قناة تلفزيونية غامضة تابعة لـ«داعش» تظهر على الإنترنت

محطة «البيان» على «إف إم» تحمل صوت المتطرفين

شاشة «داعش» في فيلم ترويجي لبرامجها على الإنترنت أول من أمس («الشرق الأوسط»)
شاشة «داعش» في فيلم ترويجي لبرامجها على الإنترنت أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قناة تلفزيونية غامضة تابعة لـ«داعش» تظهر على الإنترنت

شاشة «داعش» في فيلم ترويجي لبرامجها على الإنترنت أول من أمس («الشرق الأوسط»)
شاشة «داعش» في فيلم ترويجي لبرامجها على الإنترنت أول من أمس («الشرق الأوسط»)

بدأ عدد من الحسابات المرتبطة بمتطرفين على موقع «تويتر» يوم الجمعة بنشر رابط لموقع khilafalive.info الإلكتروني مع توضيح أنه «الموقع الإلكتروني الرسمي لمؤيدي تنظيم داعش». واستضاف الموقع مجموعة مختارة من المحطات التلفزيونية والإذاعية، تضمنت مقاطع دعائية مصورة لـ«داعش» وأناشيد للمتطرفين. وتمكن المستخدمون من «التحدث» مع غيرهم من المشاهدين. وكان من الملاحظ زعم قناتين أنهما ستبثان قريبا «مباشرة» من «الخلافة».
وازدادت التكهنات على «تويتر» بتدشين التنظيم المتطرف لقناة تلفزيونية موجهة لمشاهدين دوليين في إطار تطلع التنظيم نحو الابتعاد عن انتهاج أسلوب حركات التمرد والاقتراب من نهج الدولة. وتم تناقل الأحاديث عن «قناة (داعش) التلفزيونية» لبضعة أيام. وذكر موقع «فوكاتيف» الإخباري أن أمر تدشين القناة قد أثير بعد نشر مقطع مصور على منتديات متطرفة.
وكان تنظيم داعش قد أنشأ بالفعل عددا من هيئات البث من بينها محطة إذاعية على تردد «إف إم» تحمل اسم محطة «البيان» في مدينة الموصل العراقية، ومحطة تلفزيونية فضائية باسم «التوحيد» تبث من ليبيا. ويبدو أن تدشين موقع إلكتروني يبث قنوات على مدار اليوم طوال أيام الأسبوع حول العالم مؤشر على تنامي طموح التنظيم.
ولم يكن واضحا من الذي يقف وراء هذا الموقع الإلكتروني تحديدا، لكن قال جيه إم بيرغر، المحلل المتابع للحركات المتطرفة على الإنترنت، إن الموقع الإلكتروني كان موجودًا منذ بعض الوقت، لكن لم تعلن عنه أي من منابر التنظيم الرسمية ولا علقت عليه من قبل. وقال بيرغر: «تقديري هو أن هذا من عمل أحد المعجبين بالتنظيم»، مشيرا إلى تدشين الموقع على أيدي مؤيدين غير رسميين لتنظيم داعش ليس لديهم أي صفة رسمية.
ولم تقدم بيانات تسجيل الموقع الكثير، حيث أوضحت فقط أن النطاق تم تسجيله من خلال شركة أسترالية. وبعد ظهيرة يوم الجمعة بدت الكثير من المقاطع المصورة معطلة، وفيما بعد لم يصبح الدخول على الموقع الإلكتروني متاحا.
* خدمة «واشنطن بوست»



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.