عندما لا يكون المدافع الويلزي كونور روبرتس داخل الملعب، فهناك فرصة كبيرة لأن تجده يتجول في المرأب الخاص به، الذي حوله إلى ورشة نجارة يجد فيها متعته الكبيرة من خلال العمل في الأخشاب. في نهاية الأسبوع الماضي، وبعد ساعات من معاناته من أجل النوم بعد الفوز في ديربي جنوب ويلز، كان مدافع سوانزي سيتي يضع اللمسات الأخيرة على مطبخ صغير أعده هدية عيد الميلاد لنجليه التوأم.
يقول روبرتس عن ذلك: «يمكنني أن أكون هناك لساعات طويلة متتالية أقوم بجمع القطع الصغيرة مع بعضها البعض. إنني أعاني بعض الشيء من الوسواس القهري، لذلك يجب أن يكون كل شيء مثالياً. وبمجرد الانتهاء، يجب أن أقوم بتنظيف المكان حتى يكون كل شيء على ما يرام».
وتشمل إبداعاته الأخرى في مجال النجارة طاولة طعام لأحد أعضاء النادي، وبعض المكاتب وأوعية لطعام الكلاب، وعششاً للطيور، وصناديق للمشروبات. ويؤكد روبرتس، البالغ من العمر 25 عاماً على أنه لم يرتكب أي كوارث حتى الآن، مشيراً إلى أنه يخطط لمتابعة هذه الهواية التي يعشقها بعد نهاية مسيرته الكروية.
ويقول: «أود أن يكون لدي عملي الخاص بمجرد اعتزال كرة القدم، وربما أستعين بخدمات بعض الأشخاص لتوسيع هذا العمل. يمكنني أن أتعلم الكثير حتى ذلك الحين. عندما نكون في الحافلة في طريقنا إلى إحدى المباريات خارج ملعبنا فإن اللاعبين يشاهدون الأفلام على (نتفليكس)، لكنني أشاهد مقاطع فيديو على موقع (يوتيوب)، وأحاول أن أتعلم كيفية القيام بالعديد من الأشياء في عالم النجارة، لأنني لست محترفاً في هذا المجال، وهناك الكثير من الأشياء التي يجب أن أتعلمها».
بصراحة، من الصعب تصور رؤية العديد من لاعبي كرة القدم وهم يشاهدون مقاطع فيديو لبرامج متخصصة في مجال النجارة والأثاث. وقد واجه روبرتس العديد من المواقف المرحة بسبب اهتماماته الغريبة والمزدوجة، حيث يعشق التصميم والتكنولوجيا منذ أن كان في المدرسة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأثناء وجوده في معسكر مع منتخب ويلز استعداداً لإحدى المباريات الدولية، بذل روبرتس قصارى جهده ليؤكد لأحد النجارين في مقاطعة إسكس بأنه يقصد بالفعل الحصول على مطرقة من الخشب.
يقول روبرتس عن ذلك: «لقد بعثت له برسالة من خلال حسابي على موقع (إنستغرام)، الذي لا توجد عليه أي صور لي وأنا أقوم بأعمال خشبية هناك، وقلتُ له في الرسالة: صدق أو لا تصدق. إنني أقوم ببعض الأعمال الخشبية في وقت فراغي، وأنا لا أمزح على الإطلاق، فما فرص الحصول على مطرقة من هذه المطارق؟».
وفي موقف آخر، طلب روبرتس الحصول على ختم حديدي عليه حروف اسمه، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من الارتباك للشخص الذي طلب منه ذلك. يقول نجم المنتخب الويلزي: «بعثت برسالة إلى أحد الأشخاص أسأله: كم سيكلف ذلك؟ وبعد لحظات قليلة من الواضح أنه كان يتصفح صفحتي لأنه أرسل صورة [نشرتها] بعد أن تأهلنا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وسألني عما إذا كنت أعرف حقاً غاريث بيل». لكن ذلك لا يعني أن روبرتس قد جلب أي شيء وحاول بيعه لغاريث بيل نفسه! يقول روبرتس عن ذلك ضاحكاً: «قد آخذ شيئاً ما إلى المعسكر القادم لمنتخب ويلز وأحاول بيعه إلى بيل بثلاثة أضعاف سعره الحقيقي!».
ويُعد روبرتس هو اللاعب الذي يجيد القيام بكل شيء في نادي سوانزي سيتي. وقبل ثلاث سنوات من الآن، فاز روبرتس بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للناشئين تحت 23 عاماً، إلى جانب كل من جو رودون، ودانييل جيمس، وأولي ماكبيرني. وقد أثبت روبرتس أنه يمتلك قدرات فنية هائلة في النواحي الهجومية عندما ينطلق من على أطراف الملعب (كان صانع ألعاب نوريتش سيتي إيمي بوينديا هو اللاعب الوحيد الذي صنع فرصاً أكثر من روبرتس في ذلك الموسم).
