القوات الروسية تغلق طريق الحسكة - حلب لتوقف التصعيد في عين عيسى

مسؤول معارض يتوقع عملية تركية شرق الفرات وأخرى للنظام في إدلب

مركبة عسكرية روسية تمر بجانب حقل نفطي في محافظة الحسكة السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركبة عسكرية روسية تمر بجانب حقل نفطي في محافظة الحسكة السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

القوات الروسية تغلق طريق الحسكة - حلب لتوقف التصعيد في عين عيسى

مركبة عسكرية روسية تمر بجانب حقل نفطي في محافظة الحسكة السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركبة عسكرية روسية تمر بجانب حقل نفطي في محافظة الحسكة السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصلت القوات الروسية إغلاق طريق الحسكة - حلب الدولي (إم 4) الرابط بين عين عيسى وتل تمر وباقي مناطق محافظتي الحسكة وحلب على خلفية تصعيد فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا وبدعم من قواتها للهجمات على محاور عين عيسى شمال الرقة في مسعى للسيطرة على البلدة الاستراتيجية.
في الوقت ذاته، لم يستبعد رئيس «الائتلاف السوري الوطني» المعارض، نصر الحريري، تصعيد الأعمال العسكرية ضد تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عين عيسى، محذرا في الوقت ذاته من أن هناك إصرارا من النظام وحلفائه مدفوعين بأطراف أخرى لبدء عملية عسكرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ومع تصاعد هجمات القوات التركية والفصائل في عين عيسى، أعادت القوات الروسية إغلاق طريق «إم 4» بين الحسكة وحلب، بعدما فتحته في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إلا أن الفصائل المتمركزة في صوامع شركراك قامت باستهداف السيارات والدورية الروسية المرافقة لها، وجرى تبادل إطلاق النار لتتوقف الحركة على الطريق مجددا. وقررت القوات التركية وقف حركة النقل التجاري ونقل الأفراد حتى توقف التصعيد التركي على عين عيسى وريفها.
في السياق ذاته، قال المركز الإعلامي لـ«قسد» إن الجيش التركي والفصائل الموالية له كثفوا من وتيرة هجماتهم على عين عيسى، وإن البلدة ومحيطها يتعرضان لقصف متواصل تزامنا مع تحليق للطائرات المسيرة، لكن قوات «قسد» تصدت للهجوم.
كان ضباط روس وأتراك اجتمعوا، الاثنين، في صوامع شركراك بريف الرقة، لبحث الوضع في عين عيسى، لكن الاجتماع لم يسفر عن نتيجة تذكر. وكذلك فشل اجتماع آخر لضباط روس ومن قوات النظام وممثلين لقسد في إقناع قسد بالانسحاب الكامل من عين عيسى وتسليمها للنظام.
وعلى صعيد آخر، تواصلت أمس (الأربعاء) الاستهدافات المتبادلة بالقذائف الصاروخية والمدفعية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، بين فصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محاور التماس ضمن ريف إدلب الجنوبي، وقصفت قوات النظام مناطق في العنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة.
إلى ذلك، قال الحريري، إن هناك إصرارا من النظام وحلفائه مدفوعين بأطراف أخرى لبدء عملية عسكرية في منطقة إدلب.
ولم يستبعد الحريري، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية أمس، توسع العملية العسكرية في الأيام المقبلة ضد «قسد» في عين عيسى. وحذر من أي مفاوضات أميركية أو اتفاق جديد مع إيران أو دعم لقسد، معتبرا أن ذلك لن يساهم في العملية السياسية أو التوصل لحلول بالمنطقة.
واتهم الحريري «قسد» بعدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة بين تركيا وكل من الولايات المتحدة وروسيا في أكتوبر (تشرين الأول 2019، وبالتالي لم يتم الانسحاب بالشكل المطلوب من هذه المناطق، ما دفع تركيا و«الجيش الوطني السوري» للتحذير مطالبين بتطبيق الاتفاقيات.
واعتبر أن العمليات العسكرية في عين عيسى بدأت مدفوعة باستفزازات من قبل «قسد»، عبر القصف، وخلاياها النائمة تستهدف الأمن في المناطق المحررة وهو ما استدعى التحرك في الفترة الماضية، وتم «تحرير» قرى بمحيط عين عيسى. وحذر من أنه «إن لم تنسحب قسد من هذه المناطق، فإن الوضع مفتوح على كل الخيارات، والعملية العسكرية ستتوسع في الأيام المقبلة».
وحول اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف مؤخرا، وأدائها، قال الحريري: «ما نقرأ في اللجنة الدستورية هو التعطيل منذ تأسيسها والمسؤول هو روسيا والنظام».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.