موجز كورونا

TT

موجز كورونا

غوتيريش: اللقاحات يجب أن تكون منفعة عالمية
برلين - «الشرق الأوسط»: دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى توزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. وقال غوتيريش، أمس (الجمعة)، في برلين، في كلمة ألقاها في البرلمان الألماني (بوندستاج)، «من المهم الآن النظر إلى اللقاحات على أنها منفعة عامة عالمية... يجب أن تكون متاحة، وبأسعار معقولة في كل مكان وللجميع». وأعرب غوتيريش عن تقديره العميق لمؤسسي شركة «بيونتيك» الألمانية للأدوية الحيوية، أوجور شاهين وأوزليم توريشي، على «مساهمتهما العظيمة في تطوير لقاح»، كما شكر الحكومة الألمانية على التزامها بتطوير وتوزيع عادل للقاحات والتشخيصات والعلاجات. وقال إنه يجب أيضاً التصدي لـ«فيروس التضليل»، وأضاف: «في جميع أنحاء العالم نرى الشعبوية تتجاهل العلم وتضلل الناس. المعلومات المضللة والخرافات ونظريات المؤامرة الجامحة في انتشار»، مؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل على «بناء الثقة في التطعيم - على أساس العلم والحقائق».

إجمالي الوفيات في إيران 53 ألفاً
طهران - «الشرق الأوسط»: أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي، سيما سادات لاري، ارتفاع إجمالي عدد الوفيات بمرض «كوفيد - 19» في البلاد، حتى أمس، إلى 53 ألفاً و273 شخصاً، بعد تسجيل 178 حالة وفاة جديدة بـ«كورونا» خلال الساعات الـ24 الماضية. كما أعلنت لاري تسجيل 7 آلاف و121 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إجمالي الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد، إلى مليون و145 ألفاً و651 شخصاً، حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وأضافت أن 1085 شخصاً من إجمالي المصابين بالفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية يتلقون العلاج في المستشفيات، فيما 5 آلاف و627 من المصابين في البلاد في وضع حرج ويخضعون للعناية المركزة. وتابعت أن عدد المتعافين من الفيروس في إيران بلغ 865 ألفاً و474 شخصاً حتى أمس. كما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة، أن 6 ملايين و944 ألفاً و462 شخصاً خضعوا حتى الآن لاختبار الكشف عن الإصابة بـ«كورونا» في جميع أنحاء البلاد.

العمال المهاجرون يواجهون مخاطر الوباء
بانكوك - «الشرق الأوسط»: ذكر تقرير نشرته الأمم المتحدة، أمس، أن العمال المهاجرين في آسيا يواجهون مخاطر من وباء فيروس كورونا أكبر من مواطني الدول الآسيوية نفسها، وربما يعانون اقتصادياً بشكل أكبر من القيود المتعلقة بالفيروس. وأضاف تقرير الأمم المتحدة أنه مع اضطلاع الكثيرين منهم بـ«أدوار العمال الأساسيين»، فإن العمال المهاجرين في المنطقة الذين يبلغ عددهم حوالي مائة مليون عامل «ربما يكونون عرضة بشكل أكبر للإصابة بالفيروس»، ويفتقرون إلى رعاية صحية وخدمات أساسية أخرى، وتتقطع بهم السبل في بلدان بدون عمل ولا حماية اجتماعية، ويواجهون كراهية للأجانب بشكل واسع.
وفي بيان صدر اليوم الجمعة بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، قال رئيس وزراء سنغافورة، لي هسين لونغ، للعمال المهاجرين في بلاده، «إنكم محل ترحاب كأعضاء في مجتمعنا. إذا أصابكم المرض، فإننا على يقين أنكم ستحصلون على رعاية طبية».

اليونان تعتزم بدء التطعيم نهاية الشهر الحالي
أثينا - «الشرق الأوسط»: أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، اعتزام بلاده بدء حملة تطعيم ضد «كورونا» في 27 من الشهر الحالي، وتوقع وصول الشحنات الأولى قبل يوم من موعدها. وأضاف في الاجتماع الذي تناول تنسيق برنامج التطعيم أن المواطنين سوف يتلقون اللقاح في خمسة مستشفيات في أثينا وتيسالونيكي، حسب ما تداولته التقارير التلفزيونية. وقال رئيس الوزراء إن موظفي المستشفيات وهؤلاء الذين يعيشون أو يعملون في دور الرعاية سوف يتلقون اللقاح أولاً، يليهم الأشخاص الذين تجاوزوا الـ65 عاماً. وبالمقارنة بدول أخرى في أوروبا، فإن اليونان لديها إصابات قليلة نسبياً فيروس كورونا، ولكن لديها أيضاً وحدات رعاية مركزة أقل، وأغلبها ممتلئة بالفعل. وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة الماضية، سجلت اليونان 1155 إصابة جديدة. وحتى الآن توفي 3948 شخصاً جراء «كوفيد - 19» الناتج عن الفيروس. وفي حين أن الحكومة فرضت إغلاقاً صارماً نسبياً في أوائل الشهر الماضي ما زالت مستويات العدوى مرتفعة على نحو مقلق في العديد من المدن، لا سيما في تيسالونيكي. ويقول خبراء الصحة إن الأعداد لن تتراجع بالسرعة المأمولة.

ماليزيا تخفف قيود «كورونا»
كوالالمبور - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الدفاع الماليزي إسماعيل صبري يعقوب، أمس، أن بلاده تستعد لإعادة فتح قطاعات الرياضة والاستجمام والسياحة والثقافة مع اتباع الإرشادات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن الوزير يعقوب قوله إن الحكومة الماليزية ستخفف من القيود المفروضة على قطاعي السياحة والثقافة، ابتداءً من اليوم (السبت) على مستوى البلاد، باستثناء المناطق الخاضعة للنظام المعزز المقيد لحرية التنقل. وتابع وزير الدفاع الماليزي قائلاً إنه سيجري إعادة فتح قطاع سياحة الحوافز والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، بالإضافة إلى المقاصد السياحية والمراكز الثقافية والتراثية والمتنزهات الترفيهية وأماكن الترفيه العائلي بطاقة 50 في المائة. وأوضح الوزير يعقوب أن العروض المسرحية قد تقام بدون جمهور. وأشار الوزير إلى أنه سيتم إعادة فتح قطاعي الرياضة والترفيه في الأول من الشهر المقبل على مستوى البلاد، باستثناء المناطق الخاضعة للنظام المعزز المقيد لحرية التنقل. كما سيتم افتتاح الملاعب الرياضية بسعة محدودة في المناطق الخاضعة لنظام تقييد الحركة نحو التعافي.

إسبانيا تطلق حملة التطعيم في 27 ديسمبر
مدريد - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الصحة الإسباني سالفادور إيا، أمس، أن بلاده ستبدأ تطعيم سكانها ضد فيروس كورونا المستجد اعتباراً من 27 من الشهر الحالي، أي غداة حصولها على أولى جرعات اللقاح. ويأتي الإعلان بعدما أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ حملات التطعيم مع لقاح «فايزر - بايونتيك» بين 27 و29 من الشهر الحالي. وإسبانيا هي من أولى دول الاتحاد الأوروبي التي تحدد موعداً لبدء حملة التلقيح منذ إعلان فون دير لايين. وتبحث الوكالة الأوروبية للأدوية في 21 من الشهر الحالي طلب الترخيص لهذا اللقاح. وقال إيا إن توافر اللقاح «يعني بداية نهاية الجائحة وليس النهاية. يجب أن نبقى يقظين». ودعا الإسبان إلى «الحذر الشديد» خلال أعياد نهاية السنة. وستبدأ إسبانيا حملة التلقيح مع أكثر الأشخاص ضعفاً أو عرضة للفيروس مثل نزلاء دور العجزة والطواقم الطبية.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