حكومة السودان ترحب بإنهاء مهمة «حفظ السلام» بدارفور

استمرت 13 عاماً تحت البند السابع... والخرطوم أكدت التزامها حماية المدنيين

TT

حكومة السودان ترحب بإنهاء مهمة «حفظ السلام» بدارفور

رحبت الحكومة السودانية بقرار مجلس الأمن الدولي إنهاء مهمة قوات حفظ السلام في إقليم دارفور (يوناميد)، واعتبرتها خطوة مهمة على طريق استكمال عودة السودان للمجتمع الدولي، وتصحيح علاقته مع منظومات العمل الجماعي متعدد الأطراف. وفي غضون ذلك يتهيأ السودان لوصول البعثة الأممية الجديدة، في مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، تحت البند السادس.
واندلعت الحرب في دارفور عام 2003، بين حكومة الرئيس المعزول عمر البشير والمجموعات المسلحة في الإقليم، راح ضحيتها 300 ألف قتيل ومليونا نازح داخل وخارج البلاد، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة. وتم توجيه تهمتي ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية لعدد من قادة النظام السابق، من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
واعتمد مجلس الأمن أمس القرار رقم 2559 بإنهاء عمل البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور، بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والتي استمرت 13 عاماً تحت الـبند السابع.
وعدَّت الخارجية السودانية في بيان أمس، موافقة مجلس الأمن على إنهاء عمل «يوناميد» إنجازاً للحكومة الانتقالية، وللجهود التي بذلتها لإحلال الأمن والسلم في دارفور، من خلال اتفاق السلام الذي وقَّعته مع الأطراف المسلحة بجوبا.
وقالت إن البعثة ستشرع في استكمال انسحابها في الأول من يناير العام المقبل، مؤكدة التزام الحكومة بتولي مسؤولية حماية مواطنيها بدارفور، من خلال تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين التي شرعت الدولة في تنفيذها وفقاً للمعايير الدولية، الأمر الذي انتفت معه مبررات استمرار بعثة «يوناميد».
وأشار البيان إلى أن الحكومة الانتقالية حريصة على توفير الأمن والاستقرار لكل المواطنين في ولايات دارفور، في معسكرات النزوح، وضمان العودة الطوعية الآمنة للاجئين، بجانب جهودها المتصلة في ترسيخ أسس المصالحات القبلية، وإرساء العدالة الانتقالية وسيادة حكم القانون.
وأبدت الخارجية السودانية استعداد مؤسسات الدولة للتعاون الكامل والتنسيق مع الأمم المتحدة، لاستكمال عملية انسحاب وتصفية بعثة «يوناميد» بطريقة منظمة آمنة وسلسة.
وأعربت عن تقديرها لعمل البعثة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بدارفور، مشيدة بموقف الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والدول الصديقة بمجلس الأمن التي ظلت تقدم الدعم والسند للسودان في مراحل عودته إلى الأسرة الدولية.
وتعتبر بعثة حفظ السلام في إقليم دارفور، الأكبر في العالم، وكانت تتكون من 26 ألف جندي، من جنسيات مختلفة، جرى تقليص أعداد كبيرة منها في العام الماضي.
وأحال مجلس الأمن الدولي في عام 2005 مرتكبي جرائم الحرب في دارفور، وعلى رأسهم الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من قادة نظامه، إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في الإقليم.
ويستعد السودان مطلع العام المقبل لاستقبال البعثة الأممية «يونيتامس» تحت البند السادس، وتتكون من مدنيين، ولا تضم قوات عسكرية، سواء من الجيش أو الشرطة.
وحدد مجلس الأمن الدولي مهمة البعثة (السياسية) في القرار 2524، بتنفيذ 4 أهداف استراتيجية، وهي المساعدة في الانتقال السياسي، ودعم عمليات السلام، وتعزيز بناء السلام وحماية المدنيين وسيادة القانون، وحشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية والإنسانية، إلى إجراء الانتخابات العامة في السودان، بعد انتهاء الفترة الانتقالية البالغة 4 سنوات.
وشكلت الحكومة السودانية لجنة وطنية عليا للتنسيق مع البعثة، تضم ممثلين عن وزارات: الخارجية، والداخلية، والحكم الاتحادي، والمالية، وهيئة الاستخبارات العسكرية، وجهاز المخابرات العامة.
ولا تزال المشاورات جارية بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة، لاختيار رئيس البعثة، بعد اعتراض روسيا والصين على المرشح الفرنسي جان كريستوف بليارد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.