مركبات كهربائية لراكب واحد

لخدمة 105 ملايين أميركي يقودون سياراتهم وحدهم

مركبات كهربائية لراكب واحد
TT

مركبات كهربائية لراكب واحد

مركبات كهربائية لراكب واحد

هدت صناعة المركبات الكهربائية الخالية من الانبعاثات الضارة ولادة تصميم جديد لمركبة جديدة بثلاث عجلات.
3 عجلات
تتسع المركبة الجديدة «سولو (Solo)» التي تحمل توقيع شركة تصميم وصناعة المركبات الكندية الشهيرة «إلكترا ميكانيكا»، لراكب واحد، وتسير إلى مدى 170 كيلومتراً (كلم) بسرعة قصوى تصل إلى 129 كلم/ الساعة. تتوفر المركبة ثلاثية العجلات (ثمنها 18500 دولار) لسكان بعض المدن الأميركية في الساحل الغربي وأريزونا.
يبلغ طول المركبة 122 بوصة (نحو 3 أمتار) وعرضها 57.5 بوصة (1.46 متر) عند العجلتين الأماميتين، أي إنها أصغر من المركبات التقليدية مثل سيارة «هوندا أكورد سيدان 2020» التي تبلغ مقاساتها 192.2 بوصة طولاً و73.3 بوصة عرضاً.
وقال بول ريفيرا، الرئيس التنفيذي لشركة «ميكانيكا إلكتريكا»: «أثناء قيادة هذه المركبة، تشعرون كأنكم جالسون في مقصورة طائرة حربية أو في إحدى سيارات (فورمولا وان). إنها رائعة حقاً ومختلفة». ولكن الاستراتيجية التسويقية لـ«سولو» تركز في جزء كبير منها على عنصري الفاعلية والعملية. عرضت الشركة الكندية أخيراً إحصاءات تُظهر أن 119 مليون مستهلك في أميركا الشمالية يتنقلون في مركباتهم الخاصة؛ و105 ملايين منهم يتنقلون وحدهم. تسعى مركبة «سولو» إلى جذب «المستخدمين الأوائل»، أي الذين ينجذبون إلى أحدث التقنيات ويبحثون عن خيار مناسب للبيئات المدنية. يلفت ريفيرا إلى أن «الناس يقومون بكثير من الأمور بمفردهم... يحصلون على قهوتهم بمفردهم، ويقصدون النادي الرياضي بمفردهم، ويزورون الأصدقاء بمفردهم. إنها مركبة مصممة لهدف محدد وتسير بسلاسة بين السيارات وبين المركبات الأخرى ذات الراكب الواحد كالدراجات».
تصميم متميز
تضم المركبة ثلاثية العجلات بطارية بطاقة 17.3 كيلوواط/ ساعة تشغّل عجلة واحدة في الخلف، بالإضافة إلى مقعد دافئ واستيريو بلوتوث وكاميرا برؤية خلفية وجهاز للطاقة التوجيهية ومكابح وتكييف هوائي. وعلى صعيد السلامة، تضم «سولو» منطقتين مرنتين لامتصاص الصدمات في الأمام والخلف، وحماية جانبية من الصدمات، ونظاماً للتحكم بقوّة الدوران، وإطاراً من القضبان المعدنية في الخلف لحماية الركاب.
تتخذ شركة «إلكترا ميكانيكا» من مدينة فانكوفر مقراً لها، ولكن مركبة «سولو» صُنعت في الصين من قبل مجموعة «زونغشين» الصناعية في مصنع عملاق بمنطقة تشونغتشينغ. ووصلت أولى شحنات الإنتاج من المركبة الجديدة إلى الولايات المتحدة حديثاً، وجرى إرسال بعض المركبات إلى متاجر التجزئة الصغيرة كموقع «ويستفيلد يو تي سي». وكما هي الحال مع مركبات «تسلا» الكهربائية، لا يستطيع العملاء الذهاب لشراء السيارة وجلبها بأنفسهم، بل يحجزونها بطلب مسبق ليتم توصيلها إلى عنوانهم في تاريخ لاحق. يتطلب شراء «سولو» دفعة مسبقة تبلغ 250 دولاراً قابلة للإرجاع.
من جهة أخرى، أبدى إيفان دروري، مدير موقع «إدموندز.كوم» المختص في اتجاهات المركبات، تشاؤماً فيما يتعلق بمستقبل المركبات ذات المقعد الواحد.
وشرح دروري أن «الأسباب التي تزيد من صعوبة بيع هذا النوع من المركبات، كثيرة. فإذا كنتم تبحثون عن وسيلة نقل زهيدة وفعالة، فستواجهون ربما مشكلة في التجهيز، كغياب محطات الشحن الخاصة بالسيارات الكهربائية بالقرب من المكان أو المبنى الذي تقطنون فيه، أي إنكم ستكونون أمام كابوس لوجيستي غير بسيط. أما إذا كنتم لا تعانون من هذه المشكلة، فلا شك في أنكم تملكون أصلاً سيارة من (تسلا)».
وكانت «مرسيدس بنز» أعلنت العام الماضي أنها ستتوقف عن بيع سيارتها الذكية الكهربائية التي تضم مقعدين في أميركا الشمالية بسبب بطء مبيعاتها. وشدد دروري على أن «المركبات الصغيرة لا تُباع في الولايات المتحدة».
من جهته، قال ريفيرا إن السيارة الذكية الكهربائية «لم تصبح خياراً مطلوباً بعد» لأنها فشلت في فرض حضورها لجهة التصميم الخارجي والناحية الجمالية، ولكن «سولو» تقدم مساحة كافية لحمل الأمتعة أو أغراض البقالة. في الواقع، تعتزم «إلكترا ميكانيكا» إصدار تصميم رشيق من «سولو» سيأتي بحجم المركبة الحالية نفسه؛ ولكن من دون صندوق خلفي مقفل، بهدف زيادة مساحة الحمولة للخدمات التجارية والزبائن الذين يعملون في توصيل الطعام والحراسة الأمنية والميكانيكيين الذين يقصدون موقع عمل دون حمل كثير من الأدوات.
* «ذا سان دييغو يونيون تريبيون - خدمة «تريبيون ميديا»



الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي
TT

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

لطالما كان مجال طب الأسنان العدلي أو الجنائي ميداناً حيوياً في علم الطب الشرعي، إذ يقدم الأدلة الأساسية التي تساعد في كشف الجرائم وحل الألغاز القانونية.

الأسنان لتحديد الهوية

وتجرى التحقيقات الجنائية لحل الألغاز القانونية من خلال:

> تحديد الهوية: يتم استخدام الأسنان وبصمات الأسنان لتحديد هوية الأفراد في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو الجرائم، خصوصاً عندما تكون الجثث مشوهة أو متحللة.

> تحليل علامات العضّ: يساعد تحليل علامات العض الموجودة على الأجساد أو الأشياء في تحديد الجناة أو الضحايا من خلال مقارنة العلامات مع أسنان المشتبه بهم.

> تقييم العمر: يمكن لطب الأسنان الجنائي تقدير عمر الأفراد بناءً على تطور الأسنان وتركيبها، مما يساعد في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وحالات الاستغلال للأطفال.

> فحص الجثث المجهولة: يتم استخدام تقنيات طب الأسنان لفحص الجثث المجهولة والتعرف عليها من خلال السجلات الطبية للأسنان.

> الأدلة الفموية: يمكن للأدلة المستخرجة من الفم والأسنان أن توفر معلومات حول نمط حياة الأفراد، مثل النظام الغذائي والعادات الصحية، التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الجنائية.

> الكشف عن التزوير والتزييف: يمكن تحليل التركيبات السنية والأسنان المزيفة لتحديد التزوير والتزييف في الأدلة الجنائية.

> التشخيص المسبق: يستخدم طب الأسنان العدلي في تشخيص الإصابات الفموية وتحليلها لتحديد ما إذا كانت ناتجة عن أعمال جنائية أو غيرها.

دور الذكاء الاصطناعي

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تعزيز هذا المجال وجعله أكثر دقة وفاعلية. وسنستعرض كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح طب الأسنان العدلي ودوره المحوري في تحسين عملية التشخيص وتقديم الأدلة الجنائية.

> الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة، وهو ما كان يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لفرق من الأطباء والمختصين. أما الآن، فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحليل الصور الفموية والأشعة السينية وتحديد الهوية من خلال بصمات الأسنان بوقت قياسي قد لا يتجاوز الساعة.

> التشخيص الدقيق، يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الدقة في التشخيص من خلال تحليل البيانات الفموية مثل تحديد هوية العضات والعمر والجنس للضحايا من خلال الأسنان وعظم الفك وتحديد الأنماط غير المرئية بالعين المجردة. ويساعد هذا الأطباء في تمييز الحالات العادية من الحالات الحرجة التي قد تكون ذات صلة بالجرائم أو الحوادث.

> تحديد الهوية، يُعد تحديد الهوية من خلال الأسنان من أهم تطبيقات طب الأسنان العدلي، خصوصاً في حالات الكوارث أو الجثث غير معروفة الهوية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن مقارنة البيانات الفموية بسرعة مع قواعد بيانات السجلات الطبية الرقمية، مما يسهل عملية التعرف على الضحايا بدقة عالية. كما مكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من إعادة بناء الوجه بعد حوادث الغرق أو الحريق أو الطائرات لسهولة التعرف على الضحايا.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتوقع أن يصبح طب الأسنان العدلي أكثر تطوراً وفاعلية، فالذكاء الاصطناعي لا يقلل من الوقت والجهد فحسب، بل يساهم أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق نتائج أكثر دقة ومصداقية. بفضل التعاون بين الخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب الشرعي، يتم تطوير تطبيقات جديدة لتحديد العمر والجنس وحتى الأصل العرقي بناءً على تحليل الأسنان.

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان العدلي، هناك تحديات يجب التغلب عليها. ومن بين هذه التحديات ضرورة تحسين دقة الخوارزميات وتجنب التحيزات التي قد تؤثر على النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمرضى.

وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في طب الأسنان العدلي، يجب على المؤسسات التعليمية توفير التدريب اللازم للأطباء والمختصين في هذا المجال. يشمل ذلك تعليمهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، وفهم كيفية تفسير النتائج التي تنتج عن الخوارزميات الذكية.

وتبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق بوضوح أهمية التقنية في تحسين حياتنا وجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وعدالةً.