قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت، إن بلاده ستجري إصلاحات هيكلية لكسر «مثلث الشر» المتمثل في أسعار الفائدة والتضخم وأسعار الصرف، مضيفا أن أنقرة عازمة على وضع نظام يقوم على الإنتاج والتوظيف.
كان إردوغان قد وعد الشهر الماضي بإجراء مجموعة من الإصلاحات القضائية والاقتصادية مما أدى إلى تكهنات بإمكانية الإفراج عن سياسيين من بينهم أكراد ونشطاء لحقوق الإنسان.
لكن تصريحات إردوغان الأخيرة عن أحكام القضاء والانتقاد الموجه لحكومته أثارت الشكوك في وفائه بوعده.
وقال إردوغان في كلمة عبر الفيديو خلال مراسم في أنقرة إن 2021 سيكون عام «الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية» وإن مساعي إحالة الإصلاحات للبرلمان ستسير «بأسرع ما يمكن». وأضاف «لا نجري إصلاحات ديمقراطية لأن أحدا أرغمنا عليها بل لأن شعبنا يستحقها».
ووصف إردوغان أسعار الفائدة بأنها «أصل كل الشرور» ويرى أن أسعار الفائدة المرتفعة تذكي التضخم. وكثيرا ما قال إن متاعب تركيا الاقتصادية نتيجة لهجمات خارجية على الاقتصاد.
كان إردوغان قال إن الهدف الرئيسي لبلاده هو خفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم إلى أهدافه الرسمية على المدى المتوسط.
وفي أحد لقاءاته مع مجموعة من رجال الأعمال الشهر الماضي، قال إن قيام البنك المركزي التركي برفع أسعار الفائدة، مؤخراً، هو جزء من «سياسات الدواء المر» التي يتعين على البلاد انتهاجها.
وأكد إردوغان أن رفع أسعار الفائدة يعزز التضخم، وإن كان معظم خبراء الاقتصاد ومسؤولي البنوك المركزية في العالم يقولون إن العكس هو الصحيح.
وأكد إردوغان على استعداد بلاده للحوار مع الجميع شريطة احترام سيادتها وحقوقها.
وأشار إردوغان إلى أن الجميع بات يدرك مدى أهمية المشاريع والخدمات التي أنشأتها حكوماته على مدى الأعوام الـ18 الأخيرة، مع تفشي جائحة كورونا، العام الجاري.
وأوضح إردوغان أن العالم يمر بمرحلة تشهد تحولات اقتصادية وسياسية عميقة في ظل جائحة كورونا، في الوقت الذي تتمتع فيه تركيا بالجاهزية من حيث البنى التحتية وسياسيا واقتصاديا لهذا التحول التاريخي.
ولفت إلى أن محاولات ثني تركيا عن طريقها باستخدام مجموعات هامشية أو المعارضة أو تفعيل آليات التوجيه الخارجية، لم تعد ممكنة، مؤكدا على إحباطها كافة الأزمات المصطنعة والعوائق ومحاولات الانقلاب.
وفي سياق متصل، قال إردوغان إن بلاده ستتبوأ المكانة التي تستحقها سياسيا واقتصاديا في النظام العالمي الجديد، بكل تأكيد، مضيفا «إننا نقوم بكافة حساباتنا ومشاريعنا واستثماراتنا في ضوء ذلك».
وأشار: «ليست لدينا أي مشاكل أو قضايا عصية على الحل مع أوروبا أو الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو أي دول في المنطقة». وأردف قائلا: «مستعدون للتحاور والاتفاق والتعاون مع الجميع شرط احترام سيادتنا وحقوقنا وإمكانياتنا».
وشدد إردوغان على أن الديمقراطية والتنمية رحلة طويلة بدون محطة نهائية، مؤكدا على استمرار المشاريع التنموية في البلاد دون توقف، في كافة المجالات، وعلى رأسها النقل.
وعبر إردوغان عن أمله في تجاوز الاقتصاد التركي الصعوبات التي خلفها وباء كورونا في أقرب وقت، مشددا على عزمهم في تسريع الإصلاحات، وإفشال ثلاثي الشر (الفائدة وأسعار الصرف والتضخم)، وإنشاء نظام قائم على الإنتاج والتوظيف.
تركيا تحارب «مثلث الشر» الاقتصادي بالإصلاحات
تركيا تحارب «مثلث الشر» الاقتصادي بالإصلاحات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة