أول انتخابات في موستار منذ 2008

المدينة البوسنية يتقاسمها المسلمون والمسيحيون

عمليات التصويت في مركز اقتراع بموستار أمس (أ.ف.ب)
عمليات التصويت في مركز اقتراع بموستار أمس (أ.ف.ب)
TT

أول انتخابات في موستار منذ 2008

عمليات التصويت في مركز اقتراع بموستار أمس (أ.ف.ب)
عمليات التصويت في مركز اقتراع بموستار أمس (أ.ف.ب)

فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها صباح أمس الأحد في مدينة موستار بجنوب البوسنة لإجراء أول انتخابات محلية منذ أكثر من عقد من الزمان في هذه المدينة المعروفة بأبنيتها على الطراز العثماني وانقساماتها الإثنية العميقة.
والمدينة مقسومة بين المسلمين البوسنيين والكاثوليك الكراوتيين الذين تقاتلوا بعنف للسيطرة عليها خلال الحرب البوسنية بين العامين 1992 و1995، وهي تجري حالياً أول انتخابات محلية منذ العام 2008 عندما أعلنت المحكمة الدستورية في البوسنة أن قواعد إجراء الاقتراع في المدينة تتضمن تمييزاً ويجب تغييرها، بحسب ما أوردت وكالة أسوشييتد برس في تقرير من موستار.
وأضافت الوكالة أن الحزبين السياسيين القوميين المهيمنين للبوسنيين والكروات، وهما حزب «إس دي أي» (للمسلمين) و«إتش دي زد» (للكروات)، قضيا عقداً من الزمن بدون أن يتمكنا من الاتفاق على كيفية إجراء الانتخابات.
وخلال كل تلك الفترة، رأى سكان موستار (100 ألف نسمة) البنية التحتية في مدينتهم وهي تتداعى، فيما القمامة تتكدس في الشوارع باستمرار، في حين يهاجر الآلاف من أهلها بحثاً عي فرص حياة أفضل في بلدان أخرى. ولكن تم في يونيو (حزيران) الماضي إبرام اتفاق بين الحزبين، بتأييد من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في البوسنة. وجاء الاتفاق بعد ثمانية أشهر من فوز المعلمة، إرما باراليا، بحكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بعدما رفعت دعوى ضد البوسنة لفشلها في إجراء انتخابات في موستار. وهي الآن مرشحة في انتخابات المجلس البلدي على لوائح حزب صغير غير قومي.
وإضافة إلى الحزبين القوميين الأساسيين اللذين يأملان بالاحتفاظ بالسلطة التي فازا بها قبل 12 عاماً، تخوض أحزاب أخرى صغيرة متعددة القومية المنافسة للفوز بمقاعد في المجلس البلدي. ويتوقع أن تبدأ النتائج الجزئية للاقتراع في الظهور بدءاً من ليلة الأحد.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.