نظام جديد يغلّظ عقوبة المخالفات «المحاسبية» في السعودية

أمين هيئة المحاسبين: يصدر خلال أسبوعين... وعقوبات تصل لنصف مليون دولار

تفحص هيئة المحاسبين بالسعودية سنوياً نحو 70 مكتباً محاسبياً ما بين المكاتب الكبيرة والصغيرة
تفحص هيئة المحاسبين بالسعودية سنوياً نحو 70 مكتباً محاسبياً ما بين المكاتب الكبيرة والصغيرة
TT

نظام جديد يغلّظ عقوبة المخالفات «المحاسبية» في السعودية

تفحص هيئة المحاسبين بالسعودية سنوياً نحو 70 مكتباً محاسبياً ما بين المكاتب الكبيرة والصغيرة
تفحص هيئة المحاسبين بالسعودية سنوياً نحو 70 مكتباً محاسبياً ما بين المكاتب الكبيرة والصغيرة

تتجه السعودية لسن نظام جديد يغلظ من عقوبة المخالفات المحاسبية، كما كشف الدكتور أحمد المغامس، الأمين العام للهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، مفيدا بأن هذا النظام سيصدر خلال أسبوعين، ويأتي لتحسين جودة عمل المحاسبين القانونيين، سواء عمل محاسبا قانونيا أو خبيرا فنيا عُين من قبل المحاكم أو عُين من قِبل أصحاب المصلحة.
وأفاد المغامس بأن العقوبات في النظام الحالي تتضمن اللوم والإنذار والإيقاف لمدة لا تزيد على 6 أشهر أو شطب الترخيص. في حين أن النظام الجديد يشمل اللوم والإنذار والإيقاف لمدة لا تزيد على سنة، وإذا تكرر الإيقاف خلال سنتين أو أكثر فإنه يتم شطب الترخيص، وأشار المغامس إلى أن العقوبات المالية تصل إلى 500 ألف ريال (133 ألف دولار) في حال المخالفة.
أما في حال المخالفات الجنائية، مثل التوقيع على تقرير مع العلم بأنه يضم أرقامًا مغلوطة أو معلومات ناقصة أو معلومات مضافة من غير وجه حق، فقد أبان المغامس أن العقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات وغرامة تبلغ مليوني ريال (533 ألف دولار). وأردف «هذه كلها لم تكن موجودة في السابق، والآن ستوجد في النظام الجديد»، وذلك خلال حديثه في لقاء افتراضي نظمته غرفة الشرقية مساء أول من أمس، بعنوان (تقارير الخبرة المحاسبية في المنازعات التجارية).
وتفحص هيئة المحاسبين سنويًا نحو 70 مكتبا محاسبيا، ما بين المكاتب الكبيرة والصغيرة، كما يوضح المغامس، وبناء على هذا الفحص يتم تقسيم المكاتب إلى أربعة مستويات، المكاتب التي تحصل على مستوى 4 يكون لديها مشاكل كبيرة وبالتالي تحال إلى التحقيق، ويقل ذلك تدريجيًا وصولًا إلى المستوى 1 وهي المكاتب المحاسبية التي تعد الأفضل.
من ناحية ثانية، كشف أمين هيئة المحاسبين القانونيين عن وصول كثير من الشكاوى للهيئة على من قدم تقارير محاسبية إلى المحاكم، نظرًا لكون القاضي حكم بغير صالحه، ويدعي أن هذا الحكم بسبب تقرير محاسبي فيه كثير من المغالطات والمخالفات ولم يرتق لمستوى معين من الثقة، الأمر الذي دعا المغامس لطرح مجموعة من النصائح بهذا الشأن.
وأفاد المغامس بأنه من الملاحظ على كثير من القضاة أنهم يأخذون برأي المحاسب القانوني على اعتباره صحيحًا، علمًا بأن المحاسب القانوني يعطي أدلة وفق ما استطاع أن يحصل عليه، وقد تكون هناك أدلة لم يستطع الحصول عليها، أو حدث إخفاء لبعض المعلومات. موضحًا أن المحاسب القانوني حين يقدم تقريره؛ فإنه من يدعي أن التقرير يتضمن إشكالية معينة لم تؤخذ بالاعتبار فله الحق في أن يأتي بطرف ثالث (محاسب قانوني آخر) للفصل في المنازعة.
وأفصح بأن الهيئة قررت مؤخرًا في حال ورود إشكالات على تقرير المحاسب القانوني، ألا تنظر في القضية إلا إذا طالب القاضي النظر في مدى التزام المحاسب القانوني بالمعايير المهنية، مرجعًا ذلك لكون فتح المجال لكل شخص بأن يرفع قضية على الخبير لمجرد أنه لم يأت الحكم في صالحه هو أمر يفتح الباب لعدد من الإشكاليات.
يشار إلى أن الاختبارات المهنية للمحاسبين القانونيين بدأت هذا الأسبوع في 22 مقراً محوسباً تابعاً لهيئة تقويم التعليم والتدريب حول البلاد، ممثلة بالمركز الوطني للقياس، تطبيق الاختبارات المهنية للمحاسبين القانونيين بهدف الحصول علـى الزمالة في المحاسبة، وبلغ عدد المرشحين من قبل الهيئة السعودية قرابة 3 آلاف متقدم ومتقدمة.



محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
TT

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون يرون مخاطر تضخمية جديدة من جراء سياسات ترمب

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (أ.ب)

أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) عن قلقهم بشأن التضخم والتأثير الذي قد تخلفه سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مشيرين إلى أنهم سيتحركون ببطء أكبر بشأن خفض أسعار الفائدة بسبب حالة عدم اليقين، بحسب محضر الاجتماع الذي صدر يوم الأربعاء.

ولم يذكر ملخص الاجتماع ترمب بالاسم، بل تضمن على الأقل أربع إشارات إلى التأثير الذي قد تخلفه التغييرات في سياسة الهجرة والتجارة على الاقتصاد الأميركي.

ومنذ فوز ترمب في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني)، أشار إلى خطط لفرض تعريفات جمركية عقابية صارمة على الصين والمكسيك وكندا، فضلاً عن شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتزم مواصلة المزيد من إلغاء القيود التنظيمية والترحيل الجماعي.

ومع ذلك، فإن مدى ما ستكون عليه تصرفات ترمب، وعلى وجه التحديد كيف سيتم توجيهها، يخلق نطاقاً من الغموض حول ما هو قادم، وهو ما قال أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إنه يتطلب الحذر.

وقال المحضر: «لقد حكم جميع المشاركين تقريباً بأن المخاطر الصعودية لتوقعات التضخم قد زادت. كأسباب لهذا الحكم، استشهد المشاركون بقراءات أقوى من المتوقع مؤخراً للتضخم والآثار المحتملة للتغييرات المحتملة في سياسة التجارة والهجرة».

صوّت أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على خفض سعر الاقتراض القياسي للبنك المركزي إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة. ومع ذلك، فقد خفضوا أيضاً توقعاتهم بشأن التخفيضات المتوقعة في عام 2025 إلى اثنين من أربعة في التقدير السابق في اجتماع سبتمبر (أيلول)، على افتراض زيادات ربع نقطة.

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بنقطة كاملة منذ سبتمبر، وتشير أسعار السوق الحالية إلى تحرك واحد أو اثنين فقط إلى الأسفل هذا العام.

وأشار المحضر إلى أن وتيرة التخفيضات المقبلة من المرجح أن تكون أبطأ بالفعل.

وجاء في الوثيقة: «في مناقشة آفاق السياسة النقدية، أشار المشاركون إلى أن اللجنة كانت بالقرب من النقطة التي سيكون من المناسب عندها إبطاء وتيرة تخفيف السياسة».

وعلاوة على ذلك، اتفق الأعضاء على أن «سعر السياسة أصبح الآن أقرب بكثير إلى قيمته المحايدة مقارنة بما كان عليه عندما بدأت اللجنة تخفيف السياسة في سبتمبر. بالإضافة إلى ذلك، اقترح العديد من المشاركين أن مجموعة متنوعة من العوامل تؤكد الحاجة إلى اتباع نهج حذر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية خلال الأرباع القادمة».

وتشمل هذه الظروف قراءات التضخم التي تظل أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي السنوي البالغ 2 في المائة، ووتيرة قوية للإنفاق الاستهلاكي، وسوق عمل مستقرة، ونشاطاً اقتصادياً قوياً، حيث كان الناتج المحلي الإجمالي ينمو بمعدل أعلى من الاتجاه حتى عام 2024.

وذكر المحضر أن «أغلبية كبيرة من المشاركين لاحظوا أنه في المرحلة الحالية، مع موقفها الذي لا يزال مقيداً بشكل كبير، كانت اللجنة في وضع جيد يسمح لها بتخصيص الوقت لتقييم التوقعات المتطورة للنشاط الاقتصادي والتضخم، بما في ذلك استجابات الاقتصاد للإجراءات السياسية السابقة للجنة».

وشدد المسؤولون على أن التحركات السياسية المستقبلية ستعتمد على كيفية تطور البيانات وليست على جدول زمني محدد.

وأظهر مقياس بنك الاحتياطي الفيدرالي المفضل أن التضخم الأساسي بلغ معدل 2.4 في المائة في نوفمبر، و2.8 في المائة عند تضمين أسعار الغذاء والطاقة، مقارنة بالعام السابق. ويستهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي التضخم عند 2 في المائة.

في الوثائق التي تم توزيعها في الاجتماع، أشار معظم المسؤولين إلى أنه في حين يرون أن التضخم يتجه نحو الانخفاض إلى 2 في المائة، فإنهم لا يتوقعون حدوث ذلك حتى عام 2027 ويتوقعون أن المخاطر القريبة الأجل هي في الاتجاه الصعودي.

في مؤتمره الصحافي الذي أعقب قرار سعر الفائدة في 18 ديسمبر، شبّه الرئيس جيروم باول الموقف بـ«القيادة في ليلة ضبابية أو الدخول إلى غرفة مظلمة مليئة بالأثاث. عليك فقط أن تبطئ».

يعكس هذا البيان عقلية المشاركين في الاجتماع، الذين لاحظ العديد منهم أن «الدرجة العالية الحالية من عدم اليقين تجعل من المناسب للجنة أن تتخذ نهجاً تدريجياً مع تحركها نحو موقف سياسي محايد»، وفقاً للمحضر.

أظهر «الرسم البياني النقطي» لتوقعات الأعضاء الفرديين خفض أسعار الفائدة مرتين أخريين في عام 2026 وربما مرة أو مرتين أخريين بعد ذلك، مما يؤدي في النهاية إلى خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الأمد البعيد إلى 3 في المائة.