اجتماع تركي ـ روسي لبحث وقف التصعيد في ريف الرقة

استمرار قصف النظام السوري جنوب إدلب

رجل على دراجته في شارع بالرقة شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
رجل على دراجته في شارع بالرقة شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

اجتماع تركي ـ روسي لبحث وقف التصعيد في ريف الرقة

رجل على دراجته في شارع بالرقة شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
رجل على دراجته في شارع بالرقة شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)

عقد اجتماع تركي - روسي أمس في ريف عين عيسى شمال الرقة في محاولة لوقف التصعيد من جانب فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لتركيا بدعم من قواتها، في وقت واصلت فيه القوات التركية تعزيزاتها العسكرية في إدلب على وقع الاشتباكات المستمرة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في جنوب المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا. وعقد ضباط روس وأتراك، أمس (الاثنين)، اجتماعا في صوامع شركراك في ريف عين عيسى، حيث أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 10 مدرعات روسية تضم ضباطا وعناصر روسية، خرجت من بلدة عين عيسى شمال الرقة، واتجهت إلى صوامع شركراك ضمن ريف البلدة ذاتها، حيث عقد اجتماع مع ضباط أتراك لبحث أمور عدة تخص المنطقة، ولا سيما التصعيد التركي الأخير.
وأضاف «المرصد» أن ذوي اثنين من المدنيين لا يزالان تحت أنقاض منزل مهدم في قرية جهبل في ريف عين عيسى الشرقي رافقوا الروس نحو شركراك بغية التطرق إلى هذا الموضوع مع الجانب التركي لاستخراج جثتي الرجلين.
في السياق ذاته، قتل 4 عناصر وأصيب آخران من الفصائل الموالية لتركيا، خلال الاشتباكات مع عناصر تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في كمين نصبته قسد على أطراف قرية جهبل، بعد أن تمركزت مجموعة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا شمال القرية الليلة قبل الماضية. وأطلقت القوات التركية قذائف ضوئية على محاور القتال في جهبل والمشيرفة شرق عين عيسى، تزامناً مع الاشتباكات مع قوات «قسد»، والتي كانت هدأت نسبيا أول من أمس.
وأعلن الفيلق الأول من «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، في تسجيل مصور بث فجر الأحد، عن بدء ما سماه «معركة تحرير بلدة عين عيسى». وقال الناطق باسم غرفة عمليات الفيلق الأول - محور عين عيسى إن «قوات الفيلق الأول ستتقدم من أجل تحرير عين عيسى في الساعات القليلة المقبلة».
وتسعى تركيا للسيطرة على عين عيسى لقطع الصلة بين مناطق سيطرة قسد في شرق وغرب الفرات، لكنها لم تعلن عن إطلاق عملية عسكرية في المنطقة. ويقول مراقبون إنها لا ترغب في الظهور مباشرة من خلال عمل عسكري قد يؤدي إلى توتر مع الولايات المتحدة قبل تسلم إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، فضلا عن التداول مع روسيا بشأن مقترحات لخروج قسد من عين عيسى لم تسفر عن تفاهم حتى الآن.
في غضون ذلك، سيرت القوات التركية والروسية دورية مشتركة في قرى تقع غرب مدينة عين العرب (كوباني) بمشاركة 11 مدرعة، 4 تركية و7 روسية إضافة إلى مروحيتين روسيتين، انطلقت من قرية آشمة عند الحدود السورية التركية وجابت قرى وبلدات وصولاً إلى تلة الإذاعة غرب المدينة، قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها من جديد.
بالتزامن، وقع انفجار ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها نتج عن عبوة ناسفة زرعت بالقرب من حاجز للشرطة الموالية لأنقرة، في قرية العمارنة شمال مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى لإصابة مقاتل من الفصائل ووقوع أضرار مادية. وعلى صعيد الاشتباكات في إدلب، شنت قوات النظام السوري قصفا صاروخيا مكثفا، أمس، على مناطق في الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليقل وبينين والبارة ومحيطها ضمن ريف إدلب الجنوبي.
من جانبها، استأنفت القوات التركية الدفع بالتعزيزات العسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في المنطقة، عبر رتلين عسكريين دخلا من معبر كفرلوسين الحدودي مع تركيا باتجاه جنوب إدلب، وضما دبابات وعربات مصفحة وسيارات ذخيرة ومئات الجنود من الجيش التركي. وتم نشر التعزيزات الجديدة في معسكرات المسطومة والنيرب وبعض النقاط التركية في جبل الزاوية جنوب إدلب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.