السعودية تطلق أكبر عملية تطعيم في تاريخها

الربيعة لـ «الشرق الأوسط»: نبحث عن اللقاحات المأمونة وسيكون هناك أكثر من مصدر

أول سيدة سعودية تتلقى اللقاح تشير بعلامة الثقة (أ.ف.ب)
أول سيدة سعودية تتلقى اللقاح تشير بعلامة الثقة (أ.ف.ب)
TT

السعودية تطلق أكبر عملية تطعيم في تاريخها

أول سيدة سعودية تتلقى اللقاح تشير بعلامة الثقة (أ.ف.ب)
أول سيدة سعودية تتلقى اللقاح تشير بعلامة الثقة (أ.ف.ب)

أصبحت السعودية أول دولة عربية تبدأ حملة تطعيم لسكانها، حيث أطلقت أمس (الخميس)، أكبر حملة تطعيم في تاريخها، ضد فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، منطلقة في أولى مراحلها للأفراد الأكثر حاجة، باستعدادات نوعية ورسائل طمأنة على سلامة اللقاح، مع استمرار وصول جرعات لقاح «فايزر» إلى البلاد.
بداية الحملة كانت من العاصمة الرياض، وتحديداً مركز لقاحات «كورونا»، الذي يضم أكثر من 550 عيادة، جُهزت بغرف تطعيم، وطواقم طبية عديدة، بتشديد على تعقيم مواقعه كافة، حيث يعد الموقع الأول للتطعيم، والذي سيتبعه مراكز أخرى في مختلف مناطق البلاد، خلال الأيام القادمة.
وتلقى وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة اللقاح أمام عدسات وسائل الإعلام، لتكون رسالة للتأكيد على سلامة اللقاح، تبعه العديد من المواطنين والمقيمين الذين وجدوا في المركز لتلقي اللقاح.
الوزير الربيعة، أكد بعد أخذ اللقاح، في حديث لوسائل الإعلام، أن اليوم (أمس) «بداية الانفراجة للأزمة، وذلك بأكبر حملة تحصين في تاريخ السعودية»، على حد قوله، حيث كانت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيراً إلى جهود ومتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لتوفير اللقاحات وبعدالة للجميع.
وقال الربيعة إنه خلال الشهور التسعة الماضية كان يتابع بقلق أعداد الإصابات، في حين أنه اليوم سيبدأ بسعادة متابعة أرقام الحاصلين على اللقاح، مؤكداً أنه بصحة وعافية بعد أخذه للقاح، في أول مركز للقاحات، والذي يوجد به أكثر من 550 عيادة، لضمان وجود كمية كافية من العيادات لإعطاء أكبر عدد من اللقاحات.
وأشار وزير الصحة إلى أنه ستكون هناك مراكز لقاحات في جميع مناطق المملكة، مشيدا بجهود اللجان العلمية المختلفة، في متابعة سلامة الجميع وسلامة اللقاح وضمان مأمونيته، خاصاً بالشكر اللجنة العلمية للقاحات واللجنة الوطنية للأمراض المعدية، إضافة إلى الهيئة العامة للغذاء والدواء.
وبعد أن اعتمدت السعودية لقاح «فايزر» كأول لقاح، قال الوزير الربيعة، في تعليق على سؤال «الشرق الأوسط»: «نبحث بشكل مستمر عن اللقاحات المأمونة لاعتمادها وتوفيرها، حيث سيكون هناك أكثر من مصدر»، مؤكداً «أننا حريصون على مأمونية اللقاحات، حيث إن هناك لجانا علمية من علماء سعوديين، لضمان سلامة اللقاح، وهم حريصون على توفير اللقاحات للجميع»، مؤكداً أن «كل شخص سوف يحصل على اللقاح، وفقاً للمراحل المعلنة، وعوامل الأفراد، من العمر والصحة وغيرها». وأشار إلى أن أخذ اللقاح سيكون عبر مرحلتين، بينها 3 أسابيع، حيث سيكون متابعة لتواريخ التطعيم عبر نظام إلكتروني، وأن الحملة ستستمر عدة أشهر.
من جهته، قال الدكتور هاني جوخدار، رئيس اللجنة الوطنية للأمراض المعدية، إن اللجنة هي المختصة بجميع الأمراض المعدية في السعودية، وكان لها دور كبير في جائحة (كوفيد - 19)، مشيراً إلى أن جميع البروتوكولات والإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها في المملكة، كانت صادرة من هذه اللجنة، حيث أوصت بتوفير تطعيمات للمواطنين والمقيمين، كما تم تعميد الشراء من قبل الجهات العليا، في حين أنهم وضعوا الفئات والمراحل المختصة للتطعيمات.
بدوره، قال الدكتور زياد ميمش، رئيس لجنة اللقاحات بالشراكة، إنهم خلال الشهور الثمانية الماضية كانوا يجتمعون بشكل يومي لمراجعة الأبحاث والدراسات التي تقوم على موضوع اللقاحات، حيث كانت هناك متابعة مع الشركات المصنعة للقاحات، ومراجعة الهيئات الرقابية على مستوى العالم للتأكد من اعتماد اللقاحات، قائلاً إن وصول أول لقاح للسعودية «فايزر» تم إقراره من قبل هيئات الغذاء والدواء في السعودية وأميركا وكندا وبريطانيا، مؤكداً أنه لقاح آمن.



