ليبيا: عقيلة صالح «يغازل» البرلمانيين المطالبين بإقالته

السراج يزور إيطاليا... و«داخلية الوفاق» تناقش «تفكيك الميليشيات»

ليبيا: عقيلة صالح «يغازل» البرلمانيين المطالبين بإقالته
TT

ليبيا: عقيلة صالح «يغازل» البرلمانيين المطالبين بإقالته

ليبيا: عقيلة صالح «يغازل» البرلمانيين المطالبين بإقالته

بينما بدأ فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، أمس، زيارة «غير معلنة» إلى إيطاليا، سعى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إلى سحب البساط من المطالبين داخل المجلس بإقالته، بعدما جدد دعوته الرسمية لأعضائه لـ«حضور جلساته في مقره الدستوري في بنغازي» بشرق البلاد.
وفيما اعتبره مراقبون بمثابة «غزل سياسي» لمناوئيه و«شبه تنازل مهم»، فقد تصدّر تعديل اللائحة الداخلية لمجلس النواب جلسته التي عقدت مساء أول من أمس في بنغازي، علماً بأن اجتماع أعضاء المجلس في مدينة غدامس (غرب ليبيا)، رغم اعتراض صالح وتغيبه، كان يسعى إلى تعديل هذه اللائحة على أمل أن يؤدي ذلك لاحقاً إلى الإطاحة به من منصبه.
وقال المتحدث باسم المجلس، عبد الله بليحق، إن جدول أعمال الجلسة تضمن في بنده الأول هذه اللائحة التي تم الاتفاق وبإجماع الحاضرين على إحالة تعديلها، بالإضافة إلى مشروع قانون زيادة مرتبات المتقاعدين إلى اللجنة التشريعية والدستورية بالمجلس. كما أعلن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في أزمة توزيع الوقود في منطقة الجنوب وتشكيل لجنة لتقديم رؤية لتعديل سعر الصرف والإيعاز للأجهزة الرقابية لتحمل مسؤوليتها في متابعة السلطة التنفيذية.
ونقلت أمس وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء عن مصادر ليبية، أن السراج رئيس حكومة الوفاق موجود حالياً في العاصمة الإيطالية روما في زيارة خاصة، وقالت إنه ليس من المقرر عقد اجتماعات رسمية. ولم يصدر في المقابل أي تأكيد أو نفي من حكومة الوفاق لهذه المعلومات.
من جانبها، أعادت عملية بركان الغضب، التي تشنها قوات حكومة الوفاق، نشر صور بثتها وزارة الدفاع التركية مساء أول من أمس لتدريب الجيش التركي عناصر من قوات الوفاق في مركز عمر المختار، ضمن برنامج تدريبي ينفذه الجيش التركي، في إطار مذكرة التعاون الأمنية العسكرية المبرمة بين حكومة الوفاق وأنقرة.
وقال صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة الوفاق، إنه بحث مساء أول من أمس، مع الملحق العسكري الباكستاني آليات تعزيز التعاون والاستفادة من خبرة الجيش الباكستاني وتجاربه في مختلف المجالات العسكرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال العسكري وتدريب عناصر الوفاق في «مكافحة الإرهاب وعمليات نزع الألغام والتخلص من المواد المتفجرة».
إلى ذلك، عقدت لجنة لدمج قوات الثوار داخل المؤسسة الأمنية اجتماعاً مساء أول من أمس، في العاصمة الليبية، بقادة المحاور بالمنطقة الغربية برئاسة العميد عبد الناصر الطيف وبحضور كامل أعضاء اللجنة. وقالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، إن «الاجتماع ناقش الخطط والآليات لدمج قوات الثوار داخل المؤسسة الأمنية، واستيعابهم من خلال الخطط الموضوعة من أجل تأهيلهم للانخراط في العمل الأمني، وبناء مؤسسة أمنية قوية تهدف إلى حفظ الأمن والحفاظ على هيبة الدولة».
ويعد هذا ثاني اجتماع في غضون أسبوع واحد للجنة التي شكلها فتحي باشاغا، وزير الداخلية؛ بهدف «تفكيك الميليشيات المسلحة» الموالية للحكومة بعد إعادة تصنيفها وفقاً لدرجة خطورتها ومدى تعاونها مع الحكومة، وذلك بدعم من السلطات الأميركية والبعثة الأممية. وفي مدينة بنغازي بشرق البلاد، أصدر القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، قراراً بتكليف العميد إدريس الأسمر، معاوناً لآمر القوات الخاصة، بحسب وكالة الأنباء الليبية الموالية للجيش.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.