ليبيا: صالح يقاوم محاولات إزاحته بإسقاط عضوية 35 برلمانياً

السيسي متمسك برفض التدخل الأجنبي... وويليامز تحتفظ برئاسة البعثة الأممية

نيكولاي ملادينوف اعتذر عن عدم توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا العام المقبل (أ.ب)
نيكولاي ملادينوف اعتذر عن عدم توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا العام المقبل (أ.ب)
TT

ليبيا: صالح يقاوم محاولات إزاحته بإسقاط عضوية 35 برلمانياً

نيكولاي ملادينوف اعتذر عن عدم توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا العام المقبل (أ.ب)
نيكولاي ملادينوف اعتذر عن عدم توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا العام المقبل (أ.ب)

فيما بدا محاولة لمقاومة محاولات إزاحته من رئاسة مجلس النواب الليبي، أعلن رئيس البرلمان عقيلة صالح، أمس: «إسقاط عضوية 35 من أعضائه بتهمة الانشقاق عليه، والدعوة لتقسيم البلاد، ونشر الفرقة والفوضى والفتنة، وإحالتهم إلى النائب العام».
وقال صالح في قرار نشرته وسائل إعلام محلية وحمل توقيعه، أمس، إن «هؤلاء الأعضاء خالفوا الإعلان الدستوري والنظام الداخلي للمجلس، عبر تشكيل مجلس نواب موازٍ في العاصمة طرابلس»، واتهمهم بـ«الاعتداء على المؤسسات الدستورية».
وبهذا القرار يكون صالح قد أعلن خوض حرب مفتوحة ضد النواب الساعين لإقصائه، عبر عقد جلسة رسمية بمدينة غدامس لتغيير اللائحة الداخلية للمجلس، وإقالة صالح من منصبه.
وتزامنت هذه التطورات مع تجديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على «وحدة الأراضي الليبية، والتمسك بحل سلمي عاجل للأزمة داخل ليبيا»، بحسب ما نقل رئيس اللجنة الوطنية المصرية المختصة بليبيا، اللواء أيمن بديع، إلى وفد ممثلي قبائل الجنوب الليبي الذي التقاه في القاهرة مساء أول من أمس، وشدد على «رفض السيسي الكامل ‏للتدخل الأجنبي في ليبيا»؛ مؤكداً «دعم ‏مصر التام والمطلق لكافة التطلعات المشروعة للشعب الليبي وممثليه، ‏واستمرار المساعي المصرية لدعم الجهود الرامية لحلحلة ‏الوضع، وتحقيق الأمن والاستقرار، ما دامت مبنية على الشمولية في الحل».
ونقل بيان رسمي عن ‏أعضاء الوفد إعرابهم عن «تقديرهم وترحيبهم بالدور المصري، ‏وجهود القيادة السياسية لاستعادة الأمن والسلام والاستقرار في جميع ربوع ليبيا»، داعين مصر ‏إلى مواصلة «جهودها الدؤوبة والحثيثة لتحقيق الأهداف السامية، لكلا البلدين، وللحفاظ على وحدة ليبيا».
كما لفت البيان إلى أن الاجتماع «استعرض ‏عدداً من المشكلات والمصاعب الحياتية التي يتعرض لها الشعب الليبي، بما في ذلك ‏أهل الجنوب، من تردي الخدمات العامة، كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، والآثار غير المباشرة للأزمة على حياة المواطنين، وانهيار القطاع الزراعي وتوقف الإنتاج».
بدوره، ناقش القائم بأعمال السفارة الليبية في القاهرة، طارق الحويج، مع مسؤولين بوزارة الخارجية المصرية سبل تسهيل إجراءات دخول وإقامة الليبيين في مصر، وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين البلدين. بالإضافة إلى إمكانية استئناف هبوط الطيران المدني الليبي في مطاري القاهرة أو سفنكس.
إلى ذلك، وخلافاً للتوقعات، تلقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتذاراً رسمياً من البلغاري نيكولاي ملادينوف، عن عدم توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا العام المقبل. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن ملادينوف أبلغ أمينها العام في رسالة بأنه «اتخذ هذا القرار لأسباب شخصية وعائلية؛ لكنه سيستقيل من الأمم المتحدة عندما تنتهي وظيفته الحالية الأسبوع المقبل»، موضحاً أن الأمم المتحدة تبحث عن مرشحين محتملين «لكن المبعوثة بالإنابة ستيفاني ويليامز ستبقى في منصبها الحالي».
من جهة ثانية، نظم متظاهرون بالعاصمة طرابلس، أمس، أمام مقر مصرف ليبيا المركزي، احتجاجاً على سعر الصرف الجديد، وطالبوا بمحاكمة ومحاسبة محافظه الصديق الكبير. وجال المحتجون تحت حماية الميليشيات المسلحة شوارع العاصمة، تنديداً بما وصفوه بـ«إهدار المال العام الممنهج» طيلة السنوات الماضية، ورددوا شعارات ضد إدارة المصرف التي وصفوا مسؤوليها بـ«اللصوص والمافيا» التي أفقرت الشعب.
في غضون ذلك، بحث فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، أمس في طرابلس، مع رئيس جهاز المخابرات الجديد، عماد الطرابلسي، أوجه التعاون بين الطرفين، والإعداد لتوقيع بروتوكول أمني مشترك. ومثَّل الاجتماع أول نشاط رسمي للطرابلسي الذي اتهم قبل أسابيع باشاغا بالاعتداء على عناصر من جهاز المخابرات في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، علماً بأن مسؤولين بحكومة «الوفاق» اعترضوا على قرار رئيسها السراج بتكليف الطرابلسي برئاسة الجهاز، وطالبوا بتغييره.
ميدانياً، بثت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق» إرسال «غرفة تحرير سرت والجفرة»، التابعة لها، تعزيزات عسكرية لمحاور غرب سرت، بينما اعتقلت السلطات الأمنية في مدينة سرت أحد العناصر الإرهابية التي كانت تقاتل في صفوف تنظيم «داعش» في مدينة بنغازي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.