البيئة الغنية بالحياة المجهرية تذيب الغطاء الجليدي في غرينلاند

البيئة الغنية بالحياة المجهرية تذيب الغطاء الجليدي في غرينلاند
TT

البيئة الغنية بالحياة المجهرية تذيب الغطاء الجليدي في غرينلاند

البيئة الغنية بالحياة المجهرية تذيب الغطاء الجليدي في غرينلاند

بحسب جوزيف كوك، عالم الجليد البريطاني فالغطاء الجليدي فوق غرينلاند ليس كما يتوقعه الناس خاليا من الحياة نسبيا بل على العكس هو غابة متجمدة متخمة بالتنوع البيولوجي، بحسب تقرير لموقع محطة «سي إن إن» الإخبارية. فعندما هبط جوزيف كوك لأول مرة فوق الغطاء الجليدي في غرينلاند عام 2010، كان يتوقع رؤية أرض ناصعة البياض، لكن ما وجده كان «رقعة ملونة» ما بين الأسود والرمادي والأخضر والبني وجداول من الماء الأزرق الذائب وسط الثلوج.
وبحسب كوك، «فحتى وقت قريب، كان الناس يفكرون في الأنهار والأغطية الجليدية باعتبارها أماكن خالية من الحياة نسبيا، لكن عندما تنظر تحت المجهر، فإن الغطاء الجليدي في غرينلاند بشكل خاص، والأنهار الجليدية الأخرى، تكشف عن نفسها وكأنها غابة مطيرة متجمدة غنية بالتنوع البيولوجي».
وتتضمن تدرجات ألوان قوس قزح التي شاهدها كوك مجموعة من أشكال الحياة الدقيقة التي تزدهر فوق سطح الغطاء الجليدي. وعادة ما يعتبر التنوع البيولوجي أمراً طيباً، لكن في هذه الحالة فإن ثراء الحياة الميكروسكوبية الدقيقة يعمل على التعجيل بانصهار الجليد، ومن المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر في مختلف أنحاء العالم بسرعة أكبر مما توقع العلماء، وفقا لسي إن إن.
يقول كوك إنّ أشكال الحياة المجهرية التي يدرسها تساهم في تفاقم المشكلة. فأحد هذه الكائنات الحية هي الطحالب التي تنمو في الطبقة الرقيقة من الماء على سطح الثلج، وهي تنتج صبغة أرجوانية بنية تعمل «كحاجب شمس طبيعي»، بحسب كوك، لحماية الطحالب من قوة ضوء الشمس في القطب الشمالي. كما أن الصبغيات تتسبب في سخونة الجليد وانصهاره.
كشفت أبحاث كوك حول جزء من الغطاء الجليدي في غرينلاند، والذي يمتد على مساحة 3900 ميل مربع، أن الطحالب مسؤولة عما يصل إلى 13 في المائة من ذوبان الجليد، وفي بعض المناطق المحلية، تسارعت الطحالب في التسبب في ذوبان الجليد بنسبة تصل إلى 26 في المائة.
ويقول كوك إن الطحالب الجليدية ليست ظاهرة جديدة، فهناك سجلات لها في يوميات المستكشفين القطبين منذ عام 1870، لكن ما تغير الآن هو الاحتباس الحراري العالمي.
فمع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض تساقط الثلوج، تتكشف مساحات أكبر من الجليد، مما يسمح للطحالب بالازدهار.
يأتي بحث كوك ليشكل إضافة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن معدلات ذوبان الغطاء الجليدي أكبر مما تصور العلماء. فقد كشفت دراسة حديثة أجريت باستخدام بيانات الأقمار الصناعية أن الأنهار الجليدية أكثر حساسية للمناخ الحراري مما كان يعتقد في السابق. فقد أظهرت أن الغطاء الجليدي في غرينلاند يذوب الآن بسرعة سبعة أضعاف ما كان عليه في تسعينات القرن العشرين.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.