هاجم متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة أمس، الطبقة السياسية في لبنان، قائلاً إن «المصالح الخاصة لدى الحكام أهم من مصالح الشعب، والحكام يخدّرون الشعب من عطاءات من مال الشعب فيما تنتفخ جيوبهم»، معتبراً أن الاغتيال في لبنان أصبح اليوم «جماعياً».
وترأس عودة قداساً لمناسبة الذكرى السنوية الـ15 لاغتيال رئيس تحرير جريدة «النهار» اللبنانية الصحافي جبران تويني ورفيقيه في انفجار استهدف سيارته في عام 2005 قرب بيروت.
وفي عظته، اعتبر المطران عوده أن «ثقافة الفساد واستغلال مقدرات الوطن والحقد سيطرت عوضاً عن المحبة والتسامح، فلو لو كان جبران تويني بيننا اليوم لكان صوته عالياً في مواجهة ما يواجه بلدنا، وما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولكان وأمثاله من الأحرار دفعوا الشعب إلى التمرد المثمر، حيث ننعى اليوم الاستقرار في حضرة حكام بعيدين من الحكمة والعدل والمساواة».
وفي قداس اقتصر على العائلة وعدد محدود من الحاضرين بسبب جائحة «كورونا»، اعتبر عودة أن «الاغتيال أصبح اليوم جماعياً، فلقد قتلوا حلم الناس بوطن متحضر ومتقدم، وها نحن في قعر القعر، فالحكام اعتادوا على الخانعين، ولم يعد لدى الشعب ما يخسره بعد أن فقد كل شيء».
وانتقد تفسير الدستور «وفق المصالح»، معتبراً «أننا نواجه سرطان الفساد وعجز الحكام عن تشكيل حكومة «كان يجب أن تؤلف في وقت قياسي إنقاذاً للأوضاع المزرية ولكن المسؤولين يتغاضون عن مصلحة الشعب».
ووجّه عوده رسالة إلى جبران تويني وصف فيها حال لبنان اليوم الذي استشهد من أجله: «لبنان الذي ناضلت من أجله لم يعد وطناً، بل بات مجموعة دويلات، ولقد قسموا قسمك، وما بات أبناء الوطن موحدين، فبعد اغتيالك، اغتالوا بيروت ويمعنون يومياً بقتل لبنان».
في سياق متصل، قال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي في تصريح، لمناسبة ذكرى اغتيال تويني: «في ذكرى استشهاده نستعيد صورة الصحافي الثائر المنتصر أبداً للحرية وكرامة الإنسان وسيادة لبنان والدفاع عن الصحافة ودورها والإيمان بالشباب اللبناني وقدرته على إحداث التغيير النوعي في كل المجالات». وقال: «رحل جبران تويني وذكراه باقية في الضمائر والنفوس وفي قلوب اللبنانيين جميعاً، من شاطره الرأي أو خالفه، لأنه شهيد القلم والفكر الحر. ومن كان شهيد هاتين القيمتين، لا يسقط ويبقى ذكره مؤبداً».
عودة يهاجم السياسيين في ذكرى تويني: الاغتيال صار جماعياً
عودة يهاجم السياسيين في ذكرى تويني: الاغتيال صار جماعياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة