45 دولة تحسم اليوم مستضيف «الألعاب الآسيوية 2030»

تتجه الأنظار، اليوم (الأربعاء)، إلى العاصمة العمانية مسقط، حيث يعقد اجتماع الجمعية العمومية التاسع والثلاثون للمجلس الأولمبي الآسيوي، وسيكون التصويت السري الإلكتروني على استضافة دورة الألعاب الآسيوية الحادية والعشرين عام 2030 في صدارة جدول أعماله.
وتتنافس مدينتا الرياض والدوحة، عاصمتا السعودية وقطر، على استضافة الألعاب الآسيوية عام 2030، وستكون المرة الأولى التي يجري فيها التصويت لاختيار مدينة لاستضافة هذه الألعاب منذ عام 2012.
وتعتبر دورة الألعاب الآسيوية أكبر الدورات التي يشرف عليها المجلس الأولمبي الآسيوي، وهي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
وأقيمت النسخة الماضية من الألعاب الآسيوية في جاكرتا وبالمبانغ الإندونيسيتين عام 2018، وتقام الدورة التاسعة عشرة في مدينة هانغزهو بالصين من 10 إلى 25 سبتمبر (أيلول) 2022، والنسخة التي تليها في أيتشي - ناغويا باليابان عام 2026.
وانطلقت الألعاب الآسيوية عام 1951، وأقيمت نسختها الأولى عام 1951 في نيودلهي بالهند.
وتحظى الجمعية العمومية بمشاركة واسعة من رؤساء ومندوبي اللجان الأولمبية الآسيوية الوطنية الـ45، حيث سيحضر ممثلو أكثر من 30 لجنة الاجتماع في مسقط، في حين ستشارك اللجان الأخرى من خلال الاتصال المرئي بسبب تفشي جائحة كورونا.
وتحولت قاعات فندق ماريوت في مسقط إلى اجتماعات ثنائية على المستوى السعودي ومسؤولي اللجان الوطنية الأولمبية في العراق وعمان ونيبال وأفغانستان، والشيء ذاته من جانب الوفد القطري لأجل كسب المزيد من الأصوات قبيل التصويت الذي سيجرى ظهر اليوم، وكانت أبرز اللقاءات المباحثات الثنائية مع وزير الرياضة العمانية ذي يزن بن هيثم آل سعيد.
وشارك الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، أمس في اجتماعات المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي.
ودعماً لموقف الرياض في سعيها نحو الاستضافة أعلن ملف الرياض 2030 أمس عن خطط لتشكيل لجنة استشارية جديدة للجنة الأولمبية الوطنية لضمان بقاء الرياضيين في صميم تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2030، وفي حالة اختيار الرياض مضيفاً، سيتم إطلاق اللجنة في وقت مبكر من عام 2021.
وتمثل جميع مناطق اللجنة الأولمبية الوطنية، وستقدم اللجنة الخبرة في مجموعة واسعة من المجالات المهمة، وستعمل جنباً إلى جنب مع المجلس الأولمبي الآسيوي لتقديم المشورة إلى الرياض 2030 بشأن المسائل المتعلقة بقرية الرياضيين، ورعاية الرياضيين، ومعسكرات التدريب والمزيد.
وستتألف لجنة المساواة بين الجنسين من ممثلين من مناطق آسيا الخمس، بالإضافة إلى سبعة خبراء إضافيين، والذين سيقدمون المشورة بشأن مواضيع، مثل الوعي البيئي والمواءمة العالمية. وسيجتمع مرتين في العام عبر الإنترنت أو خلال الأحداث مثل اجتماعات «أنوك»، أو الجمعيات العامة للمجلس الأولمبي الآسيوي، وتبادل الأفكار والتوجيهات بانتظام مع الفريق المنظم للرياض 2030.
ويتماشى تشكيل اللجنة الاستشارية للجنة الأولمبية مع التزام الرياض 2030 بوضع الرياضيين في صميم ملفها. تم تصميم أماكن ومرافق المدينة المذهلة والحديثة لضمان تمتع الرياضيين بتجربة رائعة، وتقديم أفضل أداء على مسرح مذهل. إلى جانب مرافق التدريب عالية الأداء التي لا مثيل لها، ستخلق قرية الرياضيين المترابطة جيداً، والتي تقع في قلب الألعاب، أجواء مجتمعية.
من جهته، عبّر الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز، المدير العام لمنطقة الرياض 2030 ونائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، عن سعادته الكبيرة لإعلان خطط لتأسيس اللجنة الاستشارية. وأكد أنها ستسمح بالاستماع إلى الأفكار والمشورة من ممثلي اللجنة الأولمبية الوطنية والمساعدة على الوفاء بالتزاماتهم بتقديم دورة ألعاب آسيوية لا تُنسى حقاً في عام 2030.
