المساعدات لم تدخل حمص بعد.. في انتظار «الضوء الأخضر»

محافظها: جاهزون لترتيب خروج المدنيين

المساعدات لم تدخل حمص بعد.. في انتظار «الضوء الأخضر»
TT

المساعدات لم تدخل حمص بعد.. في انتظار «الضوء الأخضر»

المساعدات لم تدخل حمص بعد.. في انتظار «الضوء الأخضر»

لم تتمكن قوافل المساعدات الغذائية والطبية المتوقفة عند حدود محافظة حمص، من دخول أحياء حمص القديمة (تنفيذا لاتفاق عقده ممثلو النظام السوري والمعارضة في جنيف السبت الماضي) المحاصرة من قبل القوات النظامية منذ 600 يوم. وفي حين أعلنت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أمس، أن قافلة الإغاثة تنتظر «الضوء الأخضر من جميع الأطراف» لبدء توزيع المساعدات، أكد محافظ حمص طلال البرازي الجهوزية لترتيب خروج المدنيين بعد الحصول على رد مسؤول أممي يتولى التنسيق مع «المجموعات المسلحة داخل المدينة القديمة».
وكان المبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي أعلن مساء الأحد الماضي من جنيف أن «الحكومة السورية أبلغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فورا»، لكن توقعه بمغادرة الناس والأطفال ومن ثم دخول قوافل المساعدات إلى أحياء حمص القديمة المحاصرة لم يتحقق أول من أمس الاثنين، على الرغم من إعلان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد استعداد القوات السورية للسماح للنساء والأطفال بالخروج.
وفي حين كان وفد النظام السوري اشترط خلال المفاوضات في جنيف فك الجيش السوري الحر الحصار عن ثلاث قرى شيعية في إدلب وحلب، أعلن المتحدث الإعلامي باسم وفد الائتلاف الوطني المعارض في جنيف لؤي صافي أمس استعداد المعارضة لرفع الحصار عن القرى الثلاث الموالية للنظام في شمال سوريا، في إطار اتفاق أوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين. وقال، في ختام الجلسة الصباحية من المحادثات في جنيف، إن «مقاتلي الجيش السوري الحر مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء والفوعة الشيعية»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة السورية لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص الذي يعد حاسما لنجاح أي اتفاق.
ويوجد نحو ثلاثة آلاف شخص في الأحياء المحاصرة في حمص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشهد أطراف هذه الأحياء وعددها 14 حيا، معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطالها، وتعاني نقصا حادا في الأغذية والمواد الطبية، مما يجعل استمرار الحياة فيها تحديا يوميا.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بايرز، أمس، إن «(البرنامج) مستعد لتوزيع مساعدات بالمدينة القديمة في حمص تكفي 2500 شخص لمدة شهر بمجرد تلقيه الضوء الأخضر من جميع الأطراف في سوريا».
وأشارت، في تصريحات لوكالة «رويترز»، إلى أن مركز الأمم المتحدة في حمص يستعد لإرسال قافلة مساعدات تساهم فيها عدة وكالات لنقل أغذية وإمدادات أخرى لسكان مدينة حمص المحاصرة التي يتعذر دخولها منذ نحو عام. وأكدت أنه «بمجرد أن تسمح كل الأطراف على الساحة بدخول القافلة، فسيوزع برنامج الأغذية العالمي على الأسر الخمسمائة بالمدينة القديمة حصصا و500 كيس من طحين القمح وهو ما يكفي 2500 شخص لمدة شهر».
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن محافظ حمص طلال البرازي إشارته إلى «جهوزية فرق العمل من الشرطة النسائية والأطباء والهلال الأحمر العربي السوري لترتيب خروج المدنيين من مدينة حمص القديمة فور وصول رد الممثل المقيم للأمم المتحدة الذي يتابع التنسيق مع (المجموعات المسلحة) داخل المدينة القديمة». وقال إن المحافظة «تعمل منذ أربعة أشهر من أجل تأمين خروج المدنيين من المدينة القديمة»، وأعرب عن أمله في النجاح بإخلائهم بالتعاون مع ممثلي الأمم المتحدة والصليب الأحمر، مشيرا إلى أنه طلب من الصليب الأحمر «المساعدة من أجل تأمين خروج الأب فرنسيس و73 مدنيا محتجزين في دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان». وكان الأب اليسوعي فرنسيس، وهو هولندي الجنسية، وموجود في حي الحميدية مع عدد من سكان حمص المسيحيين، وجه قبل يومين، في شريط عبر موقع «يوتيوب»، نداء من الأحياء المحاصرة بحمص، مؤكدا أن الوضع أصبح «غير محتمل» وأن المدينة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمواد الطبية.
وقال الناشط الإعلامي أبو جعفر مغربل لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «النظام السوري منع دخول المساعدات وقوافل الإغاثة بشكل نهائي إلى أحياء حمص القديمة، وفق ما أبلغنا به ممثلو منظمات إنسانية والصليب الأحمر الدولي، الذين تواصلنا معهم أمس». وأكد أن «كتائب الجيش الحر أبدت تعاونها الكامل لوقف إطلاق النار وعدم التعرض لقوافل الإغاثة»، مشيرا إلى أنها و«في بادرة حسن نية لم ترد على عشرات قذائف الهاون التي تساقطت أمس».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.