البرلمان العراقي يحيي الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس

رئيسا الوزراء والبرلمان تحاشيا الإشارة إلى الجنرال الإيراني

صورة نشرها إعلام «الحشد الشعبي» لفعالية إحياء ذكرى سليماني والمهندس في البرلمان العراقي أمس
صورة نشرها إعلام «الحشد الشعبي» لفعالية إحياء ذكرى سليماني والمهندس في البرلمان العراقي أمس
TT

البرلمان العراقي يحيي الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس

صورة نشرها إعلام «الحشد الشعبي» لفعالية إحياء ذكرى سليماني والمهندس في البرلمان العراقي أمس
صورة نشرها إعلام «الحشد الشعبي» لفعالية إحياء ذكرى سليماني والمهندس في البرلمان العراقي أمس

أحيا البرلمان العراقي أمس، الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق «القدس» الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد العراقي أبو مهدي المهندس بضربة صاروخية للطيران الأميركي في 3 يناير (كانون الثاني) 2020، ولا يُعرف على وجه الدقة الأسباب التي دعت كتلة «سند» الحليفة لإيران إلى استباق ذكرى الحادث بنحو أسبوعين وإقامة الاحتفال، لكنّ مصادر نيابية ترجّح أنها أرادت محاكاة الطريقة الإيرانية في ذلك، أو لأنها تتعذر إقامتها لتزامنها مع أعياد رأس السنة الميلادية وعدم وجود أعضاء البرلمان.
وحظى الحفل باهتمام استثنائي من قادة الكتل السياسية وكبار المسؤولين في الدولة، حيث شاركت فيه رئاسة البرلمان ممثلةً برئيسه محمد الحلبوسي، ونائبه الأول حسن الكعبي، وجمع من النواب، إضافة إلى حضور رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، ورئيس تحالف «الفتح» الحشدي هادي العامري، ورئيس تحالف «عراقيون» عمار الحكيم، إلى جانب السفير الإيراني في بغداد إيريج مسجدي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وعدد من رؤساء الكتل السياسية وقيادات «الحشد الشعبي» وقادة عسكريين وأمنيين، فيما اكتفى رئيسا الجمهورية والوزراء بكلمات في المناسبة تلاها ممثلان عنهما.
وامتلأت أروقة البرلمان وقاعاته بصور كبيرة للجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما الذين قُتلوا معهما في الحادث. وبينما لم تسجل أي جهة نيابية اعتراضها على انتشار صور الجنرال الإيراني في المعقل التشريعي للدولة العراقية، حضرت على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة من ناشطين لحضور سليماني، المتهم من قبلهم، بالتلاعب في مقدرات البلاد والتدخل السافر في شؤونه.
وتعليقاً على مراسم إحياء الذكرى، يقول مصدر نيابي، يفضّل عدم الإشارة إلى اسمه: إن «الأمر محيِّر حقاً، لا مشكلة في إحياء ذكرى أبو مهدي المهندس، لكن لا أحد يستطيع الاعتراض في مبنى سلطة التشريع على رفع صور سليماني، البرلمان ليس كتلة موحدة، هناك الرافض بشدة، وهناك الموالي لإيران، ومنهم من يتجنّب المشكلات، وهناك من ينافق». ويضيف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحدث في البرلمان والعراق شيء غريب ولا يمكن وصفه، الأمور مختلطة تماماً، حلفاء إيران في البرلمان يمارسون قمعاً ضمنياً لكل رأي مخالف، وليس أمام الشخصيات والكتل الضعيفة إلا الرضوخ والتسليم بما يجري، كان يمكن القبول بإحياء ذكرى مصرع المهندس ورفاقه، لكن بدا الأمر كأنه مخصص أساساً للجنرال سليماني». ويواصل: «الغريب حقاً أن أكثر المتحمسين لإحياء الذكرى يرتبطون بعلاقات عالية المستوى مع الجانب الأميركي الذي قتل سليماني والمهندس».
ورأى رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، خلال كلمة ألقاها نيابةً عنه كبير مستشاريه علي الشكري، أن «أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني كانا مثالاً لكل أحرار العالم»، فيما تحاشى رئيس الوزراء خلال الكلمة التي ألقاها ممثله في الاحتفال وزير الثقافة حسن ناظم، ذكر اسم سليماني، وقال: إن «الشهداء أنجزوا مهمتهم الوطنية وبقي علينا أن نديم وجودهم بيننا أسلحةً موجهة ضد الذين ينقصون من الدولة وتأسيسها». وأضاف ممثل رئيس الوزراء أن «الشهيد يرسل إلينا رسالتين: أن نتعلم التضحية، والثانية التي نتلقاها من شهداء العراق و(الشهيد) القائد أبو مهدي المهندس هي أن نعيدهم ونُديم وجودهم بيننا، هذه هي المهمة الأساسية».
كذلك، تحاشى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الإشارة إلى سليماني وركز على ذكر أبو مهدي المهندس، وقال خلال كلمته: «نستذكر باعتزاز عالٍ الوقفات المشهودة والمواقف الوطنية المعهودة للشهيد الحاج أبي مهدي المهندس، سواء حينما كان عضواً في مجلس النواب أم في مواجهة تنظيم (داعش)».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.