بعد فرنجية وجنبلاط... جعجع يطالب عون بالتنحي

TT

بعد فرنجية وجنبلاط... جعجع يطالب عون بالتنحي

دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الرئيس اللبناني ميشال عون للتنحي، في ثاني دعوة خلال يومين من زعماء مسيحيين لعون بالاستقالة في ظل تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، فيما قال «التيار الوطني الحر»، أمس، إن التأخير بتشكيل الحكومة «محاولة لتجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية كشريك كامل في التأليف».
وقال جعجع، أمس، بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» في معراب، «لو كنت مكان رئيس الجمهورية لاستقلت»، مضيفاً: «على كل المجموعة الحاكمة التنحي».
وهذه هي الدعوة الثانية خلال أيام قليلة التي تصدر عن زعماء قوى مسيحية بارزة، فقد قال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في إطلالة تلفزيونية، يوم الخميس الماضي، رداً على سؤال عما إذا كان يدعو عون للتنحي، «من يحب الرئيس عون يقول له ارحل»، مضيفاً: «لو كنت رئيساً للجمهورية في هذه المرحلة لتنحيت».
وجاءت الدعوتان بعد تصريح لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، قال فيه: «بعد هذا الفشل عليه أن يتيقن بأنه فشل»، في إشارة إلى عون، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى أنه طرح موضوع استقالة الرئيس «لكن المؤسسة المارونية، أي البطريرك الراعي، وسمير جعجع وغيرهما قالوا هذا خط أحمر»، مذكراً بموقف البطريرك الراحل نصر الله صفير «عندما طرحنا الصعود إلى بعبدا في عام 2005 وقال إنها خط أحمر».
وتطرق جعجع في تصريحه أمس إلى ملف انفجار مرفأ بيروت، قائلاً: «كنا نتمنى أن يصل التحقيق المحلي إلى نتيجة، وألا توضع العراقيل في طريقه»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن نصل إلى الحقيقة إلا من خلال لجنة تقصي حقائق»، مردفاً: «على رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال الطلب من الدول الصديقة التوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تقصي حقائق عوضاً عن تقاذف التهم».
يأتي ذلك في ظل تعثر في تشكيل الحكومة، وقالت الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» بعد اجتماعها الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل، «إن التأخير الحاصل في عملية تشكيل الحكومة مردُه، في شقه الداخلي الظاهر، إلى وجود محاولة واضحة لتجاوز الصلاحية الدستورية لرئيس الجمهورية كشريك كامل في عملية تأليف الحكومة وكرئيس للبلاد، والإصرار من جانب رئيس الحكومة المُكلف على القفز فوق الميثاقية، وعلى عدم اعتماد معايير واضحة وواحدة للتعامل مع كافة اللبنانيين». وتحدثت الهيئة عن «وجود نية للقفز فوق التوازنات الوطنية، وللعودة إلى زمن التهميش وقضم الحقوق، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه».
في المقابل، قال عضو «كتلة المستقبل» النائب هادي حبيش، إن «جميع الأفرقاء قبلوا بوحدة المعايير، وبتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الأحزاب السياسية، أما القول اليوم الذي نسمعه من الرئيس عون والوزير باسيل بتمثيل الأحزاب في الحكومة، فأين أصبحت المبادرة الفرنسية، وهل كانت تتكلم عن تمثيل الأحزاب؟»، وقال في حديث تلفزيوني: «لا نريد أن نعود إلى حكومة الرئيس دياب، بعنوان اختصاصي، وتمثيل سياسي».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.