مياهها.
وقال إيان بلاكفورد، زعيم الحزب الوطني الأسكوتلندي في البرلمان البريطاني: «هذه عملية بيع ضخمة... وقعت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون اتفاقاً يتضمن وصول قوارب الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل (إلى المياه البريطانية)».
ولم يسهم صيد الأسماك سوى بنسبة 0.03 في المائة من الناتج الاقتصادي البريطاني في 2019. لكن كثيراً من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرون أنه رمز لاستعادة السيادة التي يقولون إن مغادرة التكتل تجلبها.
وإلى جانب تصنيع الأسماك والمحار، يشكل القطاع 0.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة.



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.