تقرير: بريطانيا طلبت مساعدة موغابي لإقناع القذافي بتسليم المشتبه بهم بقضية لوكربي

رئيس زمبابوي الراحل روبرت موغابي (أ.ف.ب)
رئيس زمبابوي الراحل روبرت موغابي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: بريطانيا طلبت مساعدة موغابي لإقناع القذافي بتسليم المشتبه بهم بقضية لوكربي

رئيس زمبابوي الراحل روبرت موغابي (أ.ف.ب)
رئيس زمبابوي الراحل روبرت موغابي (أ.ف.ب)

كشف تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، أن بريطانيا طلبت المساعدة من رئيس زمبابوي الراحل روبرت موغابي في إقناع العقيد معمر القذافي بتسليم المشتبه بهم في قضية لوكربي.
وشجبت الحكومات البريطانية المتعاقبة الزعيم الزيمبابوي، ووصفته بأنه «طاغية»، مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان وسوء الإدارة الاقتصادية؛ لكن اتضح أن وزراء في هذه الحكومات «طلبوا مساعدته على انفراد»، وفقاً للتقرير.
وكشفت وثائق صدرت حديثاً أن مسؤولين بريطانيين أجروا محادثات مع ناثان شاموياريرا، وزير خارجية زمبابوي وحليف موغابي الموثوق به في ديسمبر (كانون الأول) 1991، بعد شهر من إصدار المحامي الاسكوتلندي والنائب العام الأميركي لوائح اتهام باعتقال المشتَبهَين الليبيين عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفة فهيمة.
وحسب التقرير، فإن النظام في زيمبابوي لم يكن مستعداً لمساعدة مستعمريه السابقين، وقال شاموياريرا: «إن على زيمبابوي أن تترك الأميركيين والبريطانيين لحل هذه المشكلة مباشرة مع الليبيين». ووقتها، قال دوغلاس هيرد وزير الخارجية البريطاني الأسبق: «أظن أن هناك أيضاً بقايا قوية من الولاء لليبيا بسبب المساعدة الكبيرة التي قدمها نظام القذافي لزيمبابوي قبل الاستقلال».
وقضية لوكربي هي قضية جنائية ترتبت على سقوط طائرة ركاب أميركية أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي في اسكوتلندا سنة 1988. وقد نجم عن الحادث مقتل 259 شخصاً هم جميع من كان على متن الطائرة، و11 شخصاً من سكان القرية.
وعقب إجراء تحقيق مدته ثلاث سنوات صدرت أوامر بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين في نوفمبر (تشرين الثاني) 1991. وفي عام 1999 قام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بتسليم الرجلين للمحاكمة في هولندا، بعد مفاوضات مطولة وعقوبات من جانب الأمم المتحدة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.