«أجواء إيجابية» في لقاء عون والحريري... ووعد بتأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع

لقاء أمس بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
لقاء أمس بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
TT

«أجواء إيجابية» في لقاء عون والحريري... ووعد بتأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع

لقاء أمس بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)
لقاء أمس بين الرئيسين عون والحريري (دالاتي ونهرا)

وعد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بتأليف الحكومة قبل عيد الميلاد (يوم الجمعة المقبل)، معلناً عن «أجواء إيجابية» سادت اللقاء المطوّل الذي جمعه مساء أمس، برئيس الجمهورية ميشال عون، والذي أتى تتويجاً للجهود التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي الأسبوع الماضي، إضافةً إلى حراك تولاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وبعد اجتماع استمر نحو ساعة وربع الساعة، قال الحريري: «اللقاء مع فخامة الرئيس كان إيجابياً، حيث ساد جو من الانفتاح، وتم الاتفاق على لقاء ثانٍ غداً (اليوم) مع الرئيس عون من دون تحديد موعد انعقاده لدواعٍ أمنية، وستحصل لقاءات متتالية للخروج بصيغة تشكيل حكومية قبل الميلاد إن شاء الله».
في المقابل، ومع تأكيد مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية، الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء، استبعدت في الوقت عينه ولادة الحكومة غداً، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن نقاشاً مطولاً حصل في كل التفاصيل، وطلب رئيس الجمهورية من الرئيس المكلف إعادة التفكير باللائحة السابقة وكيفية تمثيل الطوائف بصورة عادلة ليعود بعدها للبحث بها».
وكان قد سبق اللقاء الـ13 بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية الذي صادف موعده بعد شهرين بالتحديد على تكليف الحريري، بعض الأجواء الإيجابية الحذرة التي انطلقت بشكل أساسي من الوعود التي قطعها كل منهما للراعي بتسهيل تأليف الحكومة، علماً بأنه قبل تدخل الراعي كانت الخلافات بين الطرفين قد وصلت إلى أقصاها وسُجّلت بينهما حرب بيانات تبادلا خلالها الاتهامات بالعرقلة.
وبعد مطالبة رئيس الجمهورية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بحصولهما على الثلث المعطل في حكومة من 18 وزيراً، وهو الأمر الذي رفضه الحريري وكان لافتاً إعلان الراعي صراحةً رفضه أيضاً حصول أي طرف على هذا الثلث، تشير المعلومات إلى أن أبرز العُقد كانت عالقة أيضاً عند مطالبتهما بالحصول على وزارات العدل والداخلية والدفاع، وهو ما يرفضه أيضاً الحريري الذي طرح إمكانية حصول عون على الدفاع على أن تكون الداخلية من حصة «تيار المستقبل»، فيما تتم تسمية وزير العدل بالتشاور بينهما.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».