المغرب سيستعمل اللقاحين الصيني والبريطاني فقط

الرباط تنتظر وصول أولى الجرعات

المغرب ينتظر وصول جرعات لقاح «سينوفاك» الصيني (رويترز)
المغرب ينتظر وصول جرعات لقاح «سينوفاك» الصيني (رويترز)
TT

المغرب سيستعمل اللقاحين الصيني والبريطاني فقط

المغرب ينتظر وصول جرعات لقاح «سينوفاك» الصيني (رويترز)
المغرب ينتظر وصول جرعات لقاح «سينوفاك» الصيني (رويترز)

كشف خالد آيت طالب، وزير الصحة المغربي، أمس (الثلاثاء)، أمام لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، أن المغرب قرر الاكتفاء باستعمال لقاحين ضد «كورونا» في حملة التلقيح الجماعية التي يستعد لإطلاقها قريباً.
وقال إنه بعد الاتصال بعدة شركات، قررت السلطات الصحية المغربية إبرام اتفاقيتين، الأولى مع شركة «سينوفارم» الصينية، تشمل ثلاثة مجالات: نقل التكنولوجيا لتصنيع اللقاح، والمشاركة في التجارب السريرية، والتزويد باللقاح. أما الأخرى فتمت مع شركة «أسترازينيكا» البريطانية - السويدية، لاقتناء اللقاح الذي طوّرته جامعة أوكسفورد. ويعتمد كلا اللقاحين على جرعتين.
وقال آيت الطالب إن المغرب سيكون من أولى دول العالم التي ستحصل على اللقاح وإنه سيعمل على تطوير بنية لتصنيع اللقاحات وتصديرها للقارة الأفريقية.
ويأتي ذلك في وقت تجري فيه الاستعدادات على قدم وساق في المغرب لانطلاق حملة التلقيح، وقال وزير الصحة: «بمجرد وصول أولى جرعات اللقاحين الصيني والبريطاني، سيتم الشروع في عملية التلقيح».
وكشف أنه تم تجهيز بنية تحتية ملائمة لتخزين اللقاحات، منها خزان تبريد بسعة 25 مليون جرعة في مدينة الدار البيضاء، فيما تم تخصيص مطاري الدار البيضاء ومراكش لاستقبال الطائرات التي ستنقل اللقاحات.
وبخصوص نتائج التجارب السريرية التي أُجريت في المغرب، أكد آيت الطالب أن المغرب شارك في المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح الصيني دون أن يسجل «آثاراً جانبية خطيرة»، قائلاً إن «أغلب المستفيدين من تجربة التلقيح، أي ما بين 57% و73% شعروا بألم مؤقت في مكان الحقنة، في حين أن 1,5% ظهر عليهم طفح جلدي، فيما ظهر احمرار على 1,5%»، مؤكداً أنه لم تُسجل «أعراض جانبية خطيرة أو حساسية».
وطمأن آيت الطالب، المواطنين المغاربة بخصوص سلامة اللقاح، الذي يعتمد «تكنولوجيا آمنة»، استُعملت في العديد من اللقاحات السابقة، وتقوم على أساس استعمال «فيروس غير فعال».
ويعتزم المغرب تلقيح 80% من السكان خلال ثلاثة أشهر، ويستهدف المواطنين البالغين فوق 18 سنة خاصة.
وسيبدأ التلقيح بالعاملين في القطاع الصحي، والأمن، والتعليم، والفئات الهشة.
وقال وزير الصحة المغربي إن حملة التلقيح ستكون «شفافة ومجانية واختيارية»، لكنه رأى أن الانخراط فيها «واجب وطني».
وسيتم توفير ما يناهز 3 آلاف وحدة للتلقيح، منها وحدات ثابتة في المراكز الصحية، وأخرى متنقلة ستباشر التلقيح في المؤسسات وفي المناطق النائية.
وسيشارك في العملية ما يناهز 12 ألفاً و750 من الأطقم الطبية والتمريضية، في المراكز الصحية ومؤسسات الرعاية الصحية، والقطاع الخاص والصحة العسكرية، والهلال الأحمر المغربي.
وحث وزير الصحة المغربي على الانخراط في حملة التلقيح، لأنه «لم يبقَ من حل مع انتشار الفيروس سوى التلقيح»، محذراً من حالة الاستنزاف التي عرفتها المنظومة الصحية.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي توجيهات للحكومة لإطلاق عملية تلقيح جماعي واسع النطاق ضد «كوفيد - 19»، وفي 8 ديسمبر (كانون الأول) أعلن بيان للديوان الملكي عن مجانية التلقيح لجميع المغاربة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».