استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، أول من أمس، سفيرة الرباط لدى مدريد، كريمة بنيعيش، لاستيضاحها بشأن تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني بشأن مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تحتلهما إسبانيا شمال المغرب.
وقال العثماني السبت في لقاء مع قناة «الشرق للأخبار» التلفزيونية السعودية، إنّ «سبتة ومليلية من النقاط، التي من الضروري أن يُفتح فيها النقاش... الجمود هو سيّد الموقف حالياً». مضيفا أنّ هذا الملفّ «معلّق منذ خمسة إلى ستّة قرون، لكنّه سيفتح في يوم ما».
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان صدر في أعقاب الاجتماع مع السفيرة المغربية إنّ إسبانيا «تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة بلادنا ووحدة أراضيها، وقد طلبت (من السفيرة) إيضاحات حول تصريحات رئيس الحكومة المغربية». وتخضع مدينتا مليلية وسبتة للاحتلال الاسباني منذ القرنين السادس عشر. ويأتي الجدل بشأن هذين المدينتين في لحظة حسّاسة بالنسبة للعلاقات بين الرباط ومدريد، ولا سيّما بسبب قضية الصحراء، المستعمرة الإسبانية التي استرجعها المغرب عام 1975 بواسطة مسيرة خضراء سلمية، دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني، وشارك فيها 350 ألف مغربي ومغربية.
وأدّى اعتراف الولايات المتحدة مؤخرا بسيادة المغرب على الصحراء إلى إحياء الخلافات بشأن هذه المسألة بين المملكتين المغربية والإسبانية. وأصيبت مدريد بالذهول جراء إعلان الرئيس ترمب اعتراف بلاده بمغربية الصحراء، جراء اعتقادها أنها «مالكة السجل التجاري» لملف نزاع الصحراء، بحكم اعتبارها المستعمرة السابقة لها، وبالتالي كانت تتوقع استشارتها من طرف واشنطن قبل الإقدام على خطوتها.
والذهول نفسه الذي أصاب إسبانيا، أصيبت به وزارة الخارجية الفرنسية (كي دورساي)، ذلك أنه لا الأميركيين، ولا الإسرائيليين ولا المغاربة، أخبروا فرنسا بموضوع الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على صحرائه. وثمة توجس في إسبانيا وفرنسا من إعادة التموقع الأميركي في المنطقة، نظرا لأنه سيعيد خلط الأوراق الجيو - استراتيجية، ورسم مسار جديد لمنطقة الساحل والصحراء.
مدريد تستدعي سفيرة المغرب لديها بسبب تصريحات العثماني عن سبتة ومليلية
مدريد تستدعي سفيرة المغرب لديها بسبب تصريحات العثماني عن سبتة ومليلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة