«النواب المغربي» يصادق على تأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار»

صادق مجلس النواب المغربي على مشروع قانون يتعلق بتأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار» (أ.ف.ب)
صادق مجلس النواب المغربي على مشروع قانون يتعلق بتأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار» (أ.ف.ب)
TT
20

«النواب المغربي» يصادق على تأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار»

صادق مجلس النواب المغربي على مشروع قانون يتعلق بتأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار» (أ.ف.ب)
صادق مجلس النواب المغربي على مشروع قانون يتعلق بتأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار» (أ.ف.ب)

صادق مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، في جلسة عمومية، مساء أول من أمس، بالإجماع على مشروع قانون يتعلق بتأسيس «صندوق محمد السادس للاستثمار»، وهي مؤسسة جديدة هدفها تمويل المشاريع الاستثمارية ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، في سياق مواجهة التداعيات الاقتصادية لجائحة «كورونا».
وقال وزير الاقتصاد والمالية المغربي محمد بنشعبون، خلال تقديمه للمشروع أمام المجلس، إن الصندوق سيقوم بتعبئة مبلغ مالي يناهز 45 مليار درهم (4.5 مليار دولار)، منها 15 مليار درهم (1.5 مليار دولار) من الموازنة العامة للدولة. ونَصّ مشروع القانون على أن يتخذ الصندوق شكل «شركة مساهمة» اسمها «صندوق محمد السادس للاستثمار»، مع إمكانية فتح رأسماله في حدود 49%، مع التنصيص على ألا تبلغ حصة أي هيئة غير تابعة للدولة في رأسماله نسبة 33%.
وأوضح الوزير أن إحداث الصندوق على شكل شركة مساهمة، سيجعله يخضع «لما تفرضه أحكام القانون المتعلق بشركات المساهمة» من إرساء لآليات المراقبة، ومن التزام بمبادئ الشفافية والنزاهة بشكل «يتيح وضوح الرؤية لدى المستثمرين والشركاء الخواص وتعزيز ثقتهم». وقال بنشعبون إن من شأن هذا النموذج المؤسساتي أن يمنح للصندوق، والدولة، «استراتيجية استثمارية واضحة المعالم من حيث تحديد الأولويات وخيارات تدخل الدولة في المنظومة الاقتصادية دون أي تأثير على التوازنات الكبرى للمالية العمومية».
وسيعتمد الصندوق في تدخلاته على صناديق قطاعية أو موضوعاتية حسب القطاعات، ولا سيما في مجالات «إعادة هيكلة الصناعة»، «والابتكار والأنشطة ذات النمو الواعد»، والنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة والبنيات التحتية والفلاحة والسياحة. وستحدث هذه الصناديق على وجه الخصوص، في شكل «هيئات توظيف جماعي لرأس المال»، وسيتم تدبيرها من طرف شركات تسيير متخصصة سيتم انتقاؤها على أساس دفاتر تحملات وطلبات عروض يسهر عليها الصندوق.
وبخصوص تدبير الصندوق، نَصّ مشروع القانون على أن يرأس مجلس إدارته وزير المالية، وعضوية عشرة متصرفين من ضمنهم ستة أعضاء عن الحكومة يُشرفون على القطاعات المعنية بتدخل الصندوق، وأربعة متصرفين مستقلين يتم تعيينهم وفق معايير الكفاءة والمهنية والاستقلالية المنصوص عليها في قانون شركات المساهمة.
ويتمثل الهدف الأساسي من إحداث الصندوق في «تمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى وتعزيز رأسمال الشركات ودعم الأنشطة المنتجة»، وإبرام شراكات مع القطاع الخاص، والمساهمة في رأسمال المقاولات الصغرى والمتوسطة، وكذا المساهمة بصورة مباشرة في رأسمال المقاولات العمومية والخاصة الكبرى العاملة في المجالات التي يعدّها الصندوق أولوية، إضافة إلى الإسهام في تمويل المقاولات العاملة في المجالات التي يرى الصندوق أنها تكتسي طابعاً أولوياً، وذلك عن طريق منح تسبيقات أو قروض قابلة للإرجاع أو تمويلات.
وكان الملك محمد السادس، قد أعرب في خطاب وجّهه إلى البرلمان بمناسبة افتتاح السنة التشريعية في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن تطلعه لأن يقوم الصندوق بدور «ريادي في النهوض بالاستثمار والرفع من قدرات الاقتصاد الوطني»، وأعطى توجيهات بأن يتم تخويل هذا الصندوق «الشخصية المعنوية»، وتمكينه من هيئات التدبير الملائمة، وأن يكون نموذجاً من حيث الحكامة والنجاعة والشفافية.
وينتظر إحالة مشروع القانون المتعلق بالصندوق، إلى مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) من أجل استكمال المصادقة عليه.



