نتنياهو وغانتس يؤجلان لأيام عدة البت في الانتخابات المبكرة

ساعر يوسع حركة التمرد

TT

نتنياهو وغانتس يؤجلان لأيام عدة البت في الانتخابات المبكرة

في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحليفه الخصم اللدود، رئيس الوزراء البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، يتخبطان في التوجه إلى انتخابات مبكرة لا يريدانها أو يحافظان على حكومتهما الحالية، أعلن خصمهما المشترك جدعون ساعر عن ضم نائبة مهمة إلى جناح التمرد على حزب الليكود، هي عضو الكنيست، يفعات شاشا - بيطون.
وتعود أهمية شاشا بيطون إلى كونها رئيسة اللجنة البرلمانية لشؤون كورونا، والتي اكتسبت شهرة وشعبية لأنها رفضت إقرار عدة قيود على الجمهور عند انتشار كورونا واتخذت قرارات واقعية خالية من الحسابات الحزبية. وقد أراد نتنياهو فصلها من رئاسة اللجنة لكن غانتس منعه من ذلك. ومع انضمام شاشا - بيطون، يكون مع ساعر ثلاثة نواب، قادمين من الائتلاف الحكومي، إذ انضم إليه قبل أيام وزير الاتصالات يوعاز هندل ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تسفيكا هاوزر، وهما من حزب «ديرخ إيرتس» الذي انشق عن «كحول لفان».
وقد نشرت شاشا - بيطون، أمس، صورة لها مع ساعر على حسابها الشخصي في «تويتر»، وعلقت عليها بالقول: «انطلقنا، وحملت الصورة اسم الحزب الجديد (أمل جديد)، الذي سيخوض الانتخابات المقبلة بهدف إسقاط نتنياهو ونهجه الفاسد وإعادة حكم القيم إلى إسرائيل»، كما قال ساعر. وفي بيان مشترك صدر عن ساعر وشاشا - بيطون، جاء أن الاتفاق شمل أن «يرأس ساعر القائمة والحركة وسيكون مرشحًا لرئاسة الحكومة»، وأن شاشا - بيطون «ستكون نائب رئيس الحركة الجديدة والقائمة بأعمال رئيسها بالإنابة، وستحتل المرتبة الثانية على قائمة لخوض انتخابات الكنيست عند إجرائها». وأضاف البيان أنه في حكومة مستقبلية يترأسها ساعر «تتولى يفعات منصب رئيسة الحكومة بالإنابة ونائبة الرئيس وسترأس مجلسا وزاريا يعنى بالأمور الاجتماعية، مع التركيز على التعليم والصحة وسبل العيش والرعاية».
وحسب أحد النشطاء العرب مع ساعر، سليم عيسى، فإن شخصيات عديدة مفاجئة ستعلن انضمامها إلى هذا الحزب قريبا. وأن أحدهم هو رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، وشخصيات غير سياسية عربية ويهودية. وأكد أن الاستطلاعات التي تعطي هذا الحزب اليوم ما بين 15 و20 نائبا ستعطيه أكثر بكثير بعد الكشف عن تركيبة الحزب وبرنامجه السياسي. وقد شن وزراء ونواب الليكود، هجوما حادا على شاشا - بيطون، التي كانت قد انضمت إلى الليكود من خلال اندماج حزب «كولانو» برئاسة موشيه كحلون، وزير المالية في حكومة نتنياهو السابقة. وهدد رئيس الائتلاف في الكنيست، ميكي زوهار (الليكود)، بأنه سيعلن تنحية شاشا - بيطون من الليكود. فيما طالبتها وزيرة المواصلات، ميري ريغف، بالاستقالة من رئاسة لجنة شؤون كورونا البرلمانية، علما بأن أعضاء الليكود كانوا قد اتهموها بتعمد تعطيل قرارات الحكومة المتعلقة بأزمة كورونا.
وكانت جلسة الهيئة العامة للكنيست، قد انتهت، أمس الثلاثاء، من دون طرح مشروع القانون لحلها للتصويت بالقراءة الأولى. ومنع أعضاء الليكود طرح مشروع القانون، حيث عمدوا إلى المماطلة وقاموا بإلقاء خطابات مدتها دقيقة واحدة تجاوزت جميعها الوقت القانوني المحدد واستمرت حتى انتهاء الجلسة. وبهذه الطريقة لم تتم المصادقة على إجراء انتخابات مبكرة في 16 مارس (آذار) القادم، على أمل أن يتوصل غانتس ونتنياهو إلى اتفاق على استمرار الائتلاف الحالي. وبناء على ذلك، بقيت ثمانية أيام لاحتمال حل الكنيست تلقائياً، في 23 الحالي، في حال عدم المصادقة على الميزانية. وفي هذه الأثناء ما زال الخلاف على حاله حول الميزانية بين حزبي الليكود و«كحول لفان».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.