اقتران المشتري وزحل الأكثر بريقاً منذ 800 عام

القمر أثناء الاقتران بين كوكبي المشتري وزحل (أ.ف.ب)
القمر أثناء الاقتران بين كوكبي المشتري وزحل (أ.ف.ب)
TT

اقتران المشتري وزحل الأكثر بريقاً منذ 800 عام

القمر أثناء الاقتران بين كوكبي المشتري وزحل (أ.ف.ب)
القمر أثناء الاقتران بين كوكبي المشتري وزحل (أ.ف.ب)

في ظاهرة قد تحدث مرة واحدة كل 20 عاماً تقريباً، شهدت السماء فوق نصف الكرة الشمالي عرضاً يحدث مرة واحدة في العمر، إذ اقترب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية، وكأنهما يلتقيان في حدث سماوي يسميه علماء الفلك «الاقتران العظيم».
وكانت قد شهدت الظاهرة النادرة تقارباً شبه تام بين مداري كوكبي المشتري وزحل، ويتزامن ذلك مع الانقلاب الشتوي، أول من أمس، وهو أقصر يوم في العام. بالنسبة لأولئك القادرين على مراقبة الاقتران في سماء صافية، بدا الكوكبان أقرب وأكثر بريقاً من أي وقت مضى منذ 800 عام، حسب «رويترز». وقال هنري ثروب، عالم الفلك في مقر إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في واشنطن، إن المشتري، الأكثر بريقاً والأكبر، كان يقترب تدريجياً من زحل في السماء لأسابيع، بينما يسير الكوكبان حول الشمس، كل منهما في حارته الخاصة في مضمار سباق سماوي هائل.
وقال ثروب في بيان الأسبوع الماضي، «من وجهة نظرنا، سنكون قادرين على رؤية كوكب المشتري في الحارة الداخلية، ويقترب من زحل طوال الشهر، ويتجاوزه في نهاية المطاف في 21 ديسمبر (كانون الأول)». وكانت المرة الأخيرة التي اقترب فيها المشتري وزحل بهذا الشكل في عام 1623. ولم يكن الاقتران مرئياً من معظم أنحاء الأرض.
وحدث آخر اقتران كبير مرئي قبل فترة طويلة من التلسكوبات في عام 1226، خلال بناء كاتدرائية نوتردام دو باري في العاصمة الفرنسية. وكان قد اقترح علماء الفلك أن أفضل طريقة لمشاهدة الاقتران هي النظر باتجاه الجنوب الغربي في منطقة مفتوحة بعد حوالي ساعة من غروب الشمس. ويحدث الاقتران العظيم التالي بين الكوكبين، وإن لم يكن بدرجة القرب نفسها، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2040.
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز «هارفارد سميثسونيان» للفيزياء الفلكية، لـ«رويترز»، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الاقتران الأقرب لاقتران أول من أمس سيكون في مارس (آذار) 2080 على أن يكون الاقتران القريب التالي بعد 337 عاماً في أغسطس (آب) 2417.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.