الديمقراطيون يواجهون تحدي «المشاركة الانتخابية» في جورجيا

يضاعفون الجهود لإقناع الأقليات بالمشاركة في انتخابات الإعادة الخاصة بـ{الشيوخ»

متطوع يشجع ناخبين على التصويت في انتخابات الإعادة بجورجيا (أ.ب)
متطوع يشجع ناخبين على التصويت في انتخابات الإعادة بجورجيا (أ.ب)
TT

الديمقراطيون يواجهون تحدي «المشاركة الانتخابية» في جورجيا

متطوع يشجع ناخبين على التصويت في انتخابات الإعادة بجورجيا (أ.ب)
متطوع يشجع ناخبين على التصويت في انتخابات الإعادة بجورجيا (أ.ب)

خلال الأسبوع الأول من التصويت المبكر في انتخابات الإعادة الخاصة بمجلس الشيوخ بولاية جورجيا، ذهبت كاسي يودر إلى أحد مراكز الاقتراع في مقاطعة كوب كاونتي، وقدمت للمقترعين زجاجات صغيرة من مطهر اليدين، وقبعات، وملصقات تدفئة للأيدي، وأقنعة طبية. وكان هدف كاسي، وفق وكالة «أسوشييتد برس»، هو مساعدة الناخبين على البقاء والصمود في صف الانتظار في ظل تلك الأجواء الباردة ودرجات الحرارة المنخفضة، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الإعادة الحاسمة على مقعدين بمجلس الشيوخ، والتي سوف تحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ العام المقبل. كذلك، ستوضح انتخابات الإعادة ما إذا كان بمقدور الديمقراطيين جمع ذلك الخليط المتنوع، الذي دعم الرئيس المنتخب جو بايدن، وساعده على الفوز في ولاية جورجيا مرة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، وكذلك عزّز وضع الولاية كساحة معركة سياسية.
تقول يودر، رئيسة «فرونتلاين» في ولاية جورجيا، وهو مشروع خاص بالعدالة القضائية تابع لحركة «موفمنت فور بلاك لايفز» (حركة لحياة السود)، «لم نشهد مثل تلك الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول)». وليتمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلس الشيوخ، من الضروري أن يصوّت الناخبون من ذوي الأصول الأفريقية، والأقلية اللاتينية والآسيوية في الولاية بنسبة كبيرة غير مسبوقة في انتخابات الإعادة المقرر عقدها في الخامس من يناير (كانون الثاني). هناك أمل في أن يساعد رافائيل وارنوك، المرشح الديمقراطي ذو الأصول الأفريقية والقس في الكنيسة التي ألقى فيها مارتن لوثر كينغ خطاباً ذات مرة، في جمع أصوات ذوي الأصول الأفريقية له ولزميله المرشح جون أوسوف، في مواجهة الجمهوريين كيلي لوفلر وديفيد بيردو، الشاغلين للمقعدين حالياً.
وقد أوضح استطلاع الرأي «فوت كاست»، الذي أجرته وكالة «أسوشييتد بريس»، أن 22 في المائة من الناخبين ذوي البشرة البيضاء قد اختاروا وارنوك، واختار 28 في المائة منهم أوسوف. وفي المقابل، اختار 90 في المائة من الناخبين ذوي الأصول الأفريقية أوسوف، واختار 73 في المائة منهم وارنوك. كذلك، لدى الديمقراطيين فرصة للحصول على 15 في المائة من أصوات الناخبين ذوي الأصول الأفريقية الذين اختاروا مات ليبرمان، وهو مرشح ديمقراطي آخر نافس وارنوك في سباق الشهر الماضي.
توجد مؤشرات تدل على احتمال تسجيل ولاية جورجيا نسبة مشاركة مرتفعة خلال انتخابات الإعادة، حيث تشير البيانات الخاصة بالتصويت المبكر، التي نشرها وزير خارجية ولاية جورجيا حتى يوم الثلاثاء، إلى أن نحو 1.9 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم بالفعل شخصياً، أو عبر البريد الإلكتروني، منذ بدء عملية التصويت الأسبوع الماضي. وتمثل تلك النسبة نحو نصف إجمالي عدد الأصوات المبكرة في الانتخابات العامة التي تمت خلال شهر نوفمبر، مع الوضع في الاعتبار أنه قد تبقّى أسبوعان على انتهاء انتخابات الإعادة الخاصة بمجلس الشيوخ.