وعلاوة على ذلك، قدم روبرتس مستويات رائعة في النواحي الدفاعية أيضاً، حيث ساعد سوانزي سيتي على الخروج بشباك نظيفة في عشر مباريات من 18 مباراة. ومن الجدير بالاهتمام دراسة الخرائط الحرارية لروبرتس بعد نهاية المباريات، نظراً لأنه لا يتوقف عن الركض داخل الملعب. يقول اللاعب الشاب عن ذلك: «إننا نحصل على الإحصائيات بعد كل مباراة، وأعتقد أنني ركضت أكثر من لاعب آخر، سواء في فريق أو في الفريق المنافس، في كل مباراة من المباريات التي لعبناها. لذلك أعتقد أنه يمكنني القول إنني أكثر لاعب يركض في دوري الدرجة الأولى بأكمله».
وكانت مباراة سوانزي سيتي التي خسرها فريقه 2 - صفر أمام ديربي كاونتي الأربعاء هي الخامسة والعشرون لروبرتس منذ سبتمبر (أيلول) الماضي مع ناديه ومنتخب بلاده. ولم يغب روبرتس عن أي دقيقة من الدقائق التي لعبها فريقه في الدوري هذا الموسم، ويقول عن ذلك: «أشعر بالحيرة عندما أسمع بعض اللاعبين يقولون إنهم بحاجة إلى الراحة لأسابيع بعد أن لعبوا عدداً قليلاً من المباريات! إننا لا نعيش سوى فترة محدودة من الوقت على ظهير هذا الكوكب وفي عالم كرة القدم، لذا يتعين علينا أن نشارك في أكبر عدد من الدقائق وأن نسجل أكبر عدد ممكن من الأهداف ونصنع أكبر عدد ممكن من التمريرات الحاسمة، ونقدم أكبر عدد ممكن من العروض الجيدة. وعندما نفعل ذلك، يمكننا أن ننظر إلى الوراء ولا ينتابنا أي شعور بالندم. يسألني بعض اللاعبين كيف ألعب كل مباراة وأحاول في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء الوصول إلى مرمى الفريق المنافس، ثم أعود إلى المنزل لأقضي ثلاث ساعات في تصليح الأشياء في ورشة النجارة!».
لقد نشأ روبرتس في وادي دولايس بالقرب من مدينة نيث، على الطريق الذي يوجد به منزل نجم توتنهام، بين ديفيز، الذي سبق أن كان يلعب معه الرغبي. وخلال الصيف المقبل، من المحتمل أن يلعب روبرتس إلى جانب ديفيز (نجم سوانزي سيتي السابق) في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2021. بعد خمس سنوات من مشاهدة منتخب ويلز وهو يصل إلى الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية 2016 على أرضه، وبعد ثلاث سنوات من ظهوره لأول مرة بقميص منتخب ويلز ضد أوروغواي في الصين. يقول روبرتس: «بعد تلك المباراة، قال بن ديفيز: (أليس من الجنون أن يضم المنتخب الويلزي لاعبين يتحدران من منطقتين لا يفصل بينهما سوى خمس دقائق فقط؟). أنا من كراينانت، وهو من مكان يسمى الشقيقات السبع، وهما قريتان متجاورتان».
ويتميز روبرتس بأنه شخص متعاون وسهل، لكنه دائماً ما يسعى إلى الكمال. انضم روبرتس إلى سوانزي سيتي وهو في التاسعة من عمره، وعندما كان في منتصف سن المراهقة أجرى محادثة مع قائد الفريق آنذاك، غاري مونك، وقرر بعدها ألا يتناول الكحوليات أبداً. يقول روبرتس عن ذلك: «لم أتناول الكحوليات في حياتي، وأشعر بأنها غير مفيدة على الإطلاق. إنها تهدر الأموال فقط، وقد تجعلك تشعر بالسعادة لمدة عشر دقائق، لكنك بعد ذلك قد تشعر بالصداع أو بالمرض في كل جزء من جسدك. إنني أفضل أن أنفق أموالي على الأدوات الجديدة والاستمتاع بحياتي بهذه الطريقة».
كونور روبرتس: يمكنني قضاء اليوم كاملاً مستمتعاً في ورشة الأخشاب
نجم سوانزي ومنتخب ويلز يأمل في إعادة فريقه للممتاز دون نسيان اهتمامه بمشروعاته المستقبلية
كونور روبرتس: يمكنني قضاء اليوم كاملاً مستمتعاً في ورشة الأخشاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة