واشنطن تفرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية تشمل عائلة زوجة الأسد

المبعوث الأميركي لسوريا: لن نطبّع مع النظام وسنحشد ضده

عائلة فواز الأخرس والد أسماء عقيلة الرئيس بشار الأسد
عائلة فواز الأخرس والد أسماء عقيلة الرئيس بشار الأسد
TT

واشنطن تفرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية تشمل عائلة زوجة الأسد

عائلة فواز الأخرس والد أسماء عقيلة الرئيس بشار الأسد
عائلة فواز الأخرس والد أسماء عقيلة الرئيس بشار الأسد

فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات جديدة على 18 شخصا وكيانا تابعين للنظام السوري، أبرزهم عائلة فواز الأخرس والد زوجة الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب «تفاقم ثرواتهم غير المشروعة على حساب الشعب السوري، وتعنّت النظام السوري في الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الحرب الوحشية».
وقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي أمس، إن العقوبات الجديدة تستهدف أسماء الأسد زوجة الرئيس بشار وأفرادا من عائلتها، وهم فواز الأخرس، وسحر عطري أخرس، وفراس الأخرس، وإياد الأخرس وكفاح ملحم رئيس المخابرات العسكرية السورية، وفقاً للقانون رقم 13894، وذلك بسبب تراكم ثرواتهم غير المشروعة على حساب الشعب السوري، من خلال السيطرة الجوية على شبكة مكثفة وغير مشروعة مع روابط في أوروبا والخليج وأماكن أخرى، مضيفاً: «فيما يستمر الشعب السوري في الانتظار في طوابير طويلة للحصول على الخبز والوقود والدواء حيث يختار نظام الأسد قطع الدعم عن هذه الضروريات الأساسية التي يحتاج إليها السوريون».
وأفاد بومبيو في بيان صحافي، بأنه قبل خمسة أعوام اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار 2254، الذي وضع بقوة الطريق الوحيد لحل دائم للصراع السوري، فيما لا تزال الولايات المتحدة والأغلبية العظمى من المجتمع الدولي ملتزمين بهذه الخطة لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وأضاف: «ومع ذلك، يرفض نظام الأسد، بدعم من داعميه وحلفائه، إنهاء حربه الوحشية التي لا داعي لها ضد الشعب السوري، مما يماطل في جهود التوصل إلى حل سياسي، وسعى النظام والمحسوبون عليه إلى عرقلة الجهود المبذولة للترويج لحل سياسي للنزاع السوري بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894، وكانت زوجة بشار الأسد أسماء الأسد قادت الجهود نيابة عن النظام لترسيخ سلطتها الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك من خلال استخدام ما يسمى المؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني».
وأشار بومبيو إلى أنه بينما نحتفل بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع الرئيس على قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 ليصبح قانونا، ستواصل الولايات المتحدة الضغط على نظام الأسد وداعميه لمنعهم من حشد الموارد لإدامة فظائعهم، وكجزء من هذا الجهد، اتخذت إدارة الدولة إجراءات ضد منظمة المخابرات العسكرية السورية، من خلال تعيين عقوبات على رئيس المخابرات اللواء كفاح ملحم، ولدوره كأحد مهندسي معاناة الشعب السوري.
ونوّه إلى أن ملحم يُعاقب الآن بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 بسبب أفعاله في منع وقف إطلاق النار في سوريا، بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة الخزانة على فرض عقوبات على مصرف سوريا المركزي، وكذلك على لينا القناية، أحد مستشاري الأسد الرئيسيين، وزوجها النائب السوري محمد مسوتي، والعديد من الشركات التابعة للنظام.
وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة السعي إلى مساءلة أولئك الذين يطيلون أمد هذا الصراع، ومعاناة الشعب السوري الذي سوف يقرر مستقبل سوريا. ولدعم الشعب، قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 12.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بداية الصراع، وستواصل الضغط على نظام الأسد حتى يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو الانتقال السياسي كما دعا إليه قرار مجلس الأمن رقم 2254».
ولفت وزير الخارجية الأميركي إلى تمسّك بلاده بقرار مجلس الأمن رقم 2254 و «بيان جنيف»، الذي نصّ على أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني في سوريا، ومحاسبة كل من ارتكب الأفعال الشنيعة أثناء النزاع، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقًا لدستور جديد، فضلاً عن إطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين تعسفًا، وهذا هو الطريق الوحيد نحو مستقبل سلمي للشعب السوري.
بدوره، قال جويل رايبورن المبعوث الأميركي الخاص لسوريا أمس في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن الإدارة الأميركية تستند إلى «قانون قيصر» الذي تم التصويت عليه في الكونغرس لمعاقبة الأسد، ومنعه وجميع المتعاونين معه من القادة العسكريين والشركات الخاصة وأعضاء البرلمان وغيرهم ممن لهم الأثر في إطالة أمد الأزمة، ونهب الاقتصاد السوري الذي تسبب في معاناة الشعب السوري. والنظام السوري يهدر ملايين الدولارات على الجيش السوري والمجموعة المحيطة بالرئيس.
ويرى جويل أن «فساد أسماء الأسد وعائلتها والمحسوبين على النظام يعد مخالفات على حساب الشعب السوري، ولذلك تفرض الولايات المتحدة الأميركية العقوبات على النظام السوري، وسوف يتم تنشيط حملة الضغط القصوى على الحكومة السورية بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين الذين فرضوا هم بالمقابل عقوبات على النظام السوري وأتباعه».
وأضاف: «حتى يكون هناك تقدم حقيقي لتطبيق نظام مجلس الأمن فإننا لن نطبع العلاقات مع النظام السوري، ولن نساعد في إعادة ما تم تدميره، هناك قانون دولي واضح وقرار من مجلس الأمن يطرح الخريطة للمسار الحقيقي للسلام، وتحل في هذا الأسبوع الذكرى الخامسة لهذا القرار ويقضي بوقف كامل لإطلاق النار، والسماح لجميع المساعدات والإغاثات بالوصول إلى جميع مناطق سوريا، وفك سراح كل من احتجزتهم القوات السورية بسبب هذا الصراع، إضافة إلى تنفيذ العملية السياسية التي تمكن الشعب السوري من تقرير مستقبلهم وفقاً لاتفاقيات جنيف».
وأكد المبعوث الأميركي أن الشعب السوري من سيقرر مستقبل بلاده، ولدعمهم تعمل الولايات المتحدة في تحقيق ذلك من خلال سن القوانين والتشريعات التي تعاقب مرتكبي المجازر هناك، وتسعى إلى تكوين تحالف دولي لتحقيق متطلعات الشعب وأهدافه مع الأمم المتحدة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء هذا الصراع والسماح للشعب السوري بالعيش بحرية كما يريد، وأرى مساراً واضحاً في سوريا لما بعد الأسد، وهو تنفيذ قرار 2254».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.