كذلك، سجّل 75 ألف شخص تقريباً في ولاية جورجيا أسماءهم للتصويت قبل بدء الانتخابات، وكان أقل من نصف هؤلاء الأشخاص يصنفون أنفسهم بأنهم من ذوي البشرة البيضاء. وقال بين جيلوس، رئيس مؤسسة «بيبول فور ذا أميركان واي»، التقدمية التي تحثّ على المشاركة المدنية «بدأ نمط التفكير القديم، الذي يرى أن الناخبين ذوي البشرة البيضاء هم من يحددون نتيجة الانتخابات في ولايات الجنوب الأقصى، يتلاشى». ويمثل سكان ولاية جورجيا الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية، واللاتينية، والآسيوية قطاعات متنامية في سجلات الناخبين بالولاية. وبحسب تحليل جديد صادر عن مركز أبحاث «بيو»، ازداد عدد الناخبين المسجلين من ذوي الأصول الأفريقية بمقدار 130 ألف تقريباً خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وانتخابات الشهر الماضي، وتعد تلك هي الزيادة الأكبر بين المجموعات العرقية الكبرى كافة في الولاية. ورغم أن عدد الأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية، والآسيوية، المقيمين في الولاية أقل، يزداد عدد من يقومون بالتسجيل في الانتخابات سنوياً خلال الانتخابات الرئاسية الثلاث الماضية، بحسب ما يوضح التحليل المذكور.
وذكرت دولورس هويرتا، رمز حركة العمال الأميركية والناشطة في مجال الحقوق المدنية، أن تزايد حجم الكتلة الانتخابية من ذوي الأصول اللاتينية، خاصة بين صفوف الشباب، قد أدى إلى تحول الاستراتيجية التنظيمية للانتخابات مثل انتخابات الإعادة في جورجيا.
وقد أخذت العديد من الجماعات والمنظمات المعنية بالعدالة الاجتماعية، التي تضمّ أعراقاً متعددة، فضلاً عن ذوي الأصول الأفريقية، تحشد الأصوات في جورجيا طوال أسابيع من أجل الوصول إلى نسبة المشاركة المرجوة. لقد كانوا يتواصلون عبر الهاتف، والرسائل النصية، والطرق على الأبواب، والتنقل في أرجاء الولاية بواسطة حافلات، وسيارات خاصة، من أجل الوصول إلى سكان الولاية من ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية. وقال الكثير منهم إنهم سوف يستمرون في التواصل مع السكان حتى خلال فترة الإجازات، وسيتنازلون عن الاستمتاع بفترة الأعياد واحتفالات رأس السنة.
على الجانب الآخر، كان كومن وهو فنان ونجم الـ«هيب هوب»، والناشط الفائز بجائزة الـ«غرامي»، والـ«أوسكار»، و«إيمي»، من بين المشاهير الذين توقفوا خلال نهاية الأسبوع الماضي في أكثر من محطة في ولاية جورجيا من بينها في مؤتمر جماهيري لكل من وارنوك وأوسوف. كذلك دشّنت مؤسسة «جيلوس» الأسبوع الماضي حملة إعلانية إذاعية ذات تكلفة باهظة بهدف الوصول إلى أكثر من مليون ناخب من ذوي الأصول الأفريقية في ولاية جورجيا، خاصة الرجال منهم، حيث لم يشاركوا بالنسبة التي شاركت بها النساء ذات الأصول الأفريقية. بالمثل، بدأت حركة «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة) خلال الأسبوع الحالي بثّ أول إعلان تلفزيوني لها يستهدف الناخبين في الولاية على محطات تابعة لشبكة كبرى، إضافة إلى عدد من محطات الـ«كيبل». يظهر في الإعلان رجل أسود البشرة يتريض، ويتخطى العراقيل التي تقابله في الطريق. ويشير الإعلان إلى أحمد أربري، الشاب أسود البشرة الذي قتله رجل من ذوي البشرة البيضاء في برونزويك في جورجيا خلال فبراير (شباط) الماضي، والذي أثار مقتله الغضب الشعبي تجاه التعصب العرقي المنهجي. وقال جيمس وودال، رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا، إنه يقدّر الموارد التي يتم ضخّها من خارج الولاية. مع ذلك، أوضح أنه يعتقد أن النصر سيتحقق بفضل الجهود الرامية إلى زيادة نسبة المشاركة في الداخل. وأضاف قائلاً «ينظم سكان جورجيا بعضهم بعضاً».
- تنافس ميداني
في المقابل، ذكرت أبيغيل سيغلر، المتحدثة باسم الحزب الجمهوري في جورجيا، في تصريح لوكالة «أسوشييتد بريس»، أن الحزب كان «يعمل بجدّ واجتهاد من أجل ضمان إدراك سكان جورجيا كافة أن أمامهم اختيار واضح» في انتخابات الإعادة.
لقد ركّز الجمهوريون في جهودهم على المناطق الريفية، التي يتركز فيها ذوو البشرة البيضاء في الولاية، إلى جانب المدن الأصغر، والأكثر ميلاً إلى تيار المحافظين من بينها فالدوستا، التي عقد فيها الرئيس دونالد ترمب مؤتمراً جماهيرياً بداية الشهر الحالي. لقد نجح ترمب خلال انتخابات 2020 في تحقيق زيادة في نسبة المشاركة في مناطق مماثلة في أنحاء البلاد، رغم أن ذلك لم يكن كافياً لمواجهة المزايا التي يتمتع بها بايدن لدى الناخبين المنتمين إلى الأقليات، وفي المراكز الحضرية الكبرى.
كذلك، أرسلت حركة «ذا وركينغ فاميليز بارتي» التقدمية السياسية التي دعمت وارنوك، عشرات المنظمين والمتطوعين إلى جورجيا؛ وقد عمل بعضهم يوم الأربعاء الماضي على حشد الأصوات في أحياء عديدة متباينة المستويات الطبقية. ويقول روبرت كامبل، متطوع يبلغ من العمر 29 عاماً من مجموعة «سوشال تشينج» التي توجد في شيكاغو، والتي تساعد «ذا وركينغ فاميليز» في الوصول إلى الناخبين: «يمكن للمرء إدراك حجم التباين والتفاوت الطبقي في الأحياء الأقل رقياً». ويضيف كامبل قائلاً «يجعل هذا المرء يتساءل عن آخر مرة أتى فيها سياسي إلى هنا يطرق الأبواب. إنهم يتذكرون حالهم في كل مرة يخرجون فيها؛ فلا عجب إذن من عدم اهتمامهم بالتصويت بشكل منتظم». وتقود ستيفاني لوبيز، مديرة ميدانية لدى «وركينغ فاميليز» في منطقة غوينيت، المجموعة التي تحشد الأصوات الانتخابية، في حي لورنسفيل الأكثر رقياً. وسأل غراكو هيرنانديز، مشارك آخر في حملة حشد الأصوات، تيرون فارين، ضابط شرطة متقاعد يبلغ من العمر 62 عاماً فتح الباب «هل تعتزم الإدلاء بصوتك في انتخابات الإعادة؟». وقال فارين، الذي أرسل بالفعل صوته عبر البريد الإلكتروني، إن أحداث العام الماضي قد جعلته يقتنع بأنه «قد حان وقت التغيير».
وفي منزل آخر في الحي نفسه، فتح الباب ديلانو جوردون البالغ من العمر 18 عاماً، وأخبر المتطوعين بأنه سيصوّت للمرة الأولى في الانتخابات في الخامس من يناير. ويقول الشاب ذو الأصول أفريقية، الذي يعمل حالياً مقابل 11 دولار للساعة في متجر للسلع الرياضية، إنه سيدعم المرشحين الذين يفضلون زيادة الحد الفيدرالي الأدنى للرواتب إلى 15 دولاراً في الساعة. وقد قال كل من أوسوف ووارنوك إنهم سوف يدعمون الحد الأدنى «للأجر المعقول الذي يحقق حياة كريمة». وأضاف جوردون «سيكون الأمر صعباً، لكن الناس في حاجة إلى هذا التغيير».



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.