ووكر بيترز: أردت أن تبتلعني الأرض عندما أخطأت في مواجهة برشلونة

المدافع الإنجليزي عاد ليقدم مستويات رائعة مع ساوثهامبتون بعد عامين من لحظة صعبة عاشها مع توتنهام على ملعب كامب نو

ووكر بيترز (في المقدمة) أصبح من أعمدة دفاع ساوثهامبتون (أ.ف.ب)
ووكر بيترز (في المقدمة) أصبح من أعمدة دفاع ساوثهامبتون (أ.ف.ب)
TT

ووكر بيترز: أردت أن تبتلعني الأرض عندما أخطأت في مواجهة برشلونة

ووكر بيترز (في المقدمة) أصبح من أعمدة دفاع ساوثهامبتون (أ.ف.ب)
ووكر بيترز (في المقدمة) أصبح من أعمدة دفاع ساوثهامبتون (أ.ف.ب)

ارتكب المدافع الإنجليزي الشاب كايل ووكر بيترز خطأ قاتلاً في مباراة توتنهام هوتسبر أمام برشلونة على ملعب «كامب نو» في دوري أبطال أوروبا في الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2018، ليحصل النجم الفرنسي عثمان ديمبلي على الكرة وينطلق بها بسرعة هائلة ويسجل هدف التقدم للعملاق الكتالوني، وهو الهدف الذي كان يعني - في حال انتهاء المباراة بهذه النتيجة - خروج السبيرز من البطولة الأقوى في القارة العجوز. ومن المؤكد أن هذه كانت هي اللحظة الأصعب في مسيرة الظهير الأيمن البالغ من العمر 21 عاماً آنذاك.
وبعد مرور عامين على تلك الواقعة، يتذكر كايل ووكر بيترز ما حدث قائلاً: «كنت أريد أن تبتلعني الأرض. كنت مستلقياً على الأرض، وأتذكر أن داني روز جذبني لكي أقف مرة أخرى، وقال لي هاري كين: (لا تقلق، أنت تلعب بشكل جيد، ونحن على ما يرام، استمر). لقد كانت لحظة صعبة للغاية بالنسبة لي».
ونهض كايل ووكر بيترز من على الأرض وواصل اللعب، ونجح توتنهام في إدراك التعادل في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وصعد إلى دور الستة عشر بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة خلف برشلونة، قبل أن يفوز على مانشستر سيتي، ثم أياكس بطريقة استثنائية ويصل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي. لكن لم يكن أي من هذا ليتحقق لولا المجهود الكبير الذي بذله كايل ووكر بيترز في تلك المباراة، ونجاحه الخارق في منع هدف محقق للنجم البرازيلي فيليب كوتينيو، وهو الهدف الذي كان سيعني تقدم برشلونة بهدفين دون رد في الشوط الثاني.
يقول كايل ووكر بيترز: «تعلمت في هذه المباراة ما لم أتعلمه في مسيرتي الكروية بالكامل. والآن، لو ارتكبت خطأ أدى إلى استقبال فريقي لهدف، فلن أتأثر بذلك، ولن يجعلني هذا أفكر في كيفية تصحيح هذا الخطأ، بل سأركز على ما تبقى من عمر اللقاء».
لكن هذا لا يعني أنه يرتكب الكثير من الأخطاء في الوقت الحالي، حيث يقدم المدافع الإنجليزي الشاب مستويات استثنائية مع نادي ساوثهامبتون، وقاده للفوز على شيفيلد يونايتد بثلاثية نظيفة يوم الأحد الماضي، وهو الفوز السادس الذي يحققه الفريق في آخر ثماني مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومنذ انتقاله إلى ساوثهامبتون، يلعب كايل ووكر بيترز دورا بارزا في التطور الهائل الذي يشهده أداء الفريق. صحيح أن توتنهام هو الذي منحه فرصة المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز وعلمه الكثير وساعده على تكوين صداقات قوية في عالم كرة القدم وأعطاه خبرات ودروساً لا تقدر بثمن، لكن ساوثهامبتون، الذي يلعب معه بشكل منتظم في التشكيلة الأساسية ويلعب بحرية كبيرة في مركز الجناح الأيمن تحت قيادة المدير الفني رالف هاسينهوتل، هو المكان الذي وصل فيه كايل ووكر بيترز إلى قمة مستواه.
لقد أثبت كايل ووكر بيترز أنه اتخذ القرار الصحيح عندما رحل عن النادي الذي كان يلعب له منذ طفولته. وبعد فترة إعارة ناجحة في وقت سابق من هذا العام، كان لديه خياران: إما اللعب مع ساوثهامبتون بشكل دائم، أو العودة إلى توتنهام والقتال من أجل حجز مكان له في ناد لم يشارك معه سوى مرات قليلة. يقول الظهير الأيمن الشاب: «كان من الممكن أن ألعب مباراة، ثم أبتعد عن المشاركة في خمس مباريات أخرى، وقد كان هذا أمرا صعبا للغاية بالنسبة لي».
