وفاة محمد مصطفى ميرو... آخر رئيس وزراء في فترة حافظ الأسد

TT

وفاة محمد مصطفى ميرو... آخر رئيس وزراء في فترة حافظ الأسد

توفي في دمشق أمس، رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو، الذي حافظ على منصبه في آخر سنوات حكم الرئيس حافظ الأسد وأول سنوات مرحلة الرئيس بشار الأسد. وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء الالمانية «توفي اليوم مصطفى ميرو إثر المضاعفات التي تعرض لها بسبب فيروس كورونا».
وميرو هو أول رئيس وزراء في عهد الرئيس بشار الأسد، وهو من مواليد عام 1941 وتولى المنصب في حكومتين متتاليتين من شهر مارس (آذار) عام2000 وحتى سبتمبر (أيلول) عام 2003.
كان وزير الصناعة السابق محمد معن زين العابدين جذبة توفي أمس إثر إصابته بـ«كورونا»، وهو الوزير السابق الثاني الذي يقضي بالفيروس بعد وزير الزراعة أحمد القادري الذي توفي بداية سبتمبر الماضي.
على صعيد آخر، أعلنت «الإدارة الذاتية لشمال وشرقي» سوريا أمس، تمديد الإغلاق الجزئي 15 يوماً في المناطق كافة الخاضعة لنفوذها، وتركت الباب مفتوحاً للإدارة المحلية لإصدار تعليمات وقرارات تتماشي مع أوضاعها ودراسة الظروف الخاصة، شريطة عدم تعارضها من بنود الإدارة.
وشملت الإجراءات إغلاق المحال والمتاجر أبوابها عند تمام الساعة 5 مساءً، واستثنت المشافي والأفران والصيدليات المناوبة، كما قررت إغلاق دور العبادة ومنع إقامة الصلوات في الجوامع والكنائس، باستثناء خطبة الجمعة عند المسلمين وقداس الأحد عند المسيحيين، شريطة اتخاذ التدابير كافة والحفاظ على التباعد الاجتماعي أثناء أداء الطقوس الدينية. وسجلت هيئة الصحة التابعة للإدارة أمس إصابة 79 جديدة وأربع حالات وفيات نتيجة إصابتهم فيروس كورونا المستجد، وقال الدكتور جوان مصطفى، رئيس الهيئة الصحة «إن حالات الإصابة هي لـ42 (ذكور) و37 (إناث)»، لترتفع الحصيلة إلى 7777 إصابة و260 حالة وفاة، وتماثلت 1102 حالة للشفاء.
ويخشى المسؤولون الأكراد أن تدخل المنطقة مرحلة جديدة واحتمال حدوث انفجار صحي مع برودة الطقس والأمطار الشتوية، وأوضح الدكتور جوان مصطفى، أن «الوضع الصحي تحت السيطرة حتى الآن، وأغلب الحالات خفيفة ومتوسطة لا تظهر عليها أعراض خطيرة»، لكنه حذر في الوقت نفسه من «قرب الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مما يساعد الفيروس على الانتشار، ويعطي بقاءه مدة أطول، وبذلك تزداد فرص انتقاله من شخص لآخر».
غير أن الكثير من المتابعين والمراقبين يشتكون من عدم تقيد سكان المنطقة بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، مثل التحرك في أماكن مكتظة ضمن الأسواق والأماكن العامة والتجمعات الاحتفالية دون ارتداء الكمامات وأخذ التدابير المطلوبة، غير أن خلية الأزمة طلبت من المواطنين التقيد بسبل الوقاية وتطبيق مسافة التباعد الاجتماعي، والالتزام ببنود الحظر الجزئي وارتداء الكمامات ومعاقبة كل من يخالف تعليماتها وسيعرض نفسه للمساءلة القانونية. ويقول قادة الإدارة، إن الإغلاق الكلي هو الحل الأنسب والوحيد لمواجهة انتشار جائحة «كوفيد - 19»، لكن نظراً للأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية التي يعاني منها السكان بالمنطقة إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية دفع رئاسة الإدارة إلى إصدار قرار الإغلاق الجزئي. في السياق، نشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» صوراً على حسابه الرسمي، بخروج المئات من أبناء مدينتي الرقة والحسكة الواقعتين شمال وشمال شرقي البلاد، في مسيرات وسط استياء شعبي من الأهالي على خلفية التجمعات التي تنظمها مؤسسات الإدارة مع انتشار فيروس كورونا وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية، كما نشر «المرصد» خروج مسيرة حاشدة بداية الشهر الحالي في بلدة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، حيث اوعزت مؤسسات الإدارة هناك عبر مكبرات الصوت والنداءات بضرورة إغلاق جميع المحال والمشاركة بالمسيرة.
وتعاني مناطق شرق الفرات أساساً من نقص في المعدات الصحية والطبية بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية بفيتو روسي - صيني بداية العام الحالي؛ مما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا المستجد. وحذّرت منظمات إنسانية دولية ومحلية ومسؤولون أكراد من العجز عن احتواء انتشار المرض. ورغم انخفاض المنحنى البياني للإصابات بالفيروس المستجد في مناطق سيطرتها بشكل ملحوظ، اختصرت تعليمات «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا على فرض ارتداء الكمامة، واتخاذ تدابير احترازية في المعابر والمنافذ الحدودية وتسهيل عبور المرضى والحالات الإنسانية من وإلى مناطق نفوذها.
يذكر أن الإدارة الذاتية أصدرت في 5 من الشهر الحالي قراراً بفرض حظر تجوال جزئي في كامل مناطق سيطرتها، على أن تفتح بموجبه المحال التجارية حتى الساعة 4 عصراً، وسمحت لكافة المدارس والمجمعات التربوية والجامعات والمنشآت الصناعية والتجارية والزراعية العودة للدوام، مع الحفاظ على الوقاية والتدابير الصحية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.