مهاجمون يحرقون مركزا للشرطة في الفلوجة وطيران الجيش يقصف مواقع «داعش»

رئيس مجلس إنقاذ الأنبار: واهم من يتصور أن بإمكان المسلحين الهروب من المدينة

جندي عراقي يصوب سلاحه نحو هدف قرب الرمادي أمس (رويترز)
جندي عراقي يصوب سلاحه نحو هدف قرب الرمادي أمس (رويترز)
TT

مهاجمون يحرقون مركزا للشرطة في الفلوجة وطيران الجيش يقصف مواقع «داعش»

جندي عراقي يصوب سلاحه نحو هدف قرب الرمادي أمس (رويترز)
جندي عراقي يصوب سلاحه نحو هدف قرب الرمادي أمس (رويترز)

في حين دافع من يطلقون على أنفسهم «ثوار العشائر» في مدينتي الرمادي والفلوجة عن الأعمال التي يقومون بها ضد القوات المسلحة العراقية مع استمرار نفيهم لوجود مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في الأنبار، فإن شيخا بارزا من شيوخ المحافظة المؤيدين للحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش أكد أن هذه المزاعم لم تعد تنطلي على أحد وأنها ليست أكثر من محاولة لخلط الأوراق.
في غضون ذلك، وقعت أمس اشتباكات مسلحة غربي الفلوجة بين مجموعة مسلحة ورجال الشرطة خلال عملية اقتحام مسلحين لمركز شرطة. وقال مصدر أمني في تصريح إن «اشتباكا مسلحا اندلع، بين مسلحين يستقلون عجلات رباعية الدفع وعناصر مركز شرطة النساف في منطقة الحلابسة (8 كلم غربي الفلوجة)، ما أسفر عن مقتل أحد عناصر حماية المركز وإصابة آخر»، مبينا أن «المسلحين تمكنوا من السيطرة على المركز بعد هروب منتسبيه واستولوا على الأسلحة وأجهزة الاتصالات وعجلات تابعة للمركز وأضرموا النيران فيه، قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة».
وفي هذه الأثناء، أكد الشيخ نواف المرعاوي أحد منسقي الحراك الشعبي الذي استمر لمدة عام في مدينتي الرمادي والفلوجة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة لم تترك لنا من خيار سوى حمل السلاح بعد أن اتخذت عدة خطوات سلبية ضدنا منذ أن بدأنا المظاهرات والاعتصامات قبل سنتين». وأضاف المرعاوي أن «من بين الخطوات عدم الاعتراف بالمطالب التي رفعها المتظاهرون في ست محافظات ومن ثم البدء بعملية إطلاق الأوصاف المختلفة ضد المتظاهرين، وأخيرا كون الخيم مقرا لـ(القاعدة) والفتنة، وما إلى ذلك، واليوم فإن آخر الأوصاف لنا هي أننا (داعش)». وأكد المرعاوي على أن «المعتصمين انتظروا سنة كاملة لكي تتحقق مطالبهم وكانت المظاهرات سلمية بالكامل لولا التدخلات الحكومية التي أدت إلى ما أدت إليه من عمليات قتل في الحويجة والرمادي والفلوجة، علما أن السبب في كل ما حصل هو تدخل الجيش في حين كانت الأوضاع طبيعية عندما كانت الشرطة المحلية تتولى حماية الساحات». وقال إن رئيس الوزراء نوري المالكي «يستعين الآن بشيوخ عشائر من الأنبار لكي تستمر الفتنة العشائرية هذه المرة داخل مدن الأنبار تحت ذريعة وجود (داعش) والقاعدة بينما الميليشيات الحكومية والمدعومة منها تصول وتجول وتقتل الناس وتهجرهم على الهوية في بغداد وديالى وغيرهما من المناطق».
من جهته، قال رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، الشيخ حميد الهايس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك من يريد خلط الأوراق على صعيد ما يجري ومن ذلك القول إنه ليس هناك داعش ولا إرهاب ولا قاعدة في الأنبار»، متسائلا «إذا كان من يسمون أنفسهم ثوار عشائر وهم كما يقولون ضد الحكومة ويحرقون مراكز الشرطة ويطردون منتسبيها ويحرقون الدوائر المدنية والخدمية فأي ثوار هؤلاء وإلى أي عشائر ينتمون؟». وأضاف أن «المنطق يقول إن كل من يحمل السلاح خارج السياقات الرسمية، وليس من يطلق النار فقط، إنما هو خارج القانون ويقع تحت طائلته فكيف يمكن للدولة أن تتعامل مع من يحرق مراكز الشرطة ودوائر القائمقامية والماء والكهرباء؟».
وبشأن ما إذا كان هناك سقف زمني للحسم في الفلوجة، قال الهايس إن «العائق الوحيد أمام الجيش هو وجود المدنيين داخل المدينة وكل من يقول إن مسلحي (داعش) وداعميهم يمكن أن يخرجوا عبر الوساطات فهو واهم».
على صعيد متصل، وطبقا لما أفاد به مصدر في قيادة عمليات الأنبار، تمكن طيران الجيش من قتل ستة من عناصر تنظيم (داعش) أثناء محاولتهم إطلاق قذائف هاون. وقال المصدر في تصريح إن مروحيات الجيش قصفت تجمعا لعناصر من تنظيم «داعش» كانوا يحاولون إطلاق قذائف هاون، في حي جبيل، وسط الفلوجة «ما أسفر عن مقتل ستة منهم في الحال». كما أعلن المصدر أن «مروحيات الجيش تمكنت من تدمير وكر إرهابي يضم عجلات ومخبأ للأسلحة والصواريخ، في الحي الصناعي وسط الفلوجة»، مبينا أن «عملية تحديد موقع الوكر استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.