الوباء يعيد نماذج القطارات إلى الواجهة بعد سنوات من الركود في ألمانيا

شبكة قطارات في برلين استغرق تشييدها أكثر من ثلاثة عقود (أ.ف.ب)
شبكة قطارات في برلين استغرق تشييدها أكثر من ثلاثة عقود (أ.ف.ب)
TT

الوباء يعيد نماذج القطارات إلى الواجهة بعد سنوات من الركود في ألمانيا

شبكة قطارات في برلين استغرق تشييدها أكثر من ثلاثة عقود (أ.ف.ب)
شبكة قطارات في برلين استغرق تشييدها أكثر من ثلاثة عقود (أ.ف.ب)

يتفنن غيرهارد بيرندت منذ 30 عاما في تطوير شبكة قطارات مصغرة، وقد تسنى لهذا الرجل المقيم في برلين والبالغ 72 عاما، خلال الحجر المفروض لاحتواء جائحة كوفيد - 19، أن يزود مجسمه ببخار فعلي.
ويقول بيرندت الكثير الانشغالات عادة «هذه الهواية تتطلب وقتا. وقد انتهزت الوضع الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجد لتخصيص مزيد من الوقت لها».
وعلى غرار بيرندت، عكف الكثير من الألمان هذه السنة على تطوير نماذج قطارات منمنمة وغيرها من التصاميم المماثلة، إذ دفعهم مكوثهم في منازلهم إلى البحث عن وسائل جديدة للترفيه لا تتطلب الخروج.
وانعكس هذا الوضع إيجابا على قطاع الألعاب في ألمانيا الذي يتبوأ الصدارة على الصعيد الأوروبي، ومن المتوقع أن يحقق رقم أعمال بقيمة 3.7 مليارات يورو سنة 2020، بارتفاع نسبته 8 في المائة في خلال سنة، بحسب اتحاد صانعي الألعاب (بي في إس).
وشهدت مبيعات ألعاب الطاولة الجماعية والأحاجي والألعاب الخارجية ورزم البناء ارتفاعا شديدا، وفق المصدر عينه.
وعادت سوق القطارات المصغرة إلى سكة السلامة بعد سنوات من الركود.
وتلقى هذه الهواية إقبالا خاصا في ألمانيا حيث أكبر شبكة للقطارات المصغرة في العالم («مينياتور فوندرلاند» في هامبورغ). ولا يتوانى حتى وزير الداخلية المحافظ هورست زيهوفر عن التباهي بمجسمه الخاص.
وشهدت شركة «ميركلين»، المحرك الرئيسي لسوق النماذج العالية المستوى، ارتفاعا بنسبة 50 في المائة في طلبياتها في خلال سنة، وذلك في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في وقت فرضت قيود جديدة في ألمانيا.
لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الزخم المحقق هذه السنة سيتواصل بعد الوباء.
ولا شك في أن هذه الفرضية تنطبق على بيرندت الذي أنفق وقتذاك 30 ماركا ألمانيا من أول راتب له لشراء رزمته الأولى ولم يتوقف مذاك عن تنمية هوايته هذه.
وباتت شبكته تضم اليوم 30 قطارا و300 مجسم صغير وتحتل الصالون بأكمله. وهو سيرفعها بملفاف إلى أعلى القاعة وقت رفع القيود وعودة الحياة إلى طبيعتها.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.