بقيت الإشارة إلى أن الشيخ أحمد الفهد الصباح، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، سيترأس الاجتماع، ويحضره أيضاً العديد من رؤساء الاتحادات الرياضية الدولية، فضلاً عن شخصيات رياضية عالمية أخرى، منها السويدية غونيلا ليندبرغ، أمين عام اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)، في حين يترأس الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الوفد السعودي الأولمبي.
وقال الشيخ أحمد الفهد الصباح: في نهاية عام صعب، فإنه يسعد المجلس الأولمبي الآسيوي أن يجمع الحركة الأولمبية في آسيا معاً في الجمعية العمومية.
وتابع: نود أن نشكر اللجان الأولمبية الآسيوية الوطنية التي سافر ممثلوها إلى مسقط لحضور اجتماعنا المهم، ونتفهم أيضاً الوضع المعقد بالنسبة إلى اللجان الأولمبية الأخرى التي لم يتمكن ممثلوها من الحضور شخصياً بسبب قيود السفر أو البروتوكولات الصحية في دول ومناطق مختلفة.
وأضاف رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي: نحن على ثقة أن اجتماعنا سيكون سلساً وفعالاً، وأننا سنواصل إظهار وحدتنا وتعاوننا في مثل هذه الظروف النادرة. وأجرى المجلس الأولمبي الآسيوي عدداً من التجارب لتدريب ممثلي اللجان الأولمبية الحاضرة وتلك التي تشارك عن بعد على إجراءات التصويت الإلكتروني.
وقال الشيخ أحمد الفهد الصباح أيضاً: نحن محظوظون للغاية لأن لدينا عرضين ممتازين من اثنتين من أروع العواصم في المنطقة. لقد زارت لجنة التقييم في المجلس الأولمبي الآسيوي المدينتين في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأبدت إعجاباً بخطط الاستضافة والبرامج الديناميكية القائمة والبنية التحتية الرياضية ذات المستوى العالمي، فضلاً عن الشغف الكبير والحماس لاستضافة ألعابنا الآسيوية.
وأكد: نحن نعلم أن ألعابنا الآسيوية ستكون في أيد أمينة للغاية في عام 2030، وأود أن أشكر ملفي المدينتين على جهودهما وحماسهما.
وقال الفهد: إن لم يكن هنا توافق بين مسؤولي الملفين في الرياض والدوحة، فإن الاقتراع السري سيكون هو الحاسم بينهما.
وختم الشيخ أحمد الفهد قائلاً: إن المجلس الأولمبي الآسيوي راض جداً عن رزنامته الرياضية للعقد المقبل، حيث سيكون لدينا ثلاث مدن مضيفة للألعاب الآسيوية، والموعد المقبل المتاح لاستضافة الألعاب الآسيوية سيكون عام 2034 – بعد 14 عاماً – وهذا يظهر الثقة في حركتنا الأولمبية الآسيوية.
ويتضمن البرنامج تقديم عرض مرئي لملفي المدينتين، حيث ستبدأ به الدوحة ثم الرياض، وعرض آخر للجنة التقييم التابعة للمجلس الأولمبي الآسيوي يتضمن تقريراً مفصلاً عن الزيارات الميدانية واللقاءات التي عقدت مع مسؤولي الملفين التي قامت بها اللجنة.
وبعد ذلك سيتم التصويت وللمرة الأولى إلكترونياً، ثم الإعلان عن النتيجة النهائية، على أن يجري عقب ذلك توقيع العقد مع المدينة المستضيفة لألعاب 2030.
كما سيتم خلال الاجتماع تكريم نخبة من الشخصيات الآسيوية كما جرت العادة من قبل المجلس الأولمبي الآسيوي ومنحهم جائزة الاستحقاق تقديراً لهم على مساهماتهم الفعالة وجهودهم البارزة في المجال الرياضي.
ومن بنود الاجتماع أيضاً توقيع عقد مع اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية للشباب في طشقند 2025، ثم سيستعرض برنامج التضامن الأولمبي باللجنة الأولمبية الدولية آخر مستجداته على الساحة الرياضية. كما ستقدم غونيلا ليندبرغ، الأمين العام لـ«أنوك» شرحاً حول آخر الأعمال التي حصلت في هذه المنظمة خلال الفترة الماضية.
كما سيشهد الاجتماع عروضاً مرئية وتقارير من اللجان المنظمة للدورات الآسيوية التي ستقام خلال السنوات المقبلة، وآخر التجهيزات والتحضيرات والمراحل التي وصلت إليها للاستضافة، ومن بينها دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية السادسة 2021 (سانيا – الصين)، ودورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب 2021 (شانتو – الصين)، ودورة الألعاب الآسيوية داخل الصالات والفنون القتالية السادسة 2021 (تايلاند)، ودورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة (هانغزهو – الصين 2022).