إسرائيل تتوقع سلاماً مع عمان وإندونيسيا

مرحبة بمبادرة تركيا إعادة العلاقات الرتيبة معها

وزيرا خارجية الإمارات والبحرين مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقات السلام في حديقة البيت الأبيض سبتمبر الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الإمارات والبحرين مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقات السلام في حديقة البيت الأبيض سبتمبر الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تتوقع سلاماً مع عمان وإندونيسيا

وزيرا خارجية الإمارات والبحرين مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقات السلام في حديقة البيت الأبيض سبتمبر الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الإمارات والبحرين مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقات السلام في حديقة البيت الأبيض سبتمبر الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

توقعت مصادر إسرائيلية رفيعة أن يتم توقيع اتفاقي سلام إضافيين مع دولة عربية ودولة إسلامية، هما سلطنة عمان وإندونيسيا، قبل مغادرة الرئيس دونالد ترمب، البيت الأبيض في الشهر المقبل. وحسب وزير التعاون الإقليمي، أوفير أكونيس، العضو في حزب الليكود والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، سيأتي لزيارة وداع لإسرائيل والمقدسات، وسيعلن عن هذين الاتفاقين.
وقال أكونيس إنه سعيد بأن رياح التغيير التي هبت في العالمين العربي والإسلامي بخصوص العلاقات مع إسرائيل، بدأت تؤثر حتى على تركيا، التي قررت تعيين سفير لها في تل أبيب، بعد سحب السفير السابق بعامين. واعتبر ذلك مؤشراً لبدء مرحلة «صداقة جديدة»، خصوصاً أن هذا التعيين يرافقه تصريح الخارجية التركية في أعقاب التطبيع بين المغرب وإسرائيل، بالقول إن من حق كل دولة أن تقرر ما يناسبها، خلافاً لهجوم طيب رجب إردوغان قبل أربعة أشهر على الإمارات، في أعقاب التطبيع مع إسرائيل في منتصف أغسطس (آب) الماضي.
وأشار دبلوماسيون في تل أبيب إلى أن هوية السفير الجديد أيضاً مثيرة للانتباه، فهو ليس دبلوماسياً مهنياً، يدعى أفق أولوتاش ابن 40 عاماً، وكان قد درس اللغة العبرية وتاريخ الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس الغربية. ويشار إليه على أنه مقرب من الرئيس رجب طيب إردوغان، ولذلك يرون في تعيينه سياسياً وليس دبلوماسياً. وكما قال أحد خبراء السياسة التركية: «للمرة الأولى، ترسل تركيا إلى إسرائيل سفيراً عين بدوافع سياسية صرف». وحسب محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس»، تسفي برئيل، فإن «هذا التعيين جاء بموازاة تعيين مراد مرجان سفيراً في واشنطن، وكلاهما من المؤيدين لتطوير العلاقات مع إسرائيل».
وربط برئيل بين الموقف التركي الجديد والمداولات حول تمرير قانون المخصصات للنفقات العسكرية لسنة 2021 في مجلس الشيوخ الأميركي. فذكر أن مشروع القانون يتضمن توجيه مطلب من الرئيس خلال 30 يوماً من المصادقة عليه في الكونغرس بأن يفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها نظام الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «إس 400». فإذا مر القانون، فسوف يبشر بما يتوقع لتركيا تحت إدارة جو بايدن، وقد دخلت منذ الآن في حالة دفاع. بالإضافة إلى ذلك مجموعة يلدريم التركية التي يمتلكها روبرت يكسل يدلريم، تنوي التنافس على شراء ميناء حيفا أمام شركة من اتحاد الإمارات، الشريكة لشركة «أحواض سفن إسرائيل»، وشركات أخرى. ليس واضحاً ما فرص الشركة التركية، ولكن تحسن العلاقات مع إسرائيل هو شرط ضروري لزيادة هذه الفرص.
وكتب بارئيل، أن إرسال سفير، و«إبداء تفهم» للاتفاق بين إسرائيل والمغرب، ومشاركة شركة تركيا في مناقصة على ميناء حيفا، وتقارير عن أن رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، زار إسرائيل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تبدو كبداية لصداقة جديدة؛ ليست مدهشة بالطبع ولكن براغماتية. وختم الكاتب أن إسرائيل من جانبها ليست في عجلة من أمرها. ليست هنالك معلومات عن النية لإرسال سفير إلى أنقرة، ولا عن برنامج للتعاون العسكري أو غيره ما بين الحكومتين.
وكان الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، قد اتصل أمس مع ملك البحرين، حمد آل خليفة، بمناسبة العيد الوطني، الذي يصادف 16 الجاري. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية بالمملكة، أن الرئيس الإسرائيلي أشاد بتطور العلاقات بين تل أبيب والمنامة. وأنه أعرب عن أمله في أن «يسهم إعلان تأييد السلام بين البلدين في خدمة شعبيهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة». فيما قدم العاهل البحريني الشكر لرئيس إسرائيل على الاتصال، مؤكداً حرص بلاده على «إقامة علاقات طيبة مع الجميع بما يخدم عملية السلام في المنطقة». ويعد هذا الاتصال الأول من نوعه بين الجانبين، منذ توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، برعاية أميركية.
ويتوقع الإسرائيليون أن يزور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إسرائيل في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل، قبل أسبوع من أداء جو بايدن اليمين الدستوري كرئيس جديد للبلاد. ولم ترد أي معلومات عن الغرض من الزيارة المحتملة، لكن إذاعة الجيش نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك دولتين أخريين قد تقومان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه، وإنه أراد أن يعلن بنس عن ذلك في تل أبيب. والدولتان هما عمان وإندونيسيا.
المعروف أن محاكمة نتنياهو بتهم الفساد ستبدأ بشكل فعلي في ذلك اليوم (13 يناير)، وسيكون عليه حضور الجلسة شخصياً. ولم تعلق السفارة الأميركية في القدس على زيارة بنس هذه، ولكن الوزير الإسرائيلي أوفير أكونيس، أكدها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.