دبي تبدأ حملة واسعة ضد «كوفيد - 19» بلقاح «فايزر» الأربعاء

دعوة لعدم الخوف من «كورونا» المتحور

جرعات من لقاح «فايزر» (أ.ف.ب)
جرعات من لقاح «فايزر» (أ.ف.ب)
TT

دبي تبدأ حملة واسعة ضد «كوفيد - 19» بلقاح «فايزر» الأربعاء

جرعات من لقاح «فايزر» (أ.ف.ب)
جرعات من لقاح «فايزر» (أ.ف.ب)

أعلنت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، اليوم الثلاثاء، عن حملة واسعة ومجانية للتطعيم ضد «كوفيد -19» بلقاح «فايزر» في الإمارة ابتداء من يوم غد الأربعاء.
وتأتي هذه الخطوة في وقت أوضح الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات حول مستجدات وإجراءات التعامل مع مرض «كوفيد - 19» أن الفيروسات من أكثر الكائنات الحية القابلة للتطور السريع، ما يجعلها متقلبة ومتغيرة بشكل مستمر، حيث تتكاثر بسرعة كبيرة، وكلما ازدادت سرعة عملية التكاثر ازدادت احتمالية حصول الطفرات.
وأضاف الحمادي أن الفيروسات قد تتغير بطريقة مخادعة ما يسبب الإصابة بنزلات البرد الشائعة وتكرار الإصابة بها بسبب التغيرات التي تطرأ على الفيروس نتيجة للطفرات.
وأشار الحمادي إلى أن «الطفرة» تعني حدوث تغير في جينات الفيروس خلال عملية التكاثر، ومن ثم يتم تمريرها إلى الجيل الجديد، وتحدث الطفرات على ثلاثة أشكال مختلفة، فهي إما أن تكون طفرات محايدة لا تحرك ساكناً ولا تُحدث أي تغيير، وهذا ما يحدث مع الغالبية العظمى من الطفرات بشكل عام، وقد حدث ذلك بالفعل مع فيروس «كورونا» المستجد، أما الشكل الثاني فهو الطفرات التي تزيد من قوة الفيروس أو قدرته على الانتشار أو زيادة حدة المضاعفات الناتجة عنه، وهو ما يعد أمراً نادراً، وأخيراً الشكل الثالث وهو الطفرات التي تسبب الضعف للفيروس وتؤدي بالتالي إلى انحساره، وهو أمر ليس بالشائع أيضاً إلا أنه قد حدث بالفعل مع فيروس «سارس» وأسهم في انحساره إلى جانب عوامل أخرى مثل التباعد الجسدي والعزل المبكر للمصابين.
وقال الحمادي إنه منذ شهر مارس (آذار) الماضي إلى الآن، رصد الباحثون حصول طفرات أدت إلى تغير في بنية فيروس «كورونا» المستجد الجينية بصورة طفيفة وغير مؤثرة، كما عبّر بعض العلماء عن مخاوف من تأثير للطفرات على هيكل السطح الخارجي للفيروس ما أثار القلق حول إمكانية تسهيل هذه الطفرات لدخول الفيروس للخلية البشرية.
وأضاف الحمادي أنه خلال الفترة الأخيرة، أبدى بعض الباحثين مخاوف من كون بعض الطفرات الجديدة قد ساعدت سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد على الانتشار بصورة أسرع في بعض مناطق العالم، موضحاً أن هذا الأمر لا يزال قيد الدراسة والمتابعة الشديدة من قبل العلماء والجهات المختصة ولم يتم - إلى الآن - التوصل إلى نتيجة قاطعة.
ونوه الحمادي إلى أن الأبحاث السريرية لم تُشر إلى قدرة أي من هذه الطفرات على إفشال عملية الاستجابة للقاحات، بل سجل باحثون - قبل ظهور الطفرة الجديدة - أن مناعة الإنسان صارت تحارب النسخ المتحورة من الفيروس الأصلي بصورة أكثر فاعلية من ذي قبل.
ودعا الحمادي الجمهور إلى عدم الخوف أو الهلع جراء هذه الأخبار، وكذلك تجنب نشر الإشاعات والأخبار التي تحمل لغة مُلتبسة لحين التحقق من مراد العلماء الصحيح، مطالباً الجميع بمواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل التباعد الجسدي والتعقيم ولبس الكمامات.


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.