دعوة إماراتية أردنية لتكثيف العمل لمنع اتساع الصراع في المنطقة

الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال حضور توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال حضور توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
TT

دعوة إماراتية أردنية لتكثيف العمل لمنع اتساع الصراع في المنطقة

الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال حضور توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال حضور توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين العلاقات الثنائية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية... وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في تحقيق رؤية البلدين، وأولويات التنمية والازدهار المستدام اللذين يتطلعان إليهما.

وجاء ذلك خلال استقبال ملك الأردن، في قصر بسمان بعمَّان، رئيس دولة الإمارات والوفد المرافق له الذي يقوم بزيارة عمل إلى الأردن، حيث استعرض الجانبان، خلال اللقاء، مسارات التعاون الإماراتي ـ الأردني في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة... وغيرها، مؤكدين في هذا السياق اهتمامهما المشترك ببناء شراكات اقتصادية استراتيجية تلبِّي تطلعات شعبي البلدين إلى التنمية والتقدم، وتعزز آفاق تعاونهما على مختلف المستويات، وذلك انطلاقاً من رؤية مشتركة طموحة لبناء اقتصاد مزدهر ومستدام يقوم على مواصلة استكشاف مزيد من فرص التعاون المثمر بين البلدين.

وأكد الطرفان أهمية توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي يوقِّعها البلدان خلال الزيارة، وهي تأتي نتيجة مسار طويل من العلاقات الاقتصادية المثمرة، وقاعدة واسعة من الفرص لتنميتها في المستقبل.

واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والمستجدات في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين أهمية تعزيز الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، بجانب دفع الجهود المشتركة للاستجابة للأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

كما شدد الجانبان على موقف البلدين الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه ووقوفهما مع الشعب اللبناني، إضافة إلى ضرورة التحرك الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان، وتوفير الحماية للمدنيين فيه.

وأكد الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين ضرورة تكثيف العمل من أجل منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى العمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع. وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي المشترك سواء على المستوى الثنائي أم الجماعي، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة.

إضافة إلى ذلك، وقَّعت الإمارات والأردن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي تهدف لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى مستويات جديدة من النمو المتبادل، بجانب توفير مزيد من فرص العمل في الجانبين، وتحسين سلاسل التوريد، وتسريع نمو القطاعات ذات الأولوية.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والأردن، حيث وقَّع الاتفاقية ــ خلال المراسم التي جرت في قصر بسمان ــ الدكتور ثاني الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، والمهندس يعرب القضاة وزير الصناعة والتجارة والتموين في الأردن، كما شهد الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني توقيع اتفاقية التعاون الإداري في المسائل الجمركية بين دولة الإمارات والأردن.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن توقيع الاتفاقية ـ التي تعد الأولى لدولة الإمارات مع دولة عربية ــ يعد تطوراً طبيعياً للعلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع دولتي الإمارات والأردن، وأكد أن الاتفاقية تشكل قاعدة مهمة لتعزيز التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي بين البلدين بجانب بناء مزيد من الشراكات المثمرة، وإطلاق حقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري طويل الأجل بما يحقق النمو الاقتصادي المستدام في البلدين الشقيقين والازدهار في المنطقة بشكل عام.

من جانبه، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن تطلُّعه إلى أن تسهم الاتفاقية في تحقيق رؤية البلدين المشتركة تجاه التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام، وفتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي بين البلدين، مثمناً دعم دولة الإمارات الجهود التنموية في الأردن.

ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن توقيع الاتفاقية التاريخية ينطلق من قاعدة صلبة من العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين دولتي الإمارات والأردن، بعد أن تخطت التجارة الثنائية غير النفطية 4.2 مليار دولار، بينما تواصل مسارها الصاعد بعدما سجلت 2.7 مليار دولار خلال النصف الأول من 2024 بنمو أكثر من 36.8 في المائة مقارنةً مع الفترة نفسها من 2023.

ووفقاً لدراسات الجدوى، ستسهم الاتفاقية في تحفيز التدفقات التجارية المتبادلة عبر إزالة أو تخفيض القيود التجارية والتدابير غير التعريفية على المنتجات السلعية والخدمية. ويعد الأردن حالياً ثالث أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات خارج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تعد الإمارات أكبر مستثمر في الأردن، حيث تشير التقديرات إلى بلوغ الاستثمارات المتبادلة بين البلدين نحو 22.5 مليار دولار، ولدى دخول الاتفاقية حيز التنفيذ يُتوقع إسهامها في زيادة تلك الأرقام إلى مستويات أعلى ما يحفز نمو الفرص عبر قطاعات متعددة تشمل الطاقة المتجددة والمشاريع الصناعية والتصنيع والنقل والأدوية وتصنيع الأغذية.