«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)

رد الاتحاد الأوروبي سريعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وذلك بعد إجراءات عقابية مضادة، قال إنها ضرورية لحماية المستهلكين والشركات.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترمب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50 في المائة.

وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعاً، قائلاً إنه سيفرض رسوماً جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار)، بدءاً من أبريل (نيسان).

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحافيين يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحرك لحماية الشركات والمستهلكين... نأسف بشدة لهذا الإجراء (الذي اتخذته الولايات المتحدة)». وأضافت: «الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي ضارة بالأعمال التجارية وأسوأ للمستهلكين، فهي تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتُهدد الوظائف، وترفع الأسعار، ولا أحد يحتاج إلى ذلك، ولا أي من الطرفين يحتاج إليه».

وأوضحت دير لاين أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «هي الأكبر في العالم»، وأن هذه العلاقة جلبت «الازدهار والأمن لملايين الناس»، بالإضافة إلى خلق فرص عمل على جانبي المحيط الأطلسي.

وسيشهد النهج المزدوج للاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية المُعلّقة سابقاً على صادرات أميركية بقيمة 8 مليارات يورو، ومجموعة من التدابير المضادة الجديدة على سلع بقيمة 18 مليار يورو، في خطوة وصفتها فون دير لاين سابقاً بأنها «قوية ولكنها متناسبة».

وأضافت في بيان: «سنبقى دائماً منفتحين على التفاوض».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). وتُطبق هذه الرسوم على الفولاذ والألمنيوم الصناعيين، ومنتجاتهما الأخرى شبه المصنعة والنهائية، بالإضافة إلى مشتقاتهما التجارية، مثل قطع غيار الآلات وإبر الحياكة.

أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة

يُمثل هذا الإجراء المتبادل أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة، اتسمت بوعود جريئة بفرض رسوم جمركية - وما تلاه من تراجعات وتأخيرات - من قِبَل ترمب.

وامتدت التوترات التجارية إلى الأسواق في الأيام الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

وعلى عكس المكسيك وكندا والصين، لم تتأثر المنتجات ذات المنشأ الأوروبي برسوم ترمب الجمركية حتى دخلت رسوم الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، عندما أشار زعيم البيت الأبيض فوراً إلى نيته فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

وصرح ترمب في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير (شباط): «لقد استغلونا حقاً»، مضيفاً: «إنهم لا يقبلون سياراتنا، ولا يقبلون، أساساً، منتجاتنا الزراعية. يتذرعون بشتّى الأسباب التي تمنعهم من ذلك. ونحن نقبل كل شيء منها».

يُعدّ العجز التجاري للولايات المتحدة مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، من أكبر مصادر قلق ترمب.

وتُظهر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً قدره 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع عام 2023، لكنه عانى عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات. إجمالاً، بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2023 ما قيمته 1.6 تريليون يورو (1.68 تريليون دولار)، وفقاً للاتحاد الأوروبي.

وتُشكل الآلات والمركبات الحصة الكبرى من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية، والسلع المصنعة الأخرى، والمنتجات الطبية والصيدلانية.