إردوغان والكاظمي يؤكدان رغبتهما في تعزيز العلاقات التركية ـ العراقية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد أمس (رئاسة الوزراء)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد أمس (رئاسة الوزراء)
TT

إردوغان والكاظمي يؤكدان رغبتهما في تعزيز العلاقات التركية ـ العراقية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد أمس (رئاسة الوزراء)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد أمس (رئاسة الوزراء)

عبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي عن رغبتهما في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وحل أي نقاط خلاف في هذا الإطار.
وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع الكاظمي عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة، أمس (الخميس)، إن بلاده تدعم إعادة إعمار العراق ووحدة أراضيه وكيانه السياسي ومستعدة لتقديم جميع أشكال الدعم في هذا الصدد. وأضاف: «نعتبر جميع أطياف الشعب العراقي أشقاء لنا بغض النظر عن الطائفة أو العرق»، لافتاً إلى إمكانية رفع حجم التبادل التجاري بين الجارتين إلى 20 مليار دولار سنوياً.
وتابع الرئيس التركي أنه «مع إصلاح خط الأنابيب بين تركيا والعراق، الذي دمره تنظيم داعش الإرهابي. نرغب في ضخ نفط كركوك إلى الأسواق العالمية بكميات أكبر كما أن تركيا تؤكد ضرورة اعتبار قضية المياه مجالاً للتعاون، وليس النزاع بين البلدين».
وقال إردوغان إن المنطقة لن تنعم بالسلام قبل أن يتم سحق «رأس الإرهاب» بالكامل، مضيفاً أنه لا مكان أبداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي وصفه بـ«المنظمة الإرهابية الانفصالية» في مستقبل تركيا والعراق وسوريا، وتابع: «قررنا مع السيد الكاظمي مواصلة مكافحة الأعداء المشتركين المتمثلين بتنظيمات داعش والعمال الكردستاني ومنظمة غولن الإرهابية»، في إشارة إلى حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا، التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016.
وأشار إردوغان إلى أنه يعتزم زيارة العراق لحضور اجتماع المجلس الاستراتيجي التركي - العراقي رفيع المستوى في أقرب وقت.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن العراق يتطلع إلى مزيد من تعزيز العلاقات مع تركيا، قائلاً: «العراق يعمل على تعزيز علاقاته مع جيرانه ولن يكون بمحور ضد آخر». وأضاف: «العراق لن يدخل في أي محاور إقليمية أو دولية ضد أي طرف آخر، كما يدين أي عمل ينطلق من أراضيه لتهديد الأراضي التركية، وقبل يومين حصل اعتداء تصدت له قواتنا المسلحة من البيشمركة، ونحن نرفض الإرهاب ونتعاون مع تركيا في مكافحته».
وذكر الكاظمي أن «العراق يثق بقدرة الشركات التركية على العمل بنجاح في العراق وأبوابنا مفتوحة أمام رجال الأعمال الأتراك، ونعمل على التوصل لخطة عمل مشتركة في ملف المياه، كما تم تفعيل المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين». وأضاف: «وقعنا اليوم مع الجانب التركي اتفاقية لإلغاء الازدواج الضريبي، ونتطلع لزيارة إردوغان إلى بغداد».
وأشار الكاظمي إلى أن الجانبين بحثا أيضاً سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين بغداد وأنقرة، فضلاً عن دعوة الشركات التركية للاستثمار في العراق في مختلف القطاعات.
وجرى التوقيع على اتفاقيتين؛ الأولى لمنع الازدواج الضريبي، والثانية للتعاون الثقافي وقعها وزيرا خارجية البلدين خلال اجتماع برئاسة إردوغان والكاظمي.
وتأسس مجلس التعاون الاستراتيجي التركي العراقي عام 2008، وفي عام 2009 تم توقيع 48 اتفاقية في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد والتجارة، ويساهم العراق في مد تركيا باحتياجاتها من النفط بنحو 15 في المائة من إجمالي احتياجاتها.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 15.8 مليار دولار في 2019 من 13 مليار دولار عام 2018. ويتطلع البلدان إلى زيادته إلى 20 مليار دولار سنوياً.
وكما بحث إردوغان والكاظمي في أنقرة التعاون في مكافحة الإرهاب وقضية مياه نهر دجلة والوجود العسكري التركي في شمال العراق والعمليات العسكرية التي تنفذها القوات التركية لاستهداف «حزب العمال الكردستاني» في المنطقة وعدد من القضايا الإقليمية أهمها التطورات في سوريا.
وقالت مصادر تركية إنه تم بحث تطوير التعاون الأمني بين البلدين وإلغاء تأشيرات الدخول والإقامات بالنسبة للعراقيين ومكافحة غسل الأموال، وقضية الأموال العراقية المجمدة.
ويثير الوجود العسكري التركي في شمال العراق والعمليات العسكرية المستمرة للجيش التركي التي تستهدف مواقع العمال الكردستاني في المنطقة توتراً بين حين وآخر بين بغداد وأنقرة.
وأطلقت تركيا منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي عمليتين عسكريتين (جوية وبرية) داخل أراضي إقليم كردستان العراق، تقول إنها تستهدف من خلالهما مواقع حزب العمال الكردستاني تسببتا بأضرار كبيرة من الناحيتين المادية والبشرية وأثارتا توتراً واسعاً بسبب اعتبار بغداد مثل هذه العمليات اعتداء على سيادة العراق. وتم استدعاء السفير التركي في بغداد عند انطلاق العمليتين، وإبلاغه احتجاجاً رسمياً من جانب الحكومة العراقية.
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين أن السياسة التي ينتهجها العراق تعول على الحوار والتنسيق والالتزام بتحقيق المصالح المشتركة كسبل لحل الأزمات.
وتناول حسين، خلال لقائه عدداً من سفراء ورؤساء بعثات الدول العربية المعتمدة في تركيا بمقر السفارة العراقية في أنقرة، أمس، أهم التحديات التي تواجه العراق في مختلف المجالات وسبل حلها، في إطار الحوار والتنسيق ومراعاة المصالح المشتركة.
وأجرى فؤاد مباحثات في أنقرة، الأربعاء، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في إطار التمهيد لزيارة الكاظمي التي بدأت أمس، وهي الأولى لرئيس الوزراء العراقي منذ توليه منصبه في مايو (أيار) الماضي.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.