الكونغو تفتتح قنصلية عامة في الداخلة

انضافت للدول الأفريقية الـ16 التي فتحت مكاتب لها في الصحراء المغربية

وزير الخارجية المغربي ونظيرته من جمهورية الكونغو خلال حفل افتتاح القنصلية العامة بمدينة الداخلة أمس (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية المغربي ونظيرته من جمهورية الكونغو خلال حفل افتتاح القنصلية العامة بمدينة الداخلة أمس (الشرق الأوسط)
TT

الكونغو تفتتح قنصلية عامة في الداخلة

وزير الخارجية المغربي ونظيرته من جمهورية الكونغو خلال حفل افتتاح القنصلية العامة بمدينة الداخلة أمس (الشرق الأوسط)
وزير الخارجية المغربي ونظيرته من جمهورية الكونغو خلال حفل افتتاح القنصلية العامة بمدينة الداخلة أمس (الشرق الأوسط)

افتتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس، قنصلية عامة لها بالداخلة، وهي تاسع تمثيلية دبلوماسية يتم تدشينها في أقل من سنة بحاضرة إقليم وادي الذهب بالصحراء المغربية.
وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته من جمهورية الكونغو الديمقراطية ماري تومبا نزيزا.
ومنذ بداية السنة الحالية، شهدت مدينة الداخلة دينامية دبلوماسية قوية بافتتاح القنصليات العامة لكل من غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا، وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى هايتي، التي أضحت أول بلد غير عربي وغير أفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية.
وقال الوزير بوريطة إن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالداخلة «يعتبر حدثاً مهماً جداً»، بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الأفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.
وأضاف بوريطة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكونغولية، عقب تدشين القنصلية، أن هذا الأمر «مهم كذلك لأنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية». مسجلاً أن المغرب كان دائماً يلمس من جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا الموقف المناصر، مشيرا إلى أن الوزيرة تومبا نزيزا والرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي يعبران دائما في اجتماعات مجموعة (سادك)، من دون حرج وبشكل واضح، عن موقفهما الداعم لوحدة المغرب الترابية ولمغربية الصحراء.
كما أوضح بوريطة أن فتح هذه القنصلية «يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، وللتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الأفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية(الصحراء) للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء»، مبرزاً أن هذا الرقم «سيرتفع لأن أغلب الدول الأفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى، وأن أفريقيا في غنى عنه».
كما أشار بوريطة إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ عدد القنصليات 21 قنصلية.
من جهة أخرى، ذكر بوريطة بالقرار الأميركي «التاريخي» بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذه المدينة 10 قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزاً قنصلياً مهماً، مسجلاً أن الداخلة تعتبر ممراً استراتيجياً على الصعيد الدولي، لا سيما بين أوروبا وأفريقيا، وهذا ما يبوؤها مكانة هامة، ستزيد من وتيرة تطور المدينة، بمعية النموذج التنموي الجديد، الذي أطلقه الملك محمد السادس، وأنها ستجلب استثمارات وفرص شغل وتنمية اقتصادية واجتماعية.
من جهتها، قالت الوزيرة الكونغولية إن فتح قنصلية عامة لبلادها «يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها». مضيفة أن هذه القنصلية العامة «تسعى لتكون إطاراً إدارياً يحافظ على الروابط مع الجالية الكونغولية، وفضاء للتشاور وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية الثنائية. معبرة عن أملها في أن يشكل فتح قنصلية لبلادها بالداخلة «فأل خير يبشر بتنمية مثمرة بين البلدين».
في سياق ذلك، اعتبرت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن فتح قنصلية لبلادها بالداخلة يعد «مرحلة جديدة تطبع العلاقات التاريخية والمتميزة، التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتسمة على الخصوص بالتفاهم القائم بين الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فليكس تشيسكيدي». وشددت بهذا الخصوص، على أن هذه الروابط عززت علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين منذ سنة 1960، مجددة امتنان الشعب الكونغولي العميق ورئيسه تشيسكيدي للملك محمد السادس على المساعدة الطبية، التي قدمها لبلادها من أجل المساعدة على مواجهة جائحة كورونا بشكل فعال.
وأضافت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن بلادها رفضت على الدوام أي نزعة تستهدف بلقنة البلدان الأفريقية بشكل عام، والمملكة المغربية على وجه الخصوص، موضحة أنه في سنة 1984 اصطفت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جانب المغرب، عندما قرر مغادرة منظمة الوحدة الأفريقية.
وقالت إن «بلدنا لم يتردد لحظة واحدة في أن يحذو حذو المغرب، وينأى بنفسه عن المنظمة القارية، عبر تعليق مشاركته في أشغالها لأكثر من عامين». مشيرة في هذا الصدد إلى مشاركة جنود مغاربة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكونغو سنة 1960، وتدخل القوات المغربية بزائير سنتي 1977 و1978 بهدف مساعدة القوات المسلحة الزائيرية على طرد المتمردين خارج ترابها. فضلاً عن مشاركة المغرب ضمن كتيبة في بعثة منظمة الأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.