نتنياهو وغانتس يتفقان على تأجيل حسم الميزانية أسبوعين

من مظاهرة في بداية الشهر الحالي أمام مقر إقامة نتنياهو بالقدس (أ.ب)
من مظاهرة في بداية الشهر الحالي أمام مقر إقامة نتنياهو بالقدس (أ.ب)
TT

نتنياهو وغانتس يتفقان على تأجيل حسم الميزانية أسبوعين

من مظاهرة في بداية الشهر الحالي أمام مقر إقامة نتنياهو بالقدس (أ.ب)
من مظاهرة في بداية الشهر الحالي أمام مقر إقامة نتنياهو بالقدس (أ.ب)

توصل حزبا «الليكود» و«كاحول لافان» إلى اتفاق يؤجل الموعد الأخير لتمرير الميزانية أسبوعين إضافيين، حتى 5 يناير (كانون الثاني) المقبل، في خطوة تهدف إلى تفادي حل الكنيست، اليوم، والاتفاق على الميزانية والقضايا الشائكة الأخرى خلال هذه الفترة.
وينص الاتفاق على أنه إذا لم يتم التوصل إلى تسويات خلال الأسبوعين، فإن إسرائيل ستذهب إلى انتخابات في 23 مارس (آذار) المقبل. وقال «كاحول لافان»، في بيان، إنه سيتم تقديم مشروع قانون بموجبه سيتم تمرير ميزانية الدولة لعام 2020 حتى تاريخ 31 من الشهر الحالي، وميزانية عام 2021 في 5 يناير المقبل، وبموجب مشروع القانون، فإنه في حال لم تمرر الميزانيتان، فإنه سيتم حل الكنيست وإجراء انتخابات في مارس المقبل.
وشدد البيان على أنه سيتم البدء بدفع العملية «وفي المقابل سنحاول الوصول إلى حكومة فعالة، مع ميزانية، يحتاجها ملايين الإسرائيليين حالياً، للتعيينات والحفاظ على سلطة القانون، وعدم إتاحة الإمكانية للتأثير على محاكمة رئيس الحكومة». وتابع «كاحول لافان»: «في حال عدم التوصل إلى تفاهمات يتم في إطارها تطبيق الاتفاق الائتلافي وأن يحظى مواطنو إسرائيل بحكومة وحدة فعالة تدار بالتعاون المطلوب مع الحفاظ على الديمقراطية وسلطة القانون، فسنقوم بسحب مشروع القانون وسيتم حل الكنيست الثلاثاء المقبل».
وفوراً؛ صادقت لجنة الكنيست الإسرائيلي على تأجيل موعد تمرير الميزانية العامة، بعد طرح مشروع قانون بهذا الخصوص من قبل حزب «كاحول لافان». ووافقت اللجنة على المشروع، بالقراءة الأولى، ويفترض أنه طرح على الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه في وقت متأخر أمس.
وصادقت اللجنة بعد تأخر استمر ساعات، بسبب أن رئيسها إيتان غينزبرغ دخل الحجر الصحي بعد مخالطته مصاباً بفيروس «كورونا».
وقال موقع صحيفة «معاريف» العبرية إنه في بداية الأمر أُجلت المناقشة في لجنة الكنيست حول مشروع القانون الذي يهدف لمنع حل الكنيست بعد التوصل لاتفاق مع الليكود، لأن رئيس اللجنة إيتان غينزبرغ ينتظر تعليمات وزارة الصحة فيما إذا كان يجب أن يعزل نفسه صحياً بعد حضوره اجتماعاً لحزبه شاركت فيه العضو شاي فزان التي تبين أنها مصابة بالفيروس. وفي وقت لاحق، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أنه تقرر دخول غينزبرغ في العزل الانفرادي بعد أن تبين أنه مخالط لفزان. كما تقرر عزل عضو الكنيست ميشال كوتلر وينش، بسبب مخالطته فزان، وجميع المعزولين من حزب «كاحول لافان».
ولاحقاً اجتمعت اللجنة وأدار الجلسة عضو آخر. ويؤجل الاتفاق الجديد على الأقل حل الكنيست الإسرائيلي، ليلة الثلاثاء - الأربعاء، (الليلة)، ويجنب إسرائيل انتخابات رابعة في غضون عامين إذا تم الاتفاق على الميزانية العامة.
والخلاف حول الميزانية العامة يشكل العقدة الأساسية أمام الاتفاق؛ إذ إنها مرتبطة كذلك بالتناوب. ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزبه «الليكود» المصادقة على ميزانية 2020 فقط في هذا الوقت، بينما يصر رئيس الوزراء البديل بيني غانتس وحزبه «كاحول لافان» على إقرار ميزانية 2021 لضمان التناوب على رئاسة الوزراء وفقاً لاتفاق الائتلاف الموقع بين الليكود و«كاحول لافان» في أبريل (نيسان) الماضي.
وإذا تم اعتماد ميزانية عام 2021، فلن يكون لدى بنيامين نتنياهو أي وسيلة لتجنب اتفاق التناوب المخطط له، وسيتعين عليه التنازل عن منصبه رئيسا للوزراء، لغانتس، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل.
وإضافة إلى الميزانية العامة، ثمة خلاف حول الحقائب الوزارية؛ إذ يريد الليكود أخذ حقيبة القضاء من «كاحول لفان» أو تنحية وزير القضاء آفي نيسنكورن أو تقليص صلاحياته، وتحدثت تقارير عن أن حزب نتنياهو يطالب غانتس بالتخلي عن البند في اتفاق الائتلاف الذي يسمح له باستبدال نتنياهو في نوفمبر المقبل.
ويوجد أمام الطرفين مهلة أطول الآن لتسوية الخلاف. لكن الاتفاق الجديد أثار غضب أعضاء في حزب غانتس وزعماء أحزاب أخرى. فقد بدأت موجة من الخلافات تظهر للعلن داخل حزب غانتس، بسبب الاتفاق الذي توصل إليه الليلة الماضية مع حزب الليكود.
وبحسب موقع «يديعوت أحرونوت»، فإن أعضاء في حزب غانتس رفضوا الاتفاق مع «الليكود» وطالبوا بالتوجه نحو الانتخابات. وأشار الموقع إلى 4 أعضاء كنيست عن حزب غانتس أبدوا هذا الموقف علناً، وهم آساف زامير، ورام شيفا، وميكي حايموفيش، وميشال كوتلر وينش.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.