أعلنت روسيا الثلاثاء فرض عقوبات على مسؤولين أوروبيين رداً على تدابير تبناها الاتحاد الأوروبي في أكتوبر (تشرين الأول) بعد التسميم المفترض للمعارض الروسي الأبرز أليكسي نافالني.
وندّدت وزارة الخارجية الروسية بالعقوبات الأوروبية التي تستهدف منذ أكتوبر مسؤولين كباراً، معلنةً أنها «وسعّت قائمة الممثلين عن دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول أراضي روسيا الاتحادية».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد استدعت في وقت سابق اليوم سفراء ألمانيا والسويد وفرنسا في موسكو فيما يتعلق بعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس بارزين مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين بسبب تسميم نافالني.
وكشف نافالني أمس، أنّه خدع ضابط أمن ليعترف بأن جهاز الأمن الفيدرالي سعى لقتله هذا الصيف، ووضع السم في ملابسه الداخلية.
وكتب الناقد الشرس للكرملين على مدونته أنّه اتصل هاتفياً برجل يدعى كونستانتين كودريافتسيف، الذي قال إنه خبير أسلحة كيميائية في وكالة الاستخبارات المحلية.
وذكر نافالني على «تويتر»: «اتصلت بقاتلي. لقد اعترف بكل شيء»، وهو ادعاء رفضه مكتب الأمن الفيدرالي في وقت لاحق الاثنين.
وقال نافالني إنه أخفى رقم هاتفه وقدم نفسه على أنه مساعد لرئيس مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، وأوضح له أنه يحتاج إلى معلومات من أجل تقرير رسمي عن محاولة التسميم.
ونشر تسجيلاً صوتياً ونسخة من المكالمة الهاتفية وشريط فيديو له وهو يجري المحادثة.
وقال إن تحليل الصوت «سيظهر أنه بالفعل» يتحدث مع كودريافتسيف.
في التسجيل الصوتي، بدا الصوت على الطرف الآخر من الخط متردداً وحذراً في البداية، لكنه في النهاية يروي وقائع الأمر ويشرح سبب تمكن نافالني من النجاة من الهجوم السام.
ووصف جهاز الأمن الفيدرالي في وقت متأخر من مساء الاثنين، المكالمة الهاتفية بأنها «استفزاز يهدف إلى تشويه سمعة» الوكالة.
وقالت إن المحادثة الهاتفية «حول الإجراءات المزعومة ضد» نافالني لم تكن لتتحقق لولا «دعم أجهزة المخابرات الأجنبية»، مضيفة أن الفيديو الذي نشره نافالني «مزيف».
وأصيب نافالني (44 عاماً) بمرض شديد خلال رحلة من سيبيريا إلى موسكو في أغسطس (آب)، وأدخل مستشفى في مدينة أومسك الروسية قبل نقله إلى برلين في طائرة طبية.
وخلص خبراء من دول غربية عدة إلى أن المعارض الأبرز للكرملين قد تعرض لعملية تسميم بمادة نوفيتشوك التي طوّرت في الحقبة السوفياتية، وهو ادعاء نفته موسكو مراراً.
وكشف تقرير إعلامي مشترك الأسبوع الماضي أشرف عليه موقع بيلينغكات الاستقصائي الإلكتروني ما ذكر أنها أسماء وصور خبراء أسلحة كيميائية من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي كانوا يراقبون نافالني لسنوات.
والخميس، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقارير الإعلامية التي تفيد بأن أجهزة الأمن الروسية كانت وراء تسميم نافالني، قائلاً إنه لو كان الأمر كذلك، لما كان المعارض على قيد الحياة.
وأضاف الرئيس الروسي أنه إذا كان نافالني يتلقى الدعم من الاستخبارات الأميركية، فيجب على روسيا بالطبع أن تلاحقه.
واعتبر أنه لو أراد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تسميم نافالني «لأنجز المهمة على أكمل وجه».
عقوبات روسية تستهدف مسؤولين أوروبيين على خلفية قضية نافالني
عقوبات روسية تستهدف مسؤولين أوروبيين على خلفية قضية نافالني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة