قاآني يبلّغ الكاظمي عدم صلة طهران وحلفائها بصواريخ «الخضراء»

الرئيس العراقي يشدد على ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية

الرئيس العراقي يبحث المستجدات الأمنية مع رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في قصر السلام ببغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرئيس العراقي يبحث المستجدات الأمنية مع رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في قصر السلام ببغداد أمس (الرئاسة العراقية)
TT

قاآني يبلّغ الكاظمي عدم صلة طهران وحلفائها بصواريخ «الخضراء»

الرئيس العراقي يبحث المستجدات الأمنية مع رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في قصر السلام ببغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرئيس العراقي يبحث المستجدات الأمنية مع رئيس «هيئة الحشد الشعبي» في قصر السلام ببغداد أمس (الرئاسة العراقية)

أفادت وسائل إعلام محلية عراقية وإيرانية، أمس، بأن إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، زار بغداد سراً لمدة ساعتين بعد الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء. وشدد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، على أهمية حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاملة في بغداد، خلال مشاورات منفصلة أجراها مع مستشار الأمن الوطني بهاء الأعرجي، ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض.
وسقطت عشرات الصواريخ من نوع «كاتيوشا» في المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأميركية، مساء الأحد الماضي، دون أن تسفر عن خسائر بشرية، لكنها سقطت لأول مرة بالقرب من أحد أسيجة السفارة ودمرت أجزاءً منه، فيما بددت منظومة الردع التابعة للسفارة صواريخ أخرى، لتسقط على المجمع السكني القريب من السفارة، مما أدى إلى أضرار في عشرات السيارات التي تعود لسكان المجمع.
ونقلت وكالات أنباء محلية عراقية وإيرانية عن مصادر عراقية مطلعة أن قائد «فيلق القدس» الإيراني، إسماعيل قاآني، زار العراق سراً، أول من أمس، لمدة ساعتين، التقى خلالهما كبار المسؤولين العراقيين؛ وفي مقدمتهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وطبقاً لهذه المصادر، فإن قاآني أبلغ الكاظمي «انزعاج طهران من الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت السفارة الأميركية الواقعة داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين».
وأفادت المصادر ذاتها وكذلك سلسلة الإدانات الصادرة للهجمات الصاروخية الأخيرة حتى من فصائل موالية لإيران، بأنها ليست في وارد التصعيد الآن مع الإدارة الأميركية الحالية التي توشك على الرحيل.
وبحث الرئيس العراقي، برهم صالح، مع مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، أهمية حماية البعثات الدبلوماسية العاملة لدى العراق. وقال بيان لرئاسة الجمهورية أمس إن «رئيس الجمهورية برهم صالح استقبل في قصر السلام ببغداد، مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، وبحثا التطورات الأمنية الأخيرة في البلد». وبحسب البيان؛ «جرى التأكيد على ضرورة تعزيز سلطة الدولة في فرض القانون وحماية أمن وحياة المواطنين، وملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون ومحاسبتهم، وبذل الجهود للحيلولة دون زعزعة أمن واستقرار البلاد»، وأضاف: «أيضاً جرى التأكيد على أهمية حماية البعثات الدبلوماسية باعتبار ذلك التزاماً عراقياً طبقاً للمواثيق والأعراف الدولية، ومنع الاعتداءات عليها؛ تلك التي تؤثر على سمعة البلد وعلاقاته الخارجية».
وفي وقت لاحق، بحث صالح ملف حماية البعثات الدبلوماسية مع رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض. وقال بيان رئاسي إنه «جرى خلال اللقاء بحث المستجدات الأمنية في البلد، وضرورة تعزيز الأمن والاستقرار وضبط السلاح المنفلت وحماية السلم المجتمعي والأمن العام». وأضاف البيان: «تم التأكيد على أن تعزيز سلطة الدولة والأجهزة الأمنية في منع الأعمال الخارجة عن القانون يمثل حاجة ملحة، مع ضرورة حماية أمن وممتلكات المواطنين والمنشآت والمباني الحكومية والبعثات الدبلوماسية من الاعتداءات التي تمثل استهدافاً لسيادة البلد واستقراره». كما جرى «التأكيد على أهمية مواصلة الجهد الأمني لمكافحة الإرهاب وملاحقة خلايا (داعش) التي تحاول زعزعة الاستقرار في بعض المناطق».
إلى ذلك؛ لمح نائب رئيس هيئة الأركان العامة في «الحشد الشعبي»، أبو علي البصري، إلى أن «متمردين» هم الذين شنوا الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.
ونقلت «وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)» عن البصري قوله إنه «لا توجد معلومات دقيقة حول الهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الأميركية مؤخراً، أو العوامل وراء هذا الهجوم، لكن من المحتمل أن تكون بعض الجماعات المتمردة التي لا تخضع لقيادة مركزية وتعمل كمجاميع منفردة هي المتورطة في الهجوم». وأضاف أنه «من المحتمل أيضاً أن تكون بعض الأطراف قد شنت الهجوم لبعض الدوافع والمصالح الخاصة بها».
وأشار البصري إلى أن «قوات الحشد الشعبي» وفصائل أخرى، وصفها بـ«المعروفة في مجلس النواب العراقي» أدانوا الهجوم «بشكل صريح»، منوهاً بأنه «ربما بعض الجماعات التعسفية دون قيادة واضحة قد تكون نفذت هذه الهجمات»، بدواعي الانتقام لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، مطلع العام الحالي.
وتابع البصري: «ربما تمتلك هذه الجماعات التعسفية أسلحة أو في بعض الأحيان تكنولوجيا تصنيع أسلحة، وما تفعله هذه الجماعات التعسفية هو ضد المصالح الكبرى للعراق». وقال: «لكن لا ينبغي أن ننسى أن هذه الهجمات ربما نُفذت في سياق مؤامرة أكبر، وأن بعض الأطراف متورطة في بعض المصالح الخاصة»، دون أن يقدم تفاصيل.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.