الجيش الإثيوبي يقتل عشرات المشتبه بوقوفهم وراء «مجزرة الأربعاء»

أفراد من الشرطة الإثيوبية (صورة أرشيفية)
أفراد من الشرطة الإثيوبية (صورة أرشيفية)
TT

الجيش الإثيوبي يقتل عشرات المشتبه بوقوفهم وراء «مجزرة الأربعاء»

أفراد من الشرطة الإثيوبية (صورة أرشيفية)
أفراد من الشرطة الإثيوبية (صورة أرشيفية)

قتل 42 شخصا في إثيوبيا يشتبه في أنهم من بين المتورطين بارتكاب مجزرة بحق 100 مدني في الشطر الغربي من البلاد الذي يشهد اضطرابات أمنية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين اليوم الخميس.
وضبطت القوات الحكومية ذخائر وسهاما خلال العملية، بحسب ما أفادت حكومة منطقة بنيشنقول - قماز، بعدما شن مسلحون، فجر أمس (الأربعاء)، الهجوم الدامي الذي جرح خلاله العشرات كذلك.
وأوضحت الحكومة الإقليمية في بيان أن «قوات الدفاع الإثيوبية دمرت 42 عنصرا معاديا للسلام هاجموا المدنيين أمس» في منطقة ميتيكل من إقليم بنيشنقول - قماز.
وأثارت النزاعات على الأراضي والموارد في بنيشنقول - قماز أعمال عنف بين الجماعات العرقية وكانت مذبحة الأربعاء أحدث حلقة مروعة في المنطقة في الأشهر الأخيرة.
ويعتبر العنف العرقي مشكلة لا تهدأ في عهد رئيس الوزراء أبي أحمد الذي تولى السلطة في 2018 على خلفية الاحتجاجات الشعبية وفاز العام الماضي بجائزة نوبل للسلام. وقال أبي على موقع «تويتر»: «المجزرة التي وقعت في منطقة بنيشنقول - قماز مأساوية للغاية»، معترفا بأن جهود الحكومة لحل المشكلة «لم تسفر عن نتائج». وأضاف أن الحكومة أرسلت «قوة مشتركة إلى المنطقة لحل المشكلة»، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وذكرت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مرتبطة بالحكومة لكنها مستقلة وكانت أول جهة تعلن وقوع المجزرة، أنه لم تكن هناك أي قوات للأمن أو الشرطة عندما وقع الهجوم.
وأفادت اللجنة، في بيان، أنها «دعت مرارا لتعزيز التعاون بين الحكومة الفيدرالية والسلطات الإقليمية وإلى التركيز بشكل أكبر على الطبيعة المتكررة للهجمات». وأضافت: «للأسف، كل ما حصل هو أن الهجمات ازدادت في حجمها ووتيرتها».
وأشارت إلى أن لدى الناجين «أدلة مصورة مثيرة للقلق تتعلق بالهجوم»، مشيرة إلى أن المدنيين فروا من قراهم وأجزاء أخرى من بنيشنقول - قماز خشية اتساع رقعة العنف.
وأضرم المهاجمون النار في حقول ومنازل وأحرقوا الناس أحياء أثناء نومهم، وفق اللجنة.
وشهدت ميتيكل هجمات أخرى في الماضي من بينها مقتل 34 شخصا في اعتداء على حافلة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقتل 12 آخرون في هجوم منفصل وقع في المنطقة ذاتها في أكتوبر (تشرين الأول)، بينما لقي 15 حتفهم في اعتداء مماثل أواخر سبتمبر (أيلول).
وشدد بعض قادة أمهرة، ثاني أكثر مجموعة عرقية في إثيوبيا، على حقهم في منطقة ميتيكل، في مطالبات أججت التوتر مع أبناء عرقية قماز في المنطقة.
وحذر سياسيون معارضون، خصوصا من أمهرة، في الشهور الأخيرة مما يقولون إنها حملة تشنها جماعات مسلحة من قماز ضد مجموعتي أمهرة وأغيو في ميتيكل.
من جهتها، أفادت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بأن أعمال العنف الأخيرة «تؤكد الحاجة الملحة للحكومة الإثيوبية للتحرك لوقف العنف ضد الأقليات العرقية».
بدوره، زار أبي الذي يواجه ضغوطا لتحسين الوضع الأمني في بنيشنقول - قماز وغيرها من المناطق الإثيوبية التي تعيش موجات متكررة من العنف، ميتيكل، الثلاثاء، وندد بالجهات الساعية إلى «تقسيم إثيوبيا على أسس عرقية ودينية».
ولا يوجد ارتباط واضح حتى الآن بين العنف الذي تشهده منطقة بنيشنقول - قماز والحملة العسكرية التي شنها الجيش الإثيوبي على إقليم تيغراي في شمال البلاد حيث قتل الآلاف وفر أكثر من 50 ألفا عبر الحدود إلى السودان المجاور.



أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.