لكن كايل ووكر بيترز لا يشعر بأي ضغينة تجاه السبيرز، ويقول: «ما زلت على اتصال بجميع زملائي هناك، وأتحدث إلى ديلي آلي كل يوم، وكلهم سعداء من أجلي. من المؤكد أن الرحيل عن توتنهام كان صعبا، نظرا لأنني كنت أتدرب وألعب مع عدد من أفضل اللاعبين في العالم، كما كنت أشارك في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنني كنت في مرحلة من مسيرتي الكروية تتطلب أن أظهر للجميع ما يمكنني فعله داخل الملعب».
وعندما سُئل كايل ووكر بيترز عن كيف يبدو هاسينهوتل خلف الأبواب المغلقة، رد قائلاً: «إنه هادئ ومرح جدا، لكن عندما يتعلق الأمر بوقت العمل فإنه يكون في كامل تركيزه. معظم الفرق تغير بعض الأشياء الطفيفة بناء على قوة الخصم الذي تواجهه، لكننا نلعب بالقوة نفسها ونمارس الضغط نفسه أمام كل المنافسين، فنحن نلعب بكل قوة وشراسة ونعمل دائماً على الفوز في المواجهات الفردية».
لكن كيف يمارس الفريق الضغط على المنافسين؟ يقول كايل ووكر بيترز: «إننا نترك الأمر للمهاجمين، الذين يقررون متى نضغط على الفريق المنافس. ونظرا لأن مهاجمينا أصبحوا بارعين في هذا الأمر، فإنهم يعرفون أن بإمكانهم التقدم بنسبة 100 في المائة، لأن بقية عناصر الفريق تكون خلفهم من الضغط ككتلة واحدة. إننا لا نركز حقاً على ما سيحدث إذا فشل هذا الضغط من الأمام، لأننا نعرف جيداً أن باقي خطوط الفرق تضغط من الخلف، فأنا على سبيل المثال لو مر لاعب الفريق المنافس مني فإنني أعرف جيدا أنه تتم تغطيتي بمدافع آخر سوف يعمل جاهداً على قطع الكرة. إننا نلعب بشكل جماعي وكوحدة واحدة، والجميع على استعداد للقتال من أجل بعضهم البعض، وهذا هو السبب الذي يجعلني واثقاً من أننا نقوم بعمل جيد».
وعندما تصل الكرة إلى أقدام كايل ووكر بيترز، فإنه يتمتع بالحرية الكاملة للانطلاق للأمام واستخدام سرعته الهائلة في اختراق دفاعات المنافسين. لقد لعب كجناح حتى سن السادسة عشرة، وبالتالي فهو يمتلك قدرات هجومية هائلة. يقول الظهير الأيمن الشاب عن ذلك: «إنني أتعلم الكثير من خلال مشاهدتي للكثير من المباريات ورؤية ما يمكنني القيام به حقا. لا يمكنك أبداً التوقف عن التعلم. وبالتالي، عندما بدأت اللعب في مركز الظهير الأيمن، كنت أشاهد مباريات لداني ألفيش وفيليب لام كثيراً. إنني أريد أن أكون قادراً على اللعب في أكثر من مركز، وأشعر بأنني قادر على اللعب في مركز الظهير الأيسر».
وتشهد كرة القدم الإنجليزية وفرة غير مسبوقة في مركز الظهير الأيمن، حيث يوجد العديد من اللاعبين المميزين مثل ترينت ألكسندر أرنولد، وكيران تريبير، وكايل ووكر (مانشستر سيتي)، وريس جيمس، وأينسلي ميتلاند - نايلز، وبالتالي يدرك كايل ووكر بيترز جيداً أن المنافسة ستكون صعبة للغاية من أجل الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2021. يقول الظهير الأيمن لنادي ساوثهامبتون: «هذه المنافسة الصعبة تزيد من حماسي في واقع الأمر، فأنا أحب المنافسة. أنا لا أفكر في هذا الأمر كثيراً، لكن لا يوجد أي سبب يمنع انضمامي لصفوف المنتخب الإنجليزي إذا واصلت القيام بعمل جيد».
لكن كايل ووكر بيترز لا يزال صغيراً في السن، كما أنه لم يلعب سوى 32 مباراة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني أن الوقت ما زال في صالحه لكي يثبت أنه قادر على الانضمام لمنتخب الأسود الثلاثة. لكن الشيء المؤكد أن كايل ووكر بيترز قد أثبت بالفعل للمشككين في قدراته للذين كانوا يرون أنه لن يكون قادرا على اللعب في المستويات الأعلى نظرا لقصر قامته وبنيته الجسدية الضعيفة، أنه قادر على اللعب في مستوى النخبة.
وأشار كايل ووكر بيترز إلى أنه يحاول ألا يقرأ الكثير مما يراه على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «يتعين عليك أن تفهم أن الناس ستكون لديهم آراء مختلفة. فلو قرأت الكثير من الرسائل الإيجابية عنك فقد يتسرب الغرور إلى نفسك، ولو قرأت الكثير من الآراء السلبية فقد يؤثر ذلك على ثقتك بنفسك. وبالتالي، يتعين عليك أن تبتعد عن هذه الأشياء قدر المستطاع».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.