اتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتغافل عن الجرائم في المجتمع العربي

TT

اتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتغافل عن الجرائم في المجتمع العربي

قال النائب في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، من القائمة المشتركة، إن الشرطة الإسرائيلية وحدها هي القادرة على دحر الجريمة من المجتمع العربي.
وأضاف الطيبي بعد ليلة دامية قُتل فيها 3 من عائلة واحدة في منطقة باقة الغربية: «المشكلة ليست كامنة في الميزانيات بل الحديث يدور عن عدم اتخاذ الشرطة قراراً حازماً بالتحرك ضد الجريمة المنظمة في المدن والقرى العربية وضد فرض الإتاوات».
وجاء حديث الطيبي بعد ليلة قُتل فيها 3 من عائلة واحدة في قرية جت، ومدينة باقة الغربية في منطقة المثلث، في جريمتي إطلاق نار. وقتل مسلحون أمير أبو حسين (25 عاماً) من باقة الغربية، ثم قتلوا أقاربه، الشقيقين أحمد (33 عاماً) ومحمد (41 عاماً) شرقية، من قرية جت.
وهزّت الجريمة منطقة باقة الغربية التي نودي أبناؤها إلى اجتماع طارئ مشترك بين مجلس جت المحلّي وبلديّة باقة الغربيّة، بمشاركة وفود عن لجنة المتابعة والقائمة المشتركة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحليّة، وناشطين ومسؤولين.
وسلطت الجريمة الضوء بشكل أعمق على مستوى العنف في المجتمع العربي في إسرائيل. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنه قُتل منذ مطلع الشهر الجاري 14 شخصاً بينهم امرأة في جرائم مختلفة تضاف إلى سلسلة لا متناهية من أحداث العنف والجريمة في المجتمع العربي. وأكدت الصحيفة أن عدد قتلى الجرائم في أوساط الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، ارتفع إلى 95 منذ بداية العام، وهذا هو أعلى رقم يُسجّل منذ نحو 20 عاماً. وحسب الصحيفة، فإن 140 شخصاً قُتلوا في إسرائيل منذ بداية العام، منهم 95 من الفلسطينيين، أي بنسبة 67% من مجمل عدد القتلى.
وخلال الأسبوع الماضي قُتل 7 فلسطينيين في جرائم شهدتها عدة مناطق داخل الخط الأخضر.
ومنذ بداية العام، حلّت الشرطة الإسرائيلية لغز 53% من الجرائم، 21% فقط منها في الوسط العربي. وفي العام الماضي، بلغ عدد القتلى في المجتمع العربي 91. وأدى العدد الكبير إلى احتجاجات واسعة النطاق بين الجمهور العربي.
ويستمر العنف في المجتمع العربي على الرغم من احتجاجات واسعة قامت بها العام الماضي لجنة المتابعة العربية.
وتسعى اللجنة هذا العام لتجديد الاحتجاجات المطالبة بمعالجة العنف المتصاعد، حيث ستتجه يوم الاثنين قافلة سيارات من وادي عارة إلى مقر الكنيست في القدس. ويطالب العرب الحكومة بوضع حد للجريمة والعنف عبر إجراءات حازمة من الشرطة، وليس التحريض على المجتمع العربي وثقافته، وذلك بعد أن هاجم مسؤولون إسرائيليون الثقافة العربية فيما يخص العنف والتعامل مع الدولة.
لكنّ المسؤولين في إسرائيل يقولون إن المجتمع العربي يتسم بثقافة العنف ولا يتعاون مع الشرطة.
واستذكرت جمعية «مبادرات إبراهيم» المعنية بتحقيق المساواة بين أبناء الشعبين في إسرائيل، أنه قبل خمسة أسابيع أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن نيته المصادقة على الخطة الحكومية لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، ومنذ ذلك الوقت قُتل سبعة عشر مواطناً عربياً.
وقالت الجمعية إنه في الوقت الذي يتشاجر فيه السياسيون على ميزانية الدولة يدفع العرب الثمن بفقدان حياتهم.
وأضاف مسؤولون في الجمعية أن «حياة المواطنين العرب ليست للهدر، وأن المطلوب الآن قرار حكومي وميزانية لمكافحة العنف».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.