مشروع يعيد الأحزاب الصغيرة إلى الكنيست لدعم نتنياهو

استمرار الإعداد لانتخابات مبكرة في إسرائيل

متظاهران يحملان قناعين لنتنياهو وغانتس احتجاجاً على أداء الحكومة الحالية (أ.ب)
متظاهران يحملان قناعين لنتنياهو وغانتس احتجاجاً على أداء الحكومة الحالية (أ.ب)
TT

مشروع يعيد الأحزاب الصغيرة إلى الكنيست لدعم نتنياهو

متظاهران يحملان قناعين لنتنياهو وغانتس احتجاجاً على أداء الحكومة الحالية (أ.ب)
متظاهران يحملان قناعين لنتنياهو وغانتس احتجاجاً على أداء الحكومة الحالية (أ.ب)

مع استمرار العمل الحثيث في الأحزاب الإسرائيلية، لأجل تبكير موعد الانتخابات إلى شهر مارس (آذار) القادم، يطرح اليمين بدعم من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مشروع قانون لتخفيض نسبة الحسم إلى 1.5 في المائة حتى يتاح لمجموعة من الأحزاب الصغيرة، وبينها أحزاب عربية، الانفصال عن التكتلات القائمة، وتخدم بذلك معركة البقاء لنتنياهو وتجعله قادراً على تشكيل الحكومة القادمة.
وكان نتنياهو وبالتعاون مع رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، قد مررا قانونا في سنة 2015 لرفع نسبة الحسم بحيث يسقط كل حزب لا يحصل على 3.25 في المائة من الأصوات السليمة في الانتخابات. وبسبب ذلك سقطت أحزاب اليمين المتطرف الصغيرة، وخوفاً من سقوط معظم الأحزاب العربية، اتحدت أربعة من هذه الأحزاب فيما بينها، وشكلت «القائمة المشتركة». وهي اليوم تضم 15 نائباً.
وحسب مصدر سياسي يميني، فإن نتنياهو أقدم على هذه الخطوة، كي يمنع، أولاً ضياع أصوات اليمين المتطرف، الذي حصل في الانتخابات الأخيرة على حوالي 100 ألف صوت لكنها ضاعت هباء لأنها لا تشكل 3.25 في المائة، ولكي يتيح إبرام صفقة مع نواب الحركة الإسلامية الأربعة، والانشقاق عن «القائمة المشتركة»، وإيجاد صيغة للانضمام إلى الائتلاف الحكومي برئاسته كجزء من الحكومة أو كداعم لها من الخارج، مقابل تحقيق عدد من مطالبها لخدمة الجمهور العربي. ومع أن رئيس كتلة الحركة الإسلامية، النائب منصور عباس، رفض تأكيد أو نفي هذا الاحتمال، إلا أنه يقول إن حركته تعمل حتى تكون مؤثرة في الحياة السياسية الإسرائيلية، وستقرر الأمر في حينه، مؤكداً، أنه يريد أن تبقى «القائمة المشتركة» موحدة، تشاركه تكتيكه الحزبي. ويرى مراقبون أن نتنياهو يقيم شبكة علاقات مفاجئة تساعده على الفوز.
وكانت الحلبة السياسية الإسرائيلية قد شهدت أمس، تقلبات مثيرة، فبعد أن كان تقدم حزب «كحول لفان»، بقيادة وزير الأمن بيني غانتس، إلى الأمام، في الضغط على نتنياهو كي يتراجع عن طريقته في قيادة الحكومة ويتفق معه على الاستمرار في الحكومة الحالية، خرج من صفوف ائتلافه نائبان متمردان، هما عضوا حزب «ديرخ ايرتس»، وزير الاتصالات يوعاز هندل، ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تسفي هاوزر. فقد أعلنا أنهما لن يسمحا بمنع الانتخابات، وإذا توصل غانتس ونتنياهو إلى اتفاق بينهما، فإنهما سيصوتان ضده. وقد جاء هذا الموقف بسبب انضمامهما إلى جدعون ساعر، المنشق عن الليكود. وبات من مصلحتهما التوجه إلى انتخابات، لأن انشقاق ساعر عن الليكود أنشأ دينامية جديدة في السياسة الإسرائيلية، يمكن أن تضيع إذا بقي خارج الكنيست. وأثار موقف هندل وهاوزر غضب غانتس، فطلب من هندل أن يستقيل من الحكومة وأبلغ هاوزر بأنه سيجرده من منصبه في الكنيست. وقرر تأجيل جلسة اللجنة البرلمانية، التي كان مقرراً أن تحدد اليوم الثلاثاء، وبشكل نهائي، موعد الانتخابات. وستعقد اللجنة اجتماعها القادم الأسبوع القادم، أي في اللحظة قبل الأخيرة من موعد حل الكنيست الذي يصادف يوم 23 الجاري. وحسب مصادر مقربة من غانتس، فإن الموافقة على قانون حل الكنيست في القراءة الأولى، ستؤجل إلى يوم الاثنين المقبل، وإذا لم يحدث ذلك، فسيتم حل الكنيست تلقائياً بعد يومين إذا فشلت قضية حسم الميزانية، وإنه سيحاول تجميع 61 صوتاً في الكنيست (البرلمان) يؤيدون إجراء الانتخابات في 16 مارس، كما تقرر في الأسبوع الماضي. وإذا فشلوا في القيام بذلك وتم حل الكنيست تلقائياً يوم الأربعاء القادم، فسيكون موعد الانتخابات بعد 3 أشهر بالضبط من حل الكنيست، أي 23 مارس القادم. ولكن الهدف من ذلك ليس تبكير موعد الانتخابات، بل الضغط على نتنياهو كي ينفذ الاتفاق الائتلافي معه ويلتزم بتسليمه رئاسة الحكومة